اتصل بي مراسل صحيفة "معاريف" الصهيونية سائلاً حول موقفي من طرح "يهودية الدولة"، لكنني رفضت إجراء مقابلة معه لأن ذلك تطبيع مع الإعلام الإسرائيلي، والتطبيع خيانة. وهنا أقدم إجابتي:
لا سلام في المنطقة العربية الإسلامية ما لم يعترف العالم بعروبة فلسطين. فلسطين جزءٌ لا يتجزأ من أرض الشام، من أرض سوريا، والتي هي جزءٌ لا يتجزأ من أرض العرب، وجزءٌ لا يتجزأ من أرض المسلمين، وكل من يقول عكس ذلك إنما يستعدي الفلسطينيين والعرب والمسلمين، ويستعدي التاريخ ويُهدد المقدسات العربية إسلامية ومسيحية. أما من يتساوق مع نكران عروبة فلسطين، أو يُشكك بها سواء كان فلسطينياً أو عربياً إنما هو خائن لله والشعب والأمة والوطن.
(نتن ياهو) يريد اعترافاً فلسطينياً بـ "يهودية الدولة" لكي يفتح المجال واسعاً أمام إلغاء الشعب الفلسطيني تماماً، وهو يُدرك أنه يُسابق التاريخ، ويُريد الاطمئنان على مستقبل (إسرائيل) قبل أن ينقلب التاريخ في المنطقة. وهو يُدرك أيضا أن التاريخ سينقلب، وأن الضعيف لا يبقى ضعيفاً، والقوي لا يبقى قوياً، وأن أمة عظيمة كأمة العرب لا يمكن أن تبقى في هذا التدهور في مختلف مجالات الحياة. يُراهن (نتن ياهو) على قطعان الخونة الفلسطينيين والعرب لكي يحصل على أكبر المكاسب قبل أن تدور عجلات التاريخ في الاتجاه المعاكس. قد يحصل على اعتراف بـ "يهودية الدولة" من خونٍ يعترفون بـ (إسرائيل) ويُدافعون عن أمنها، لكن حكم الخون لا يطول تاريخياً. ربما يطول حكم الظالم لكنه لا يطول حكم الخائن.
مأساتنا تتجسد في الخونة الذين يعترف بهم العالم ممثلين لشعب فلسطين، لكن العالم مع الأقوياء، والمواقف تتغير بخاصة عندما يُقرر الشعب الفلسطيني لفظ أوساخ الخيانة من جسده.
(إسرائيل) لا تملك مقومات استراتيجية جوهرية تجعلها قابلة للحياة لفترة طويلة، وإن ملكت فإنها تملك فقط خيانة قيادات عربية وفلسطينية. الخونة من الفلسطينيين والعرب هم الذين يُمكنون (إسرائيل) وذلك من خلال إذلال الشعوب وقمعها وإضعافها لتبقى مطية للبغاة الذين يمدون قادة فلسطين والعرب بالأموال ومصادر الشهوات. وإذا كانت دول قد دخلت على خط تخريب الحراك العربي نحو التغيير، فإن عرقلة مسار التاريخ لا تدوم، وإذا كان هناك فئات متمسلمة تكفيرية مجرمة قد دخلت على خط تخريب الإسلام والإساءة للمسلمين فإن هؤلاء لن يُعمروا كثيراً.
المستقبل لنا وللأمة، ولن تكون فلسطين إلا عربية، وإذا كان هناك من سيُغادر هذه الأرض فهم الصهاينة الغُزاة وليس أصحاب الأرض وأحبابها.
26/شباط/2014
واقرأ أيضاً:
بطيخ جنين والخيانة الوطنية/ الرد ولو بصاروخ/ الاستيطان والكذب على شعب فلسطين/ الثور الأمريكي والمغامرات الحربية/ الثور الأمريكي يتقلص عجلاً!/ فرع مخابرات تجنيد مسلمين