أدواء مريض ذهاني  
 
			 
 
 
الكاتب: د. خليل إبراهيم عليوي  
البلد:  العراقنوع العمل:   شعر تقليديالوزن الشعري:  بحر الكاملتاريخ الاضافة 8/27/2008  تاريخ التحديث 7/24/2019 7:12:50 PM   المشاهدات 6643     معدل الترشيح 
   
 
  
 
	 
	
		
		 
	
	 
	 
 
 
	وأتيت أشكـو للطبيب لعلني  أجد الدواء لعلتي ولــدائي    يا أيها الدكتـور إني أشتكي  من سحر ساحرة وشر عداء    والناس حولي يكرهوني كلهم  يمشون خلفي يرقصون ورائي    لا يفتـرون عن الكلام وإنني  أصغي لهم في وحدتي ولقائي    يتغامـزون ويلمـزوني بينهم  ويعلقون علي بالأنباء    ويؤشـرون إذا التفت إشارة  معروفة للناس بالإيماء    إنـي لأسمع صوتهم لا ينثني  عن نقد أفعالي وعن إطرائي    في كل ناحية يقابلني الصـدى  من بث أفكاري على الأجواء    يتجسسون ويفضحون مشاكلي  ويراقب القمر المطل أدائي    ويؤثر البث الشعاعي علي يدي  فيشلها ويزيد من بلوائي    وتغيرت تلك الوجـوه وأبدلت  فكأن أهلي أصبحوا غرمائي    وأرى البشاعة في الوجوه فضيعة  من فرط وحشتها يخاف الرائي    تــرمي علي بثقـلها وهوانها  فأذوب في همي وفي أرزائي    وإذا العداوة في البنين ترعرعت  أحس أن جميعهم أعدائي    أهلي وأصحابي وكل معـارفي  ينوون قتلي يفسدون غذائي    يتآمــرون عـلي في ندواتهم  وتعمدوا عن جمعهم إقصائي    كــل الذين عرفتهم لم يفتئوا  عن حض أعدائي على إيذائي    يـا ويلتا هذي المشاهد لم تزل  تنتابني حتى تركت نسائي    وهربت من أهلي وكل أقاربي  وظننت أن المخبرين ورائي    قال الطبيب مـواسيا ومطمئنا  وبصوته روح من الإيحاء    لا تبتئس مما تعـاني يــا فتى  وتنوع الآلام والأدواء    هذا الفصام وحــاله معروفة  وعلاجه سهل على الحكماء    بعض الحبوب وحقنة شهريـة  والكهرباء سريعة الإشفاء    وبعيـد شهر أو أقـل تحسنت  أعراضه وتماثلت لشفاء    وإذا الهلاوس والشكوك تبددت  واليأس سلم راغما لرجاء    فتراه مسرورا يسير مجرجـرا  ثوب السعادة وارف النعماء    لكن ذلك لم يطـل حتى أتى  يشكو الحياة وقسوة العقلاء    متوسلا أن يستعيــد جنونه  إن الجنون جنائن السعداء    ما أهون المرض الذي لا يرتجى  برء له من عيشة نكراء    والموت أفضل من حيـاة مـرة  قد أغلقت حتى على الحكماء    فيها ذئـاب الناس تأكل بعضها  يتبادلون مشاعرا بدماء    ولقد وجدت الناس أبشع منظرا  من منظر الجن المخيف ورائي    قد كنت أشكو من هواجس  واهم اليوم أشكو من حقيق عناء    قد كنت أشكو والخيال يجرني  بمهامه الأهواء وألآراء    هيا أعدني للجنون فإنه  خير لمثلي من خسيس رياء    ولقد ظننت بأنني أحيا كما  يحيى الخليُّ بصحة ورخاء    لا لست أرضى أن أعيش معذبا  في ثوب عافية بغير صفاء  24/12/2005        واقرأ أيضاً:      
 
	
	
	 
       
        
   
 
 
 
 
 
المشاهدات 6643  معدل الترشيح 10   
تقييم  
 
 
		
 
	
	
لا يوجد تعليقات حالياً على هذا المحتوى
 
لإضافة تعليق يجب تسجيل الدخول  أولاً أو الاشتراك  إذا كنت غير مشترك 
			
 
	
	
	
	
				
				 
				
          
		   
              
            
            
             
             
 
            
             
            
             
            
            
                
					
					المواد والآراء المنشورة على هذا الموقع تعبر عن آراء أصحابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع - 	حقوق الطبع والنسخ محفوظة لموقع مجانين.كوم © 
					 
					 Powered By GoOnWeb.Com