{ مُحَاذَاةُ الْعَبِيرْ}
لماذا كلما مشيتُ بجوار بيتها
عُرِّيتُ من ملابسي ؟
وكلما مسكتُ فيّ يديَّ وردةً بنفسجيةً
علاَ خطوي
كأنني أطير ؟ .
{ اِسْتِكْمَالُ الْقِصَّةْ}
مشيتِ يوم الأربعاء بجوار شجر الحوافّْ
مشيتِ لكأنّ فرحةً منقوصةً تحبو
وكنتِ ترتدين قمصانا بَلِيلَةْ
أنا
أشعلتُ في الحفرةِ نارةً
وكنتُ أستدفيءُ في برد يناير الثقيلِ
من يُكمِلُ هذه القصةَ يا صاحبتي
ليكبرَ الليلُ
ويورقَ النرجسُ واللوزُ بهذا البَرَدِ المرشوش ؟ .
{ مُوسِيقَاتٌ ضَرُورِيَّةٌ لِإِتْمَامِ النَّشِيد}
رجلٌ وبحرٌ وامرأةْ
نامت على عُرْيِ حشيشِ البحرِ في حال الصبابةِ
واتّكا بجوارها يمسح ملح البحر عن سلسلة الظهرِ
ويبتاع المواويلَ التي عبرتْ على سِكَّتِه ذات نهارٍ
ويهشّ الذكرياتِ الخاطئة
والبحرُ من تحتهما يصعد
حتى يلمسَ الأقدامَ
يصعد حافيا حرًّا خفيفًا
ويغطي جسد المرأةِ في حال الصبابةِ
ويغطي رجلا يبحث في الذاكرة النسَّاية
عن شجرِ يصطفّ كي يحرس دارا واطئة
....... ....... .......
إن كنتَ سائرا على الجسرِ
وأومأتَ إلى البحرِ فلن تلقاهما
سيكون جرهما إلى خلل الخرافةِ في تدفقه
وها هو صاعدٌ حرا خفيفًا
باحثا عن رجلٍ وامرأةٍ غيرهما
وكأنه يبغي يُكَمِّلُ في تموُّجه نشيدا بدأهْ .
{ عِيدَانُ الْكَلَأِ النَّاشِفْ}
ليس لنا أنا وأنتِ يا رفيقة الحجرةِ أن ننظرَ في المرايا
لأننا لو اننا فعلنا
لَهَالَنا اختلاطُ أصباغك كلها بملح وجهك القديمِ
واندياحُ ألفِ عركةٍ خاسرةٍ
وألف سِكَّةِ خربانةٍ
على شقوق وجهيَ الدميمِ
وبدوْنا في أسى تذكُّراتنا عرايا .
{ اِنْتِظَارَاتٌ بَعِيدَةْ}
قل لها عندما تلتقيها على مفرق الطرقِ الجانبيةِ
إنك جئتَ مصادفةً
هي عارفةٌ أن عينيك كذابتان
وأنك منتظرٌ بجوار العمود الحديديّ مثل العمود الحديدي
من أمس
منذ اصطدمتَ بها في زحام الرجال الكثيرين والفتيات الكثيراتِ
ثم اعتذرتَ لها
وتقاسمتما فرحةً مترجرجةً
وتبادلتما ضحكةً متدحرجةً
وكلاما صغيرا وإيماءتين
ودوَّرتَ عينيك في ثنياتِ بلوزتها
واستضاءاتِ غمّازتيها
وسارتْ ولم تلتفتْ .
{ ضَرِيحٌ بِلَا شَاهِدَةْ}
لماذا تموت بعيدا عن الحقلِ يا شجريَّ الكلامِ ؟
ألم تكُ تعرف أن المقابرَ في المُدْنِ يبنونها في الصحارى
ولا يزرعون بها الياسمين ؟
وليس يدق على جُدُرِ القلبِ في الأمسيات العوالي
سوى الحَسَك المتمرسِ والمُرّ
والهواءُ يُصفِّر في الليل والصبح
ويضرب فوهة المقبرة .
{ تَقْلِيبُ الْأسَى}
قلبي مُشَرَّخٌ وملقى في امتداد هذه الطريق
ألوقتُ واقفٌ على رأسي
منقارُه يضرب في عينيَّ وجانحاه يخفقان حول كتفيَّ
وأنا أُحرِّك الجمر بعود الحطب الناشفِ
أنشر الشرارَ في الزاوية التي هناك والزاوية التي هنا
وأعاين الحريق .
{ عُطْلَةُ الشَّجَرَاتْ}
يفتح النافذة
ثمة الشجرة
لم تزل
والعصافيرُ
يفتح النافذة
كل صبحٍ كعادته من ثلاث سنين
وينفض سطح الزجاج المعشَّقِ
( قالت :
أخَبِّيءُ جسميَ خلف الزجاج المعشَّقِ كي لا تراني
كي لا ترى أقحوانيَ
حين أبَدِّلُ جاكِتّتي ومضتْ)
ألفتاةُ التي تتزوّق للشجرة
وتعد هواء البيوتْ
وترد صباح العصافير
....... ....... .......
يفتح النافذة
من ثلاث سنين
ويتابع ما نسج العنكبوتْ .
{ حدَاءٌ طَوِيلْ }
تعبر القافلة
في الصحارى
محملةً بالصبايا
ومحشوَّةً بالحكايا
ومحفوفةً بالحنين
تتزيَّا بحنائها الجبليِّ
وتترك آثار خطو الجِمالِ علي الرملِ
تترك في الصهد ورد البنفسجِ والياسمينْ
بعد قرنٍ وقرنين
يأتي رجالٌ كثيرون
يحتطبون المسافةَ من أول الرملِ حتى نهاينه
يقتفون معا أثرا دارسا
ويمنّون أنفسهم بالوصالْ.
{ اَلْوَارِثُونْ}
هذه النخلةُ ميراثي أنا وأخوتي
نلتفُّ كلّ صبحٍ جالسين في ظلالها
ونأكلُ التمر
ونطرد الصقورَ عن جريدِها
ذات صباحٍ لم نجدها في مكانها المعهود
تنقَّلتْ إلى نهاية العشبِ
ولكنا ذهبنا خلفها
نلتفّ جالسين في ظلالها
ونأكل التمرَ ونطرد الصقور
وهكذا كل صباحٍ تنتقي مكانا آخرا أبعد من مكانها الذي انتقته بالأمس
إلى أن فاجأتنا ذات صبحٍ بوقوفها في الضفة الأخرى من النهر
ألصقرُ واقفٌ على جريدها
وتمرها يلقطه الرُّحَّلُ والسيارة
وظلها يكون مرةً على امتداد الماء
ومرةً يسرقه الماشون فوق الجسر
ومرةً يخطفه الواشون
ويسربونه على قارعة السقفِ
وهم يراقبون من قرميدة الحجرةِ
رجلا وامرأةً
يجربان فسحةَ الوقتِ وقطعة المكانْ
ونحن في عرائنا النحيل
تضرب رأسَنا الشمسُ
وجوعنا يقوم
السمّاح عبدالله
ويتبع >>>>>>>>>>> : ثُلَاثَاءَاتُ عَابِرِ سَبِيلْ(2)
واقرأ أيضا :
حَالْ / سرقة / مَا أَضْيَعَكْ / يُحَاوِلُهَا الْكَافِرُونَ وَتَرْضَى / مَتَى يَأْتِي الْجَيْشُ الْعَرَبِيُّ ؟ / ثُلَاثَاءَاتُ عَابِرِ سَبِيلْ(5) / خَرِيفِيَّةْ / غَرَامْ