حقيقة تاريخية تحاول (إسرائيل) إخفاءها، وحل عادل تُروج له سيدة بريطانية... الـ (ليدي) ميشيل رينوف
تتمحور (السيناريوهات) المتداولة حول الحل النهائي للقضية الفلسطينية في "حل الدولتين" أو "حل الدولة" أو حتى حل شبه مستحيل يحلم به القادرون على ترف الأحلام في واقعٍ صعب، ويتمثل في عودة يهود (إسرائيل) إلى مساقط رؤوسهم في أوروبا وغيرها من دول العالم...
أما السيدة البريطانية (ميشيل رينوف) التي تحمل لقباً شرفياً هو "ليدي" فترى أن هناك حلاً لم يحظَ بالاهتمام الواجب ويتمثل في عودة اليهود إلى وطنهم الأول: جمهوريـة اليهود التي تقع في جنوب شـرق روسـيا، ولا تعلم بأمرها الغالبيـة العظمى من العالم لأن (إسـرائيل) لا يسـرها ذلك بطبيعـة الحال...
وتقول الـ (ليدي رينوف) أن هذه الجمهوريـة تُمثل الوطن الأول لليهود في العالم، وقد ظلّت كذلك إلى أن ظهرت فكرة توطين اليهود في فلسـطين ونجح الصهاينـة في تحقيقها، فصرفت الأنظار عن جمهوريـة اليهود الأولى التي تأسـسـت بطريقـة سـلميـة ودون حاجـة لاغتصاب أراضٍ من سـكان أصليين...
وهي تُدافع عن حل عودة اليهود إلى موطنهم الأول بحجج وبراهين تاريخيـة مدهشـة لمن يسـمع بها للمرة الأولى، وقد أسست لهذا الغرض منظمة تروّج لهذا الحل بقوة وتحمل اسم "جمهورية اليهود". ولا تدع الـ (ليدي رينوف) فرصة تمر دون محاولة نشر الفكرة المتكتم عليها إعلامياً. وقد ألقت العديد من الكلمات والمداخلات حول هذا الحل في محافل عدة كانت إحداها تحت قبة البرلمان البريطاني وأخرى في إيران، حيث استمع لها الرئيس الإيراني (أحمدي نجاد) وآلاف من ضيوفه ضمن فعَّاليات المؤتمر الدولي الثاني حول الإمام الخميني والعلاقات الخارجية في حزيران (يونيو) العام الماضي.
وعلَّقت مطبوعة يهودية على نبأ الكلمة التي ألقتها (رينوف) في إيران ودعت فيها (نجاد) إلى تبني حل عودة اليهود إلى "جمهورية اليهود" بالقول: إذا بادر (نجاد) لتبني الفكرة فنحن نعرف متى سمع بالأمر للمرة الأولى..!!
والحل باختصار، كما تراه الـ (ليدي رينوف)، يتمثل في عودة آمنـة لليهود المقيمين في فلسـطين إلى "جمهورية اليهود" واسـمها (أوبلاسـت) ولكنها معروفـة أكثر باسـم عاصمتها (بايروبدجان)، حيث من الممكن لهم أن يعيشـوا بأمان وسـلام ودون أي معاداة لسـاميتهم، وأن ينعموا بأجواء الثقافـة اليهوديـة السـائدة بقوة هناك، وأن يتحدثوا الـ (يديتش) -لغـة يهود أوروبا- كما يريدون، على أن يتركوا أرض فلسـطين لسـكانها الأصليين...
وتؤكد الـ (ليدي رينوف) أن الثقافة السائدة في (بايروبدجان) ومساحتها التي تُعادل مساحة سويسرا تسمح بهذا الحل العادل وإنهاء مأساة الفلسطينيين المشردين في أصقاع الأرض؛ حيث الكثافة السكانية فيها 14 نسمة / (ميل مربع مقابل 945 / ميل مربع في الكيان الصهيوني (إسرائيل) و1728 / ميل مربع في الأراضي الفلسطينية...
وفيما تؤكد الـ (ليدي رينوف) أن (بايروبدجان) تأسـسـت في العام 1928 بدعمٍ وتشـجيعٍ من يهود أمريكا أنفسـهم ممثلين في هيئـة كانت تضم في عضويتها عالم الفيزياء اليهودي المعروف (آينيشـتاين) والكاتب الأمريكي اليهودي المعروف (غولدبيرغ). ويذكر موقع (ويكيبيديا) أن "جمهوريـة اليهود" تأسـسـت في العام 1934 وأن فيها جاليـة يهوديـة وليـس كل عدد سـكانها من اليهود، فيما أصرَّ متحدث باسم رئيس الوزراء الإسرائيلي خلال برنامج تلفزيوني حاجج فيه الـ (ليدي رينوف) بأن تلك "الجمهورية" تُعتبر رمز من رموز العهد الستاليني الذي اتسم باللاسامية...
وترفض الـ (ليدي رينوف) تلك المزاعم وتؤكد أن (سـتالين) نزع إلى إعطاء كل إثنيـة من إثنيات الإتحاد السـوفييتي جمهوريـة خاصة بها ولم يقصر الأمر على اليهود فقط، الأمر الذي تنتفي معـه اتهامات اللاسـاميـة، كما أن "الجمهوريـة" شـكّلت ملاذاً آمناً لليهود الذين لم يكونوا محل ترحيب من المواطنين الروس، إلى جانب يهود من خارج الإتحاد السـوفييتي هاجروا إليها ووجدوا فيها الأمن والسـلم، وكان من الممكن أن تتواصل الهجرة إليها لولا أن ظهرت الصهيونيـة وفكرة الاستحواذ على أراضي الشـعب الفلسـطيني...
وتعتبر (رينوف) أن اليهود كذبوا عندما زعموا إبان الحرب العالميـة الثانيـة أنهم في أمـسِّ الحاجـة إلى أرض فلسـطين "كوطن" لهم، حيث لم تكن هناك حاجـة لتشـريد الفلسـطينيين والاسـتيلاء على أراضيهم، فخيار الإنتقال لتلك "الجمهوريـة" كان متاحاً أمامهم ولكنهم فضّلوا فلسـطين لأنهم كانوا يطمعون بالسـيطرة على مدينـة القدس...
وتستهجن (رينوف) التعتيم الإعلامي المُحكم على حقيقة الوطن الأول لليهود في جنوب شرق روسيا والإصرار على الإشارة إليه على أنه "مقاطعة"، متسائلة في استنكار: "أي مقاطعة تلك التي يُعادل حجمها حجم سويسرا!؟"، وتُضيف: الحقيقـة أنـه مع تفكك الإتحاد السـوفييتي أصبحت كل إثنيـة مؤهلـة لأن تُعلن جمهوريتها التي تُقيم عليها باسـتثناء (بايروبدجان) التي كانت تُسـبب "حسـاسـيـة" (لإسـرائيل) وتُثير هواجسـها باحتمال رفع الوعي العام العالمي بوجودها كأول وطن لليهود...
وقالت الـ (ليدي رينوف) لـ "القدس العربي": "الكثيرون لا يعرفون شيئاً عن هذه الحقيقة، والقليلون الذين تسنح لهم الفرصة لأن يستمعوا إليّ ويعرفوا الحقيقة لا يُصدقونني بسهولة، ولكني مستعدة لأن أُسخر ما تبقى من حياتي كي يُصدقني العالم ويسعى لحل الصراع استناداً لهذه الحقيقة".
وأضافت (رينوف) التي توصف في الإعلام الصهيوني بأنها من منكري (الهولوكوست): "بإمكان الدول الـ 191 الأعضاء في الأمم المتحدة أن تختار هذا الحل وتدعمه دون خوف من أي إتهامات بمعاداة السامية لأن سكان الجمهورية اليهود يعيشون بالفعل في أمان واطمئنان ودون أي معاداة للسامية"...
_______________________________
ملاحظة المرسل: للتأكد من الخبر قمتُ بزيارة (جوجل ايرث) وبحثت عن Birobidzhan فوجدتها ومكتوب عندها العبارة التالية: Jewish autonomous district, Russia والتي تعني: منطقة يهودية مستقلة، روسيا
واقرأ أيضاً:
الكيان الصهيوني ويهود العالم/ يهود يتظاهرون ضد الكيان الصهيوني!! / بيع الفلسطينيين أرضهم لليهود حقيقة أم خيال؟! / أوروبا واليهود / فكر يهودي يهاجم اليهود واليهودية