زينة المرأة ليست للإغراء مشاركة
أستاذي الفاضل د. وائل أبو هندي
شاهدت الحلقة التي تحدثتم فيها عن قضية التحرش الجنسي وأسباب زيادة نسب هذا الأمر في بلادنا واتفقت مع حضرتك تماما أن هذا الأمر يرتبط مباشرة بحالة السطحية أو "التسطيح" المتعمد لشبابنا بحيث يصبح طريقته –وطريقتها- الوحيدة لإثبات الذات هو الجسد، فأصبح شغل الفتيات الشاغل هو محاولة مرهقة للوصول إلى المعايير الوهمية التي كرسها الإعلام للمرأة "الجميلة" بل صارت تلك المقاييس في أذهان الكثيرات مساوية "للأنوثة" حتى أن إحدى صديقاتي وكانت قد عقدت قرانها حديثا قالت لي هل تعرفين أنا لا أعرف في أمور الجمال شيئاً لذا قررت أن أشاهد الراقصة الفلانية والمطربة الفلانية وأفعل مثلهن!!!! وذكرني ذلك بمشاهدتي لحلقة تليفزيونية قدمت حوارا مع إحدى المطربات المشهورات بالإغراء والمشاهد الفاضحة، والتي اشتهرت بعدد عمليات التجميل التي أجرتها.
وحقيقة طوال مشاهدتي للحلقة كنت أمعن النظر إليها وإلى أسلوب حديثها لأعرف سر "انتشارها كنموذج للحلم الذي يحلم به أي شاب في شريكة حياته" كما قدمتها مذيعة الحلقة، ووجدتني أقول بتلقائية: أنا لا أرى فيها أي نوع من الجمال أو الأنوثة!!! فنظرت لي قريبتي التي كانت تشاهد الحلقة معنا نظرة سخرية وقالت: ليس المهم أن تريها أنت جميلة المهم أن الرجال يرونها كذلك، أم أن الغيرة أخذتك لأنك لا تستطيعين أن تكوني مثلها!!!!!!،
قلت لها صادقة: لم أشعر للحظة أنني أريد أن أكون مثلها، لكن الأمر شغلني بشدة وسؤال يلح على ذهني: هل بالفعل هذه هي الأنوثة وهذا ما يريده الرجال كما قالت قريبتي؟ هل هذا النموذج هو ما يريده الرجل ويتمناه؟ وهل هذا هو الجمال؟ وأرجو ألا يفهم من حديثي أنني أغفل الاحتياج البيولوجي والجسدي للرجل (وكذلك للمرأة) لكن المشكلة أن تتلخص المرأة في مادة للإغراء والفتنة ويتلخص الرجل في تعامله مع المرأة في أنه لا يفكر إلا في الجنس وهو ما يلح عليه الإعلام بشكل دائم أن أي تعامل للرجل مع المرأة لابد أن ينتهي بقصة حب!!!!!!!!!!!!!!!! وعليه صار الفريق المتحفظ من المتدينين يمنع أي لقاء بين النساء والرجال ولو كان بضوابط واحتشام.
وكنت قد سمعت رأيا له وجاهته منذ زمن أن الأنوثة تمارس في محيط الحلال مع الزوج داخل المنزل أما خارج المنزل فحجاب المرأة يعلن أنها ليست تتعامل كأنثى (فقد أخفت زينتها غير الظاهرة) وإنما تتعامل "كإنسان" وشريك في المجتمع.
وبعد هذا التوضيح أعود مرة أخرى لحديث سيادتكم واسمح لي أن أختلف معك في أن المرأة دائما لا تقصد بملبسها الإغراء وإنما فقط لتشعر بالجمال، والحقيقة سيدي أنه إذا كان الرجل يتحرش بالمرأة إشباعا لفطرة فيه فمن النساء (ولا أقصد التعميم) أيضا من يشبع هذا التحرش لديها فطرة أن يعجب بها الرجال ومن المعروف أن هذا الأمر أهم عند المرأة من مجرد الاحتياج البيولوجي وعليه دعا الله عز وجل الزوج إلى تلبية هذه الحاجة عند الزوجة بقوله "وقدموا لأنفسكم".
إذن ما نعيشه الآن سيدي من واقع جعل إجابة سؤال من المسئول عن انتشار مثل هذه السلوكيات من تحرش أو إيذاء لم تعد سهلة ولا يمكننا أن نتهم فيها الرجال وحدهم أو النساء وحدهن، ولا يصح ما يقال أن المرأة من حقها أن تلبس ما تشاء ولو كان عاريا أو فاضحا وعلى الرجل ألا ينظر إليها فهناك ما يسمى بالمسئولية المجتمعية والتي ينضبط على أساسها سلوك الفرد بحيث لا يؤدي إلى ضرر المجتمع.
تحياتي
ويتبع>>>> : زينة المرأة ليست للإغراء مشاركة2
واقرأ أيضًا على مجانين:
ليلة في العناية المركزة / أولادنا في رمضان1 / تجربة 2003 / مغامرات في هيئة الأمم (2)
التعليق: أستاذنا الفاضل الدكتور وائل
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، بعد أن رأيت مقطع اليوتيوب وقرأت ما كتب عن هذا الموضوع على موقعكم المميز، قلت في نفسي: إلى أين وصلنا؟؟؟!!! وتذكرت بعضا من قصص تاريخنا المشرف... فسقى الله تلك الأيام حين كان الشاب يتنافس مع أقرانه في الرماية والسباحة وركوب الخيل وحمل السيف...
المزيد...........