أيتها المرأة مسي بيديكِ الشافيتين الناصعتين جبيني
ثمة نخلات تتناغى في النسمات العالية الليلية
عن بعدٍ... مرضعة تترنم لوليد
لا يشغلنا الصوت المبهم في الريح
وليحملنا الصمت المتناغم، ولنسمع دمنا الداكن
ولنصغِ إلى أفريقيا
نبضات الأرض المحجوبة بقباب قراها المختفية
ثمة قمر يتحدر نحو سرير البحر الساكن
ونعاس يلوي أعناق الضحكات
ورواة يغلبهم طيف النوم كطفل تحمله أمه
تتثاقل قدما الراقص ولسان المنشِد;
هذا وقت النجم الساهر
والليل الحالم يتراءى مكتئبا فوق روابي الغيم
ومرتديا جلباب حليب
تلمع أسطح أكواخ القرية،
ماذا تبغي الأكواخ البوح به للنجمات؟
في الداخل... ينطفئ الموقد وقد ائتلفت
رائحة عاطرة بروائح حريفة
فأضيئي بالزيت الصافي مصباحا كان الأسلاف
يحيطون به في ألفتهم والأطفال نيام
ولنسمع أصوات أهالي إلسا المنفيين
لم يكن الموت هوايتهم لكن الرمل
ابتلع الحب المبذور
في هذا الكوخ الداخن يجدر بي الإصغاء
للأرواح الطاهرة ورأسي في صدرك
ولأستنشق عبق روائح موتانا
ألتقط وأتلو وأردد صوتهم الحي
ولأتعلم أن أحيا قبل نزولي كالغواص
إلى أعماق النوم العليا
من أشعار: ليوبولد سنجور
ترجمها شعراً: محمد محمد السنباطي