استعادة السلطة الأبوية
التربية التي تفيد حقًا:
- اقتناع الوالدين بالتخلي عن الطريقة القديمة في التربية.
- فرض السلطة الأبوية في البيت بالطريقة القديمة (غير مجدية).
- طريقة قول.. لا.. كثيرًا (غير مجدية).
- الدخول في صراعات مع الطفل (غير مجدي).
- النزول إلى مستوى الطفل في التفكير والسلوك (غير مجدي).
- الكثير من الصراخ والتهديد (غير مجدي).
الهدف هنا هو تعليمك طريقة جديدة للتربية تكون حازمة ولا تستهلك وقتك وجهدك وغير مؤذية لنفسية الطفل. ستجد أنك تعاقب أقل ولكن ما تفعله يكون مجديًا حقًا.
الأفعال المحسوبة
هي القرارات المتعددة التي يصل إليها الآباء من حيث القوانين، الروتين، التوقعات والنتائج. يجب أن نتشارك مع الطفل في مناقشات هادئة بعيدًا عن أي مشاحنات.
ردود الأفعال: هي مواقف تحدث ردًا على فعل معين دون ترتيب مسبق لفعل غير متوقع مثال على ذلك العقوبة. وسنستعمل في طريقة التربية المجدية كل المعلومات التي جمعتها عن طفلك خلال الخمسة أيام السابقة.
أهمية القواعد
عندما تصلا إلى تعريف واضح للقواعد، التوقعات، والنتائج تأكد من إبلاغ طفلك بها. كثيرًا ما نفترض أن أطفالنا يعلمون ما نتوقعه منهم ولكن ذلك غير صحيح.
لا تبلغه بما تريده في جو من الصراخ والتهديد بل يجب أن يكون ذلك في جو مطمئن، هادئ.. أخبره بما تريده وما تتوقعه بصداقة ولكن بحزم "لقد تناقشت مع والدتك في مشكلة رميك للطعام والقاعدة الجديدة اليوم إن ذلك غير مسموح به في ذلك المنزل، حاول جهدك أن تساعدنا إن لم تستطع السيطرة على نفسك فسنضطر إلى جعلك تتناول الطعام بمفردك في المطبخ".
قاعدة مهمة: إن الأطفال الصغار مهما كانت درجة صعوبتهم يفضلون بقوة أن يرضوا آبائهم عن أن يتعاركوا معهم باستمرار.
يجب أن نتقرب إليهم بطريقة تناسبهم وعندما نشعر منهم باستجابة يجب أن نشعرهم بانجازاتهم وأن نهنئهم على مجهودهم، ليست المبالغة مطلوبة ولكن أن تشعره بحب أنك لاحظت أنه بذل مجهودًا وأنك فخور به.
ما هي القواعد التي يجب وضعها؟
هذا يختلف من عائلة لأخرى، ليست هناك طريقة صحيحة تصلح لكل عائلة، ولكن تذكر قاعدة "مبدأ الخصوصية".. كوالد من أقل حقوقك أن تتمكن من دخول حجرة نومك والحمام وتكون وحدك عندما تغلق الباب، وبالمثل فإنك (مع مراعاة عمر الطفل) يجب أن تراعي خصوصية طفلك ولا يجب أن تكون موجودًا عندما يقوم باستخدام الحمام مثلاً، إلا إذا نادى هو عليك.
الشكل والنظام
الشكل
هو جانب هام جدًا من التهذيب المؤثر. ويتعلق ويعطي بعدًا واضحًا وصريحًا للتوقعات.
الطفل الصعب لا جدال يتحسن سلوكه إذا عرف ما المتوقع منه وهذا بفرض أن تلك التوقعات لا تتغير باستمرار.
كثير من الأحداث اليومية يمكن إعطاؤها شكلاً أكثر نظامًا مثل وقت النوم، وقت الطعام، والحمام وأشياء أخرى، في كل مرة يخرج فيها الموقف عن السيطرة ويصبح مشحونًا بالمشاعر ستستطيع السيطرة عليه بإعطائه بعض النظام ويجب عليك إخبار طفلك من خلال مناقشة هادئة ومدبرة عما تريده.
النظام يختلف عن الروتين
النظام
إن الحق يقول أن النظام و المرونة يجب أن يسيرا سويًا، وبالمثل الحزم وطيبة القلب لا يتعارضان، تستطيع أن تصر أن يرتدي طفلك ملابسه للذهاب للمدرسة في وقت محدد كل يوم ولكن دعه يختار ملابسه حتى ولو لم يعجبك اختيار الألوان، تستطيع أن تطالب بموعد محدد للنوم خلال الأسبوع ولكن كن مرنًا خلال عطلة نهاية الأسبوع.
الروتين
هو تتابع متوقع لحدث معين يحدث بنفس الطريقة في كل يوم.. مهما كان الطفل صعبًا فإنه يستطيع أن يتعايش مع روتين معين، إنها فرصة أن تستغل إلحاح طفلك بطريقة إيجابية.
إن الطابع المزاجي لطفلتك الذي يجعلها تستمر في طلب شيء كاسطوانة مشروخة، أو يجعلها تنخرط في أداء شيء تريده لساعات سيساعدك عندما تجعلها تعتاد على نظام معين، ويصبح ذلك النظام عادة جيدة.
في كثير من المنازل أهم نظامين يجب وضعهما هو نظام للصباح ونظام للمساء. وفيما يلي بعض أمثلة الروتين:
في الصباح | في المساء |
الاستيقاظ | نشاط عائلي |
الذهاب للحمام | مشاهدة الكرتون |
ارتداء الملابس | الذهاب للحمام |
الفطور | التغيير للنوم |
مشاهدة الكرتون | قراءة قصة |
الذهاب للمدرسة | الذهاب للنوم |
المرونة مسموح بها في الساعات التي ستحدث بها تلك الأحداث وكم من الوقت الذي سنقضيه في ممارستها، ولكن تتابع الأحداث يجب المحافظة عليه، تستطيع أن تجعل طفلك يشارك في تقرير تتابع الأحداث، أعط الطفل درجة من التحكم والمشاركة.
وعندما تتفق على قائمة محكمة وخلاقة علقها على الحائط، اجعلها جميلة مليئة بالصور والألوان، اجعلها لعبة واجعل الطفل يشارك فيها ثم اختار يوم من أيام الأسبوع لتبدأ في العمل بها، لا تبدأها تدريجيًا ولكن ابدأ فيها كلها من بداية اليوم، ولابد أن تكون موجودًا للإشراف على تنفيذ الطفل للروتين، ولكن بعد ذلك اجعله يفعله وحده.
تذكر أنه نظام للطفل وليس لك، ويجب على الآباء المساعدة في منع الأمهات من التدخل.
المكافآت المخطط لها (المحسوبة)
كثير من الآباء يرون أنهم يحتاجون إلى عقوبات أكثر قسوة لمواجهة السلوك السيئ المتكرر من جانب الطفل، ولكن هل هناك طريقة لتحسين ذلك السلوك دون معاقبة الطفل؟
كيف تجعل الطفل يستمع إليك؟ كيف تجعله يلتزم بقواعد المنزل؟
لو تراجعت وحاولت النظر إلى الموقف بموضوعية ستجد أنك تتعامل مع طفلك بأسلوب منتقد وسلبي، ومهما حاولت إصلاح الوضع فإنه لا يتحسن، فلماذا لا نغير الوضع الذي نتعامل به مع الموقف، ونتاجه إلى موقف أكثر إيجابية تجاه ما يفعله الطفل.
ولكن لو سألتني ماذا إذا كان طفلي لا يفعل لا يصنع أي شيء إيجابي؟ إذن دعنا نعرض على الطفل محفزات للسلوك الإيجابي.
ولكن هل هذه تعتبر رشوة؟
لا.. هناك فرق بين الرشوة والمكافأة، الرشوة هي ما يقدمه الأب للطفل للتخلص من إلحاحه، إن الأب تحت ضغط من سلوك الطفل يقول "لو فقط توقفت عن الصراخ سأشتري لك هذه الطائرة" إنه رد فعل فوري لجو عاطفي مشحون، وكلما تكرر سيعلم ذلك الطفل المدلل إنه يجب أن يأخذ شيئًا قبل أن يفعل أي شيء؟
مبادئ نظام المكافآت
٠ المكافآت لابد من التخطيط لها بدلاً من رد فعل لموقف.
٠ طريقة رد فعل الوالد لابد أن تكون محايدة وليست عاطفية ولا يجب أن تفعل أي شيء لتتخلص من إلحاح الطفل.
٠ تُعطى المكافأة دائمًا بعد الفعل وليس قبله.
٠ المكافأة تكون من أجل سلوك محدد، لا تكافئ الطفل قط لأنه طيب أو لأن مزاجه حسن.
٠ المكافأة نفسها يجب أن تكون محددة بدلاً من وعد مبهم بمفاجأة كبيرة.
مكافأة على الروتين... نظام النجوم
أ) الطريقة الأولى:
٠ اختر نظامًا تريد تطبيقه.
٠ قرر مع طفلك خطوات النظام ولا تقوم بتغييره وحدك.
٠ صمم مع الطفل لوحة جذابة للأنشطة التي يتضمنها النظام.
٠ أخبر الطفل أنه في كل مرة يكمل فيها النظام سيكسب نجمة أو استيكر من اختياره.
٠ وفي كل مرة تكتمل خمسة نجوم (أو أي رقم تقررانه معًا) سيحصل على جائزة (تقرران معًا ما هي).
٠ اجعلها لعبة ولا تتسرع في التوقعات، وأما أن يكتسب نجمة أو لا، كن متأكدًا أنه يفهم ما تريده منه وتذكر أيضًا أن العقوبة الوحيدة في ذلك النظام هو حرمانه من النجمة وقل "قدر الله وما شاء فعل" حاول مجددًا في الغد.
٠ وكملاحظة أخيرة الطفل الصعب تستطيع الوصول إليه عن طريق مكافأة السلوك الجيد أكثر من معاقبة السلوك السيئ.
ب) الطريقة الثانية:
- كتابة قائمة تحوي كل ما يحب الطفل مرتبة تصاعديًا أو تنازليًا أو كما ترى مع ملاحظة أنها قائمة مفتوحة يضاف إليها يوميًا كل شيء جديد تكتشف أن الطفل يحبه.
- تثمين ما يحبه الطفل بالنجوم.. مثلاً:
٠ مشاهدة الكرتون 5 نجوم.
٠ رحلة مع المدرسة 15 نجمة.
٠ لعبة جديدة 20 نجمة.
٠ كيس شيبسي نجمتين.
٠ باكو شيكولاتة 3 نجوم.
٠ رحلة بالقطار 6 نجوم.
٠ مدينة الألعاب 20 نجمة.
٠ رحلة للشاطئ 15 نجمة.
٠ زيارة صديقه 8 نجوم.
٠ الخروج للغداء خارج المنزل 20 نجمة.
٠ دعوة صديقه للمنزل 8 نجوم.
٠ ألعاب الكمبيوتر 5 نجوم.
- عمل قوائم تحوي كل قائمة منها اسم الشيء المراد الحصول عليه وعدد النجوم المطلوبة وتُعلق هذه القوائم في مكان واضح في المنزل.. مثلاً على الثلاجة، باب الحمام، دولاب الطفل أو باب غرفته.
- التأكد التام من فهم الطفل للطريقة بتكرارها عدة مرات على أشياء بسيطة يحصل عليها أو يُحرم منها ثم نبدأ بتنفيذها في حياته كلها.
- عند القيام بسلوك جيد أو الإقلاع عن سلوك سيء توضع نجمة في قائمة من القوائم التي يحددها الطفل بنفسه، وعند تكرار السلوك الجيد توضع نجمة أخرى وهكذا...
- عند إتمام عدد النجوم المطلوبة لمكافأة معينة يُعطى الطفل المكافأة بدون تأخير.
- عند ارتكاب الطفل لمخالفة أو القيام بسلوك سيء تُحذف نجمة من قائمة من القوائم يختارها أحد الوالدين ولا يحق للطفل أن يعترض أو يقترح حذف النجمة من قائمة وترك أخرى.
- يجب الصبر عند عدم اتباع الطفل للتعليمات وزهده في أي مكافأة والعناد حيث أن ذلك هو ما يحدث دائمًا في أول الأمر ولكنه في النهاية سوف ينهار أمام ثبات الوالدين في تنفيذ الخطة والحزم بعدم إعطاء رشاوي أو تأجيل الخطة أو التنازل بإعطاء المكافأة هذه المرة، ولو انهارت الأم أو انهار الأب وفقدوا الأمل بأنه طفل عنيد وصعب ومشاكس ووصف الخطة السلوكية بأنها غير ذات فائدة سيكسب الطفل المعركة ونبدأ من الصفر.. ولذلك لابد من المثابرة والانتظار أيام أو أسابيع أو حتى شهور.
- عندما لا يكفي عدد النجوم لإعطاء مكافأة معينة والوقت لا يُسعف والفرصة سوف تفوت على الطفل... في الذهاب لرحلة مع المدرسة مثلاً أو الخروج مع الوالد وبقية الأسرة للذهاب للجدة أو لشراء حذاء العيد الجديد... فلا مانع من إعطاء تكليفات للطفل للحصول على النجوم من مصدر إضافي مثل (ترتيب الأحذية في مكانها وإضافة نجمة – ترتيب حجرة أخته الصغيرة وإضافة نجمة – تنظيف الحمام وترتيبه وإضافة نجمة – غسيل بعض الأطباق في الحوض بعد وضع كرسي صغير للوقوف عليه في المطبخ) وهكذا..
ردود الفعل المؤثرة
العقوبة هي جانب واحد فقط من التربية، إذا شعر طفلك أنك مسيطر على الوضع فإن احتياجك للعقوبة سيكون أقل وسيكون أكثر تأثيرًا.
العقوبة هي تأكيد واضح وصارم أن سلوك الطفل غير مقبول وأن ذلك السلوك كان يمكن التحكم فيه من جانب الطفل، يجب إخبار الطفل مسبقًا وفي وضع هادئ أن ذلك السلوك لن يُقبل أبدًا في ذلك المنزل، وأنا أعتقد أن العقوبة تكون أكثر تأثيرًا عندما تكون موضوعية وحيادية ويكون الوالد فيها مسيطرًا على مشاعره.
الحيادية.. تفكير وليست مشاعر
٠ قبل أن تستطيع أن تتعامل مع سلوك طفلك بكفاءة لابد أن تتبنى وجهة نظر موضوعية أساسها الحيادية، لذلك كلما أساء طفلك التصرف لا تستجب بعاطفية أو غريزيًا (لا تنفعل – لا تسب – لا تضرب – لا تنسحب) تذكر أن يأتي رد فعلك من العقل وليس القلب.
٠ تراجع.. ادرس الموقف وكن حياديًا قدر المستطاع، لا تجعل الموضوع شخصيًا "لا تقل لماذا يفعل هذا بي" هذا يجعل مشاعرك تتحكم فيك وتصبح غير قادر على الحكم على الموضوع.
٠ ركز على سلوك طفلك وليس أهدافه أو مزاجه.
٠ أنت تحاول التحكم في انفعالاتك الغريزية من أجل طفلك ولذلك توقف.. تراجع قليلاً، امتنع عن (لا) الفورية، التهديدات، إحساسك أنك ضحية، حاول أن تفصل مشاعرك وتستبدلها بسلوك مدرس يعالج مشكلة، سلوك بارد متحفظ على قدر استطاعتك.
اسأل نفسك هل هو مزاج؟
تذكر أن الطفل لا يستطيع السيطرة على نفسه، حاول التعرف على تلك المواقف التي لا يمكن السيطرة عليها، ولو استطعت التعرف على الصلة بين تلك المواقف والمزاج ستصبح فورًا أكثر تعاطفًا.
طفلك يعاني من نوبة غضب، اسأل نفسك ما الذي يغضبه، هل هي قطعة من الملابس؟ متجر مزدحم؟ هل دخلت طفلتك في نوبة غضب عندما طلبت منها تغيير ملابسها الداخلية؟ هل لا تحب ذلك اللون؟ ملمس الثياب؟
أيضًا ابحث في المرحلة الانتقالية مثلاً: كان طفلك يلعب بالحجرة وناديته للغداء، فاستجاب بنوبة غضب، تراجع خطوة وحاول أن تفكر فيما استثاره، تغير في الروتين، تغير في النشاط، تذكر.. كثرة استعجال الطفل قد يجعله عنيدًا.
العقوبة رمزية
من خبرتي أرى أن مدى ودرجة العقوبة ليس بأهمية الوقت الذي تستغرقه العقوبة.
خمسة دقائق يقضيها الطفل وحده في غرفته تفعل مفعول الستون دقيقة، ولنكن واقعيين إنه ليس منطقيًا أن نطلب منه قضاء كل ذلك الوقت وحده.. إن سلطتك لا تمس عندما تكون العقوبة خفيفة.. إن حقيقة أنك قررت عقابًا وباشرت تنفيذه هو ما يجعله مجديًا.. ولذلك كقاعدة اجعل العقاب معقولاً وتذكر أن تكون جدي ومُهدد وليس معنى ذلك أن تُخيف الطفل بل أن تؤكد جدية موقفك وتصميمك.
كن واضحًا بشأن القانون والعواقب
لقد اتفقت أنت وزوجتك على بعض القوانين الأساسية وشرحتها له بسهولة وموضوعية.. "هذا قانون جديد في المنزل.. منذ هذه اللحظة أنت غير مسموح لك أن تضرب أي أحد ولو فعلت ذلك فستكون عقوبتك أن تذهب إلى حجرتك وحيدًا" في المرة الأولى التي يضرب فيها أخته ذكره بالقانون لو فعلها ثانيةً لا بد أن تتصرف بكفاءة وسرعة وتنفذ العقوبة التي اقترحتها.. ولكنك لا تريد أن تشعره أنه بلا قيمة فقط لأنه أساء التصرف حاول تجنب ألفاظ مثل "ولد سيء، فتاة سيئة" إن الرسالة التي تريدها أن تصل "إنك لن توافق على تصرف مثل هذا".
كيف أعاقب؟
٠ كن مختصرًا: دائمًا كن مختصرًا في تفسيراتك "لقد فعلت هذا وهو غير مسموح به وعقوبتك الآتي" لا تقل أكثر من هذا ولا تبالغ في التفسيرات.
٠ لا تفاوض: مشكلة والدي الطفل الصعب أن الطفل أصبح قويًا جدًا في نظرهما حتى أنهما يشعران أنهما يتعاملان مع شخص بالغ آخر يحتاجان أن يفسرا له كل أفعالهما وتصرفاتهما.
ولكن القاعدة مع الطفل الصعب "ألا تفاوض" أنت تضع القوانين ولو سألك الطفل عن السبب فأخبره "لأني أريد ذلك".
مثال على ذلك:
ترفض ابنتك الأكل وتلفظه من فمها وأنت قررت أن هذا سلوك غير مقبول. أخبري ابنتك قبل الغداء أنها ستجلس في غرفتها لو لفظت الطعام، لو فعلت ذلك مرة أعطها إنذارًا واحدًا فقط ولو فعلته ثانيةً لا تجري ذلك الحوار:
٠ اذهبي إلى غرفتك.
٠ ماما.. لم أقصد ذلك لقد وقع مني.
٠ لقد عنيت ما قلته حقًا.
٠ ولكن يا ماما أنا لا أعرف كيف أبلع تلك القطعة من اللحم، إنها تلتصق بأسناني.
٠ أنا أخبرتك أن تذهبي إلى غرفتك الآن.
٠ خلاص يا ماما لن أفعلها ثانيةً.
٠ عبير...
٠ هل أستطيع الذهاب إلى غرفة الجلوس؟
هذا المشهد يجب تغييره إلى الآتي:
٠ حسنًا عبير لقد أنذرتك مرة وفعلتها ثانيةً اذهبي إلى غرفتك لخمس دقائق.
٠ ماما من فضلك لم أقصد ما فعلته.
٠ اذهبي إلى غرفتك بدون نقاش.
٠ لماذا؟
٠ لأني أقول هذا.
إنك لا تتخيل الصورة الديموقراطية للعائلة التي تحوي طفلاً صعبًا لن يمكن تكوينها إلا بعد وضع أسس ديكتاتورية وليس ديموقراطية، ليس للطفل صوتًا في تقرير ماهية العقوبة تذكر ثانيةً أنت لا تريد أن تكون طاغية ولكنك تريد أن تكون قائدًا مؤثرًا.
٠ كن حازمًا: بدلاً من أن تصرخ في طفلك، تدرب على صوت التهديد، صوت يعني أنك حقًا تقصد ما تقول، مع طفل صغير نبرة الصوت عليها عامل كبير.
لا تحاول ملاطفة طفلك وكأنك لا تعني ما تقول "لا يا حبيبتي إننا لا نحب أن ترسمي بالألوان على الحائط، الأطفال الجيدون لا يفعلون ذلك، موافقة يا حبيبتي ارسمي على قطعة ورق المرة القادمة وأريها لي".
بدلاً من ذلك كوني حازمة "أنا لا أريدك مطلقًا أن ترسمي على الحائط أو على أي شيء إلا كراسة تلوينك، هل تفهمين ما أقول؟"
كن واعيًا أيضًا باستخدامك للكلمات... "لقد حان موعد نومنا" تحمل رسالة مختلفة تمامًا عن "لقد حان موعد نومك".
٠ لا تُكثر من التحذيرات: هناك جانبان في كثرة التحذيرات: أولهما أن الطفل سيختبرك ليتأكد أنك تقصد حقًا ما تقول عندها يكون من المهم جدًا أن تنفذ كلامك ولا تعطيه تهديدات متكررة بدون أن تنفذ ما قلته، تحذير واحد يكفي ولكن بعد ذلك افعل.
٠ كن عمليًا: تعتمد العقوبة على مقدار الخطأ، كن مرنًا حيال ردود أفعالك في موقف معين، يجب أن تعطي نفسك فترة للتفكير والإبداع فيما يمكن أن تفعله مع طفلك، وتذكر أيضًا أنك يجب أن تضع العمر في الاعتبار، إنك لن ترسل طفلاً في الثانية إلى حجرته لأنه لن يفهم ولن يبقى فيها، ولكن ذلك الطفل سيفهم إن حرمته من مشاهدة عالم سمسم أو الكرتون أو من حلواه المفضلة أو لعبته المفضلة.
قد تضطر إلى الابتكار، فإن طفلاً يسيء التصرف في سوق تجاري لن تستطيع أن ترسله إلى حجرته وقد لا تريد تأجيل العقاب حتى العودة إلى المنزل، قد تخبره أنك لن تشتري له الأيس كريم لأنه أساء التصرف.
٠ كن أحادي التفكير: تذكر أن هدف التربية الصحيحة هو جعل الطفل يطيعك، طريقته أو موقفه وهو يفعل هذا ليس هامًا، قد يحتاج أن يحافظ على كرامته فلا تخلط هذا مع عدم الطاعة فإن رسالة العقاب قد وصلت، مثال على ذلك عندما يعصاك طفلك فتخبره بأنه معاقب وعليه الذهاب إلى غرفته أو الجلوس على كرسي العقاب أو على سجادة العقاب فيرد قائلاً "لا يهمني أنا لا أريد الجلوس معك على أي حال" ويجري إلى غرفته، تجاهل هذا وفكر أنك نفذت ما تريده.
وسائل العقاب
العقاب هو وسيلة من إظهار السلطة الأبوية، عندما تكتمل سلطتك فلن تحتاج إلا إلى طريقة أو اثنتين، مثل إرسال الطفل إلى غرفته أو سحب امتياز منه، وتذكر ثانيةً أن نبرة الصوت والموقف الحازم في منتهى الأهمية بالأخص مع الأطفال الأصغر سنًا.
كثير من الآباء يسألون عن العقاب الجسدي.. لا أعتقد أن هناك مشكلة مع والد متحكم ومسيطر على مشاعره ومن حين لآخر يعطي طفله ضربة على المؤخرة، قد يصفي هذا الجو وينهي الموقف سريعًا... لو كانت أفعالك حازمة ومختصرة وجزء من نظام تربوي فهي حقًا ليست عقابية.. إن أردت الحقيقة إنك تعطي طفلك اختيارات وتجعله يتحمل العواقب.
مثلاً بعد تقرير نظام النوم فإن طفلتك ذات الأربع سنوات تستمر في ترك غرفتها، أخبرها أن لديها اختيار إما البقاء في حجرتها والباب مفتوح أو مغلق ولكن لا يوجد اختيار آخر.
أنذرها مرة إن خرجت من غرفتها الثانية اضربها على مؤخرتها دون كلام واذهب بها إلى غرفتها وأغلق الباب من الخارج دقيقتين (أو حسب عمر الطفل).. عندما تفتح الباب خاطبها بجدية قائلاً: "إن أمك وأبيك كانا يقصدان ما يقولانه، لديك نفس الاختيار ودعينا نحاول مرة أخرى". قد تحتاج إلى تكرار ذلك عدة مرات ولكن إن فعلته بطريقة ودية وحازمة فإن احتمالات النجاح تزيد.
هذه المبادئ في التربية الفعالة تؤدي إلى نتيجة مع أي طفل، مع التدرب المستمر ستتحسن أساليبك في مبدأ طيب وحازم تستعمله مع طفلك، موقف حازم مع إساءة السلوك ومرن مع المضايقات البسيطة، وصديق جدًا إلى جانب طفلك وواضح جدًا مع من بيده السلطة. ستجد أن هناك جوًا جديدًا من السيطرة اكتسبته مع طفلك، وهذه فقط نصف الحكاية النصف الآخر ستتعلمه لاحقًا مع السلوكيات الخارجة عن سيطرة طفلك الناتجة عن مزاجه السيئ.
ويتبع >>>>>>: الطفـل العنيـد (5)
واقرأ أيضاً:
كيف نربي طفلاً منظمًا؟ (2) / الطفل العصبي / كيف تصنعين طفلاً يحمل هم دينه؟