الليلــــــــــــــة الأولى
يا سماء عمري.. ضم أجنحتي كلهفة الحنين لنخرج معًا من سكون الحب والشوق وأسوار الظمأ لقطف ذروة السحر من عمق حنينك..
يا نبض عمري.. على ضفاف نهر صباحاتك ميلاد اسمي وطقوسي وقد تناسيت فيك ذاكرتي.. صافح وله أنفاسي بذروة عشقك فأنت أول جموحي.. وجهك أنساني ذلك العشق البدائي في كفوف الذل.. لن يقبضني ولن يدوس سحابتي فقد استيقظت من عتمة السقوط واحتميت بك يا شمس عمري.
معك لا أريد أحدًا.. عيناي مشتاقة إليك.. ملهوفتان.. أتمناك حتى نهايات روحي.. أحب صوتك يراقصني فوق موجات روحي بعشق هو الجنون.. فتطعمني حلمًا مسكونًا في آخرِ المستحيل فيهدينى حبك الممزوج بالمودة على جمر من نار..
خذني إليك.. حين آتي إليك عبر المدى بالدفء والحنين ونقش يذوب حتى آخر أنفاسي.. هكذا الحنين ينسف صمتي.. فأتيت إليك في بوح أسطوري شهرزادي.. أركض إليك كنجمة منيرة فوق جفن سحابة..
عطشي يرهق مسافاتي حتى اللحظة الأخيرة.. امنحني لو قليلا من مزارات لتمنحني متعة الموت فيك عشقا.. امنحني صخبًا يؤرق مساءاتي.. امنحني عشقًا يلون بوحي ويطلق كل خيالاتي.. تشعلني نارًا بحبك وأشعلك اقترابًا.. نتجاذب في العلو حتى انطفاء النجوم بين ذراعي الفجر..
يا صديق براءتي.. الحنين إليك قائم.. جحيم يستعر.. يهمس لعشقك وتنهيدة الصمت تصرخ بداخلي.. تتهافت لدي كل الذكريات حتى تفجر بوحي بالألم.. "أحتاجك" غصنًا لعصفور قلبي.. شهقة الوجع في عمق الليل الضنين.. أمطر في قلبي ماء الحياة، رحيق التمني.. فأنا أرهب الموت جدبًا.. ضاقت بعد رحيلك الأرض أيها الرجل الذي أدمنته..
قدرٌ أنا.. كونٌ أنا.. ونهاية الأجواء في قلبي أنا.. لم يبق أمامك إلا أن تلوذ بدنيتي.. هيا فإني قد شحذت عواصفي زوابعًا.. حرائقًا.. أشواقًا.. وحنينًا.. أعبر مسافات التمني وأقتحم حلمي وأقتحمني..
مليكي.. شهرياري.. قالوا عني أنني ساحرة مملكة النساء، وقالوا أيضًا: عذبة البوح والدلال، وغارت من حسني وسحري جميع النساء.. وأنا أقول: إن سبب سحري وعذوبة ثغري أنه هو أشهى الرجال.. أجمل الرجال.. أعذب الرجال.. هاأنا أعود إليك من رحلات تفكيري كأنك أنت المرفأ والمستقر.. أعود إليك بكل حنيني.. بكل اشتياقي.. وسأذكرك يا شمسي في كل يوم تشرق على الكون.
سأذكرك عندما يتعبني الحلم وأشتاق جنوني فيك.. سأذكرك عندما أشتاقك وأفقد قدرتي على المكوث بعيدًا عنك.. آه أتعلم أنني أشتاقك الآن جدًا جدًا.. وأنه رغم الليل المظلم فإن شمسي تشرق أو هكذا خيل لي..
أتعلم أن الحلم فيك قد أتعبني.. وأنني الآن أشتاق جنوني.. أتعلم أنني أشتاقك وأنني فقدت قدرتي على المكوث بعيدة عنك.. واختصارًا.. فأنا لن أستطيع أن أذكرك لأنك هاهنا..؟؟؟
((هل ستأتين لتكتمل كل هذه المعاني)).
سؤالك يطيح بكل ذرة في كياني.. أنا هنا منذ لحظة كتابتك لأول كلمة.. أقف خلفك أتنسم الحب عبيرًا من بين سطورك.. أستلقي مع أناتك الحيرى فوق الفواصل أرتشف رحيق شفتيك من رشة نقاطك فوق الحروف..
آه.. حلو مذاق حبك .. وحلو إحساسي بأنني فتاتك وهذا الخجل الذي ترسمه ألوانك على وجهي.. وهذا العبير الذي تتركه بكفي.. وطفل خيالي الذي يلهب مهجتي وأنا بين ذراعيك في إغفاءة حب..
نم في حدود المستحيل في دمي واعبر مسافات الحنين وضمني.. أشعل بقايا الصمت فيك حرائقًا.. إن كان إثما أن أعانق فيك عمرًا قد مضى فأنا أتوق بأن أزيد على يديك آثاما.. فما جدوى الحب إن لم أشعله فيك نارًا تحرقني وأنت تزيد من روعة لقائي..؟؟
الفجر قد قارب على أن يرتسم بظلاله في عرض السماء.. وشهرزاد قد أوشك بوحها على النهاية لهذه الليلة -الليلـة الأولى- وهاهو الديك يصيح لتمسك شهرزاد بوحها.. وتغلق عينيها في صوت أنثوي مثير..
((مــــــــــــــــــولاي))
ويتبع >>>>>>>>: ليالي شهرزاد (الثانية)
واقرأ أيضاً:
دقات الرحيل / أيها الحاضر الغائب / قماشة الشرف