الغرباء
أرفع عيني إلى قاعدة سلم المنزل
أتساءل ذاهلا - لماذا لم يسقط هذا المنزل حتى الآن ؟
ربما يستاند على غيره من البيوت المتهالكة مثله - كما نستند نحن على بعضنا البعض
أو ربما لتجد القطط مكانا لتحية الصباح، وتحية بعد الظهر التي أشمها الآن
أفتح باب الشقة - لأجد أمي الضحية القديمة في المطبخ
يدور بيننا حوار أُصاب في نهايته بالصداع - نفس الحوار ربما
أنها تتمنى أن أتزوج - أتزوج من أي فتاة - كالحة مثلي- لتستمر المأساة
أتناول أي شيء وأنام لثلاثة ساعات - أقوم بعدها لآكل مرة أخرى – ولا تسألني عن الداعي- فلا أعرف
أقضي المساء على الكمبيوتر أو قد أنزل للقاء صديق
أصدقائي لم أخترهم فقد ألقتهم الأيام في طريقي
منهم من فارقته ومنهم من كان عدوي فأصبح صديقي - دون أن أعترض - فليس لي أن أعترض
يجمعهم جميعا قاسما مشترك وهو أنهم لا داعي لهم
صديقي الذي كان عدوا مثلا يجلس للتحدث عن أمجاده الغبية - فقد تزوج في شقة لا ترى الشمس ولا تعرف الهواء وأنجب طفلين أو طفيليين جديدين على البشرية
ثم يتباهى مع آخر بمستواهما الرائع في الطاولة ويضيفا الموسيقى التصويرية على المشهد بكركرة الشيشة المستمرة
لا يتصور أي منهم أن يقوم ليتمشى قليلا - لقد أصبحت عادة المشي أثرية
أفعلها أحيانا مع نفسي، دون أن أدري إلى أين أذهب
أتأمل في سيري المقاهي المبهرة والنساء المحترمات يجلسن عليها،
يستمتعن بتدخين الكانتلوب إن كن عذارى، وبالتفاحة إن لم يكن - بينما يجلس الرجال بجانبهن مهذبون في الغالب
- أتذكر حينما كنت أعمل فى أحد الفنادق وكان يجلس على القهوة التي بجانبه رجل ذو وسامة صارخة تنم هيئته عن احترام رهيب
عرفت بعدها مهنته!!!!!!
ألقي بعيني إلى مطعم الأسماك الذي تناول فيه ضيوف أحد زملائي وجبة غذاء عادية بألف دولار
وفي يوم من الأيام،
وبينما أنا أسير
استوقفتنى فتاة وسألتني - هل لك أن تدلني على فندق رخيص ؟
واقرأ أيضاً:
الوحدة / لي قلب ولكن ليس لي فم