الكاتب: د. هشام أبو حجازىالبلد: مصرنوع العمل: شعر منثورتاريخ الاضافة 20/02/2011 18:38:39 تاريخ التحديث 24/07/2019 21:56:27 المشاهدات 4185 معدل الترشيح
مشهدان
(1) جاء الصبايا والشباب من المشارب كلها فتلبس الميدان أبهى حلة ذو لحية يصغي إلى جيتار صاحبه وبنت من ذوات الجينز تربت كتفها ذات النقاب ويكنس الإسفلت كهل تشعل الأخرى فتيل البهجة للآلاء في وجه الجنود فيجفلون زوجان يقتسمان بعض الخبز والزيتون أم تستعير من الشباب هتافهم ثكلى تئن إذا رأت من يشبه الابن الفقيد رجل يثبت خيمة... طفلان فوق اشارتين يعلقان اللافتات -ارحل- ويبتسمان تبدو ثنية مكسورة... ودم على الإسفلت ينزف من فتى غض الإهاب رصاصتان تزغردان يؤذن الشيخ الوقور إلى صلاة العصر قومو للصلاة.. وكبروا.. الله أكبر تصنع الصلبان إكليلا كغار النصر تهتف بالدعاء إذا دعا.. آمين.. يرسل باطش الجند المياه.. فيستكين الصحب فى صلواتهم.. ولها فتى لا ينثنى فيصير أمر للرماة.. هنا القنابل كالمطر.. وهنا الرصاص كما المطر.. الآن ينقشع السحاب وتشرع الجنات أبوابا مفتحة.. تلقى الشهداء.. *** أم تميل على فتى في عمر زهرة عمرها تسقيه من ماء الشهادة ... ليتها تسقيه من ماء الحياة... فينتفض غض كعصفور رمى الصياد مهجته فرفرف وارتعد *** (2) كانت إذا جاء المساء تجوس بين مصارع الشهداء تزرع بينها فلا ..، وصباراً وتغزل فوق أحلام البنات عباءة البرد الكليل تقبل الخد الأسيل على رصيف الموت تمسح دمعة الأم التى ثكلت ضناها في أماسيِّ القهر.. ترتق حزنها وتميل فوق جباه أطفال الحقيقة.. تمسك الأحلام.. تزهر في جبين الموت أزهار... لها عطر يطير إلى السماوات.. ويغزل من شعاع الفجر بعض حقيقة أن الحياة ستنتصر