بينما كنت سائرًا في إحدى الليالي، مررت في طريقي بمقهى لفت نظري شيئا ملقى عليه عرفت فيه صديق قديم، سعدت جدًا حينما لمحته وتذكرته بأدبه وهدوءه ومواهبه المتعددة تذكرت كيف كان ملء السمع والبصر وكيف كان الجميع يتمنى أن يكون له ولو جزء من شخصيته أو أن ينال شرف صداقته لينعم بتواضعه وأخلاقه السمحة.
لمحني فابتسم، دعاني فجلست وعجبت كثيرًا حينما لاحظت شيئا كسيرًا فيه، حتى ابتسامته بدت وكأنها تمزق وجهه لتبدو شاحبة وبدا وكأنه يرفع صوته عامدًا ليواري به كمًا كبيرا من الأسى.
كنت أعرف أنه يلمح نظراتي بلحظة وهو منكب في متابعة مباراة من الطاولة بين اثنين من البلهاء، لا أنكر أنني حقا كنت ألتهم هيئته الرثة وحيويته التي يبدو أنها قد انطفأت من سنين وبريق عينيه الذي لم يعد .
التفت لي بعد مدة ليست بالقصيرة وعلى وجهه نفس الابتسامة المؤلمة وأومأ برأسه وهو يغمغم.... لا تحير نفسك إنها الوحدة.
استطردت: كنت أديبًا
أجاب: إنها الوحدة
أين الثقافة؟ قد تجد منها طيفًا.
لكنها الوحدة.
كثيرًا ما كنت تخطر ببالي وأبحث عنك وتوقعت عنك أن المكانة قد ارتفعت بك لتواريك عنا.
زادت ابتسامته مرارة حينما امتزجت بمرارة السخرية وهز رأسه وهو يهمس مؤكدًا....................... يا عزيزي إنها الوحدة
لم أفهم!!!!!!!!
هل فهمتم؟؟؟؟!!!!!!!!!!!!!
واقرأ أيضاً:
لي قلب ولكن ليس لي فم / الغرباء / الغرباء - 2