يخلع ملابسه، يمد ذراعه على آخرها ليلقي بها سريعًا فوق سريره.
هل أحضِّر لك الغداء يا بني؟
تسأله أمه.. فيشكرها في لطف وهو متجه ناحية الحمَّام: شكرًا يا أمي.. تغديت خارجًا.. فقط أريد كوبًا من الشاي إذا سمحت.
تنسحب ناحية المطبخ، تصنع كوب الشاي وتضعه على «الصينية»، تضع «الصينية» فوق «الكنبة» الرابضة في الصالة.
منتظرة تجلس، يخرج هو من الحمام، يسألها بينما يجفف شعره بمنشفة بيضاء قد تدلت أمام عينيه سائرًا ناحية «الكنبة»: كيف حالك يا أمي؟ وكيف كان يومك؟
تسمع له وعيناها على كوب الشاي، قلبها يدق، تعلم أنه سيجلس على كوب الشاي لا محالة، تريد أن تحذره بسرعة ولكنها تشعر بثقل غريب في لسانها!
صرخت أخيرًا: انتبه يا بني!
بينما تتسرب الحروف الأخيرة من بين شفتيها كان كوب الشاي مائلاً فوق «الصينية»، قطرات من الشاي المسكوب قد امتصها الفرش الأبيض الأزهر الذي يغطي «الكنبة» والذي كان نظيفًا!
نظرت إلى الفرش بأسى.. ورددت حزينة تمصمص شفتيها: لا حول ولا قوة إلا بالله.. فرشته اليوم فقط!
تفحَّص ملابسه وعلى وجهه ابتسامة باهتة.. ثم قال: خيرًا!
واقرأ أيضًا :
الضيف / شخير في غرفة مجاورة / كان جدي.. وكان / طفولة مذعورة / قش الأرز / قطار آخر الليل / و. م. و. ز / نُخْبة! / بدر