هبت حروفي ثائرة هل تتركوني حائرة؟
نثراً أراني ها هنا نظماً تراني الدائرة
أأرفق بنفسك أن تكون من الوحوش الكاسرة
غاصوا بأعماق البحور فما لهم من زاجرة
نظموا قلائد شعرهم درراً تراها فاخرة
قد أوهموك بأن تكون كما همو في الشعر روحاً طائرة
وما دروا أن نظمك يا صديق من البحور القاصرة
للشعر شيطان يسيل لعابه إذ صاد تلك الخاطرة
فيصوغها مثل اللآلئ سلسلا متناثرة
ويصيدها الموهوب بألف بيت منذرة
بمخاض من يثرى القصيد مواهبا متفردة
أما حظوظك يا صديق من القريض فعاثرة
أسلمت أمري للحروف أصوغها نثراُ تراها قادرة
أما إذا زعم الفريق بأن روحك عامرة
للشعر يجثو تحت رجلك رهن الإشارة آمرة
فإنهم قد يخدعوك و قد دروا أن روحك قاصرة
والحق أنك قد دريت تمام قدرك بالسلاح الباترة
إن القريض بجله و جلاله لأناسه في الركب مثل القاطرة
وإن حظك يا صديق من القصيدة فاقرة
لا تسمعن راضى لا ولا لليل الشاعرة
واقرأ أيضا :
سر الرقم 19 في القرآن الكريم / أفلا يتدبرون القرآن؟! / الشك الديكارتي