لا يمكن الخوض في نقاش جدي ومفيد، حول ما يجري في مصر والعالم العربي، دون إزاحة جبال من الأكاذيب تراكمت من حولنا، بفضل وسائل الإعلام المصرية، التي تعمل بلا مهنية ولا أخلاق ولا أدنى مصداقية، يساندها في ذلك بعض القنوات الإخبارية والصحف العربية، والتي يتلخص مجمل نشاطها الصحافي في كلمتين، التعبئة والكذب، الأمر الذي صعّب من النقاش الجاد والموضوعي في المشهد، كيف يمكن الحديث عن أخطاء تيار سياسي ما، له أخطاؤه الواضحة، في ظل حملة على مدار الساعة تتهمه بالإرهاب، وبشكل يعبر عن استخفاف كبير بعقول الناس ومعرفتهم، بل وفي الوقت الذي يتعرض فيه هذا التيار لأبشع إرهاب تقوم به أجهزة الدولة ومعاونيها!
جماعة الإخوان المسلمين في مصر ليست جماعة عنف، ولا يمكن اتهامها بالإرهاب، وقبل أن نتحدث في أي أمر، لابد من تثبيت هذه المسألة الهامة، أو الكذبة الأساسية التي تقوم عليها الحملة الدعائية في مصر، أعرف أن جُل ما يقوم عليه موقف الطرف الآخر، يرتكز على هذه الكذبة، وأن إزاحتها من النقاش، سيصعب الأمر عليهم، لكن نعلم ويعلمون جيدا أن التهمة محض افتراء، بل ومضحكة إلى حد كبير، إن أكثر ما كانت تُعير فيه هذه الجماعة -الإخوان- من خصومها المتشددين، هو سلميتها الزائدة، وتحفظها الكبير، وعدم شجاعتها في مناهضة الاستبداد، والمقصود استخدام العنف في المواجهة، ثم نأتي اليوم وبعد عقود على هذا الوضع لنصفها بالإرهابية!
الإرهابي الوحيد في هذا المشهد هو الجيش وقوى الأمن والبلطجية، أولئك الذين شاهدناهم بحماية قوات الأمن يهاجمون المدنيين، والإخوان، الجماعة التي نجحت في الاستفتاء على الإعلان الدستوري الأول، وفي انتخابات مجلس الشعب، وفي انتخابات الرئاسة، وفي الاستفتاء على الدستور الجديد، أبعد ما يكونون عن الإرهاب أو العنف، نستطيع أن نفصل في أخطاء الجماعة ومواقفها وخياراتها طوال الأعوام الثلاثة الماضية، نستطيع أن نتحدث عن عجزها الشديد عن التجديد السريع ومواكبة التغيرات، عن الازدواجية بين الجماعة والحزب، احتواء الجماعات والقوى السياسية التي كان لها موقف جيد من الثورة، وغير ذلك من الأخطاء، أما الإرهاب، فأنت تعلم ونحن جميعا نعلم، أنه الصفة الوحيدة والمناسبة للفريق الذي تدعمه وتؤيده وتهلل له.
دعنا نترك ما حدث في 30 يونيو، وبعيداً عن كونه انقلابا قام به العسكر، وأنه شيء يشبه صوت البطة ومشيتها وبالتالي هو بطة كما قال جون ماكين، بعيدا عن هذا كله، ما الذي يجب أن يحدث بعد هذا التاريخ، وفي ظل مطالب شعبية محترمة – مهما كان النقاش حولها - تنادي بانتخابات مبكرة، كيف يمكن لمن ينادي بمواجهة التفرد بالسلطة، أن يستبيح هذا المفهوم جملة وتفصيلاً ويتفرد بكل شيء، يعين الرئيس والحكومة ويلغي الدستور، ثم يبدأ الهجوم على المتظاهرين المدنيين، بعد أن حصل على كل شرعيته من المظاهرات التي سبقتها بأيام! تلك التي زيفها بالكامل، وزيف أرقامها، وزيف المعطيات التي على أساسها خرج الناس إلى الشوارع، ويبدأ الحديث عن أنه رب هذه البلاد وسيدها وحاميها، ويستبيح أرواح الناس وكراماتهم، ويخطف الرئيس المنتخب ويلفق له الاتهامات، بعد أن كان المطلوب، كل المطلوب، عقد انتخابات مبكرة!
البرادعي على كل «البلاوي» التي ارتكبها في مصر، شعر بالخجل وانسحب من المشهد، قُتل الآلاف من المصريين المخالفين فقط لوجهة نظرك، كل وسائل الإعلام الغربية تتحدث عن بشاعة ما يقوم به العسكر، الجماعة التي تتهمها بالإرهاب ما زالت تواجه الظلم بالاعتصام والسلمية، ثم تتحدث أنت عن ثورة، وخلط الدين بالسياسة، وتفرد بالحكم، وعن تصحيح وتحرير!
يا سيدي، عقلك هو الشيء الوحيد الذي يحتاج التحرير هذه الأيام.
واقرأ أيضًا:
جماعة الإخوان المسلمين في مصر ليست جماعة عنف، ولا يمكن اتهامها بالإرهاب، وقبل أن نتحدث في أي أمر، لابد من تثبيت هذه المسألة الهامة، أو الكذبة الأساسية التي تقوم عليها الحملة الدعائية في مصر، أعرف أن جُل ما يقوم عليه موقف الطرف الآخر، يرتكز على هذه الكذبة، وأن إزاحتها من النقاش، سيصعب الأمر عليهم، لكن نعلم ويعلمون جيدا أن التهمة محض افتراء، بل ومضحكة إلى حد كبير، إن أكثر ما كانت تُعير فيه هذه الجماعة -الإخوان- من خصومها المتشددين، هو سلميتها الزائدة، وتحفظها الكبير، وعدم شجاعتها في مناهضة الاستبداد، والمقصود استخدام العنف في المواجهة، ثم نأتي اليوم وبعد عقود على هذا الوضع لنصفها بالإرهابية!
الإرهابي الوحيد في هذا المشهد هو الجيش وقوى الأمن والبلطجية، أولئك الذين شاهدناهم بحماية قوات الأمن يهاجمون المدنيين، والإخوان، الجماعة التي نجحت في الاستفتاء على الإعلان الدستوري الأول، وفي انتخابات مجلس الشعب، وفي انتخابات الرئاسة، وفي الاستفتاء على الدستور الجديد، أبعد ما يكونون عن الإرهاب أو العنف، نستطيع أن نفصل في أخطاء الجماعة ومواقفها وخياراتها طوال الأعوام الثلاثة الماضية، نستطيع أن نتحدث عن عجزها الشديد عن التجديد السريع ومواكبة التغيرات، عن الازدواجية بين الجماعة والحزب، احتواء الجماعات والقوى السياسية التي كان لها موقف جيد من الثورة، وغير ذلك من الأخطاء، أما الإرهاب، فأنت تعلم ونحن جميعا نعلم، أنه الصفة الوحيدة والمناسبة للفريق الذي تدعمه وتؤيده وتهلل له.
دعنا نترك ما حدث في 30 يونيو، وبعيداً عن كونه انقلابا قام به العسكر، وأنه شيء يشبه صوت البطة ومشيتها وبالتالي هو بطة كما قال جون ماكين، بعيدا عن هذا كله، ما الذي يجب أن يحدث بعد هذا التاريخ، وفي ظل مطالب شعبية محترمة – مهما كان النقاش حولها - تنادي بانتخابات مبكرة، كيف يمكن لمن ينادي بمواجهة التفرد بالسلطة، أن يستبيح هذا المفهوم جملة وتفصيلاً ويتفرد بكل شيء، يعين الرئيس والحكومة ويلغي الدستور، ثم يبدأ الهجوم على المتظاهرين المدنيين، بعد أن حصل على كل شرعيته من المظاهرات التي سبقتها بأيام! تلك التي زيفها بالكامل، وزيف أرقامها، وزيف المعطيات التي على أساسها خرج الناس إلى الشوارع، ويبدأ الحديث عن أنه رب هذه البلاد وسيدها وحاميها، ويستبيح أرواح الناس وكراماتهم، ويخطف الرئيس المنتخب ويلفق له الاتهامات، بعد أن كان المطلوب، كل المطلوب، عقد انتخابات مبكرة!
البرادعي على كل «البلاوي» التي ارتكبها في مصر، شعر بالخجل وانسحب من المشهد، قُتل الآلاف من المصريين المخالفين فقط لوجهة نظرك، كل وسائل الإعلام الغربية تتحدث عن بشاعة ما يقوم به العسكر، الجماعة التي تتهمها بالإرهاب ما زالت تواجه الظلم بالاعتصام والسلمية، ثم تتحدث أنت عن ثورة، وخلط الدين بالسياسة، وتفرد بالحكم، وعن تصحيح وتحرير!
يا سيدي، عقلك هو الشيء الوحيد الذي يحتاج التحرير هذه الأيام.
واقرأ أيضًا:
في شوارع القاهرة : كاسرا حظر التجول ! / مصر بعد الانقلاب: الأمن عاد، والخوف ساد! / الومضات المعرفية الشعورية لـ رابعة العدوية !