قد يكون الموضوع غريبا للبعض وقد يكون قديما للبعض الآخر ولكنه مهم في الحالتين.... وأقدم اعتذاري في أول الأمر لأن هذا الموضوع عرفته من أسبوعين ولكن نظراً لانشغالنا جميعا بتطوير منتدى مجانين ومن بعده الصفحة الرئيسية لمجانين أجلته ليظهر اليوم...... فالتمسوا لي العذر على هذا التأخير.
فرنسا الجميلة بلاد الموضة والجمال كم تمنيت أن أسافر لها ولو بضعة ساعات أرى جمالها.... أرى أضواءها... ولا مانع أيضا من رؤية سيقان بناتها التي طالما سمعت عنها.... حلم دائما أحلمه فلم أتمنى السفر في حياتي إلا لفرنسا بلاد الجمال والموضة.
كنت أتخيل حلم السفر لفرنسا وحدي من أحلمه وأتمناه بشدة ولم أتخيل قط أني من الممكن أن أفقد حياتي كي أحصل عليه؛ كما فعل أحمد البالغ من العمر 17 ربيعا مصري يسكن مع عائلته المتواضعة المكونة من أب موظف كادح مثله مثل كثير من المصريين وأم ربة منزل وأخين أصغر منه في قرية صغيرة تدعى ميت بدر حلاوة.
في يوم استيقظت العائلة ولم تجد أحمد.... جون الجنون لاختفائه وخطفت القلوب خوفا عليه... أين ذهب؟؟ ملابسه في البيت وكل متعلقاته قد يكون خطف؟؟؟ ولكن كيف يخطف من بيته وسط عائلته؟؟؟ قد يكون هرب من البيت؟؟؟ ولكن كيف يهرب ويترك كل متعلقاته حتى أبسطها ملابسه كلها موجودة؟؟؟ إذن فأين ذهب؟؟؟ وتظل الأسرة تبحث وتتخبط يمينا ويسارا حتى دق جرس الهاتف وكانت الصاعقة... أحمد سقط من السماء في إحدى مطارات فرنسا!!!!
نعم كما قرأتها سقط فوق فرنسا من السماء "وقع يعني من السما عليها".... فلقد تم العثور على جثة أحمد وعلى بعد حوالي 150 متر أسطوانة أكسوجين يرتدي (تي_شيرت) خفيف وبنطلون جينز ولا يحمل سوى الرقم القومي فقط!!! بمعنى أنه دخل صالة الركاب بدون "باسبور" حاملاً معه اسطوانة الأكسوجين "لا أدري كيف يحدث هذا أصلا" ولم يدخل الطائرة ولم يركبها ولكنها على حسب الاحتمالات تعلق بها "زي ما بيتشعبط كده العيل في عربية الرش" وطبعا كان سقوطه وتجمده شيء عادي جدا وطبيعي فكانت درجة حرارة الجثة 20 درجة (تحت الصفر؟؟؟).
ووسط التعتيم الإعلامي لما حدث فلم أسمع عن هذا الموضوع سوى في برنامجي المفضل القاهرة اليوم وتم الاتصال بوالد أحمد ليحكي هو ما حكيت ويضيف أيضا أن حلم السفر لفرنسا كان أهم أحلام ولده المراهق أحمد ولكنه لم يتوقع أبدا أن يدفع عمره وحياته كي يصل لحلمه وطبعا وجه عدة تساؤلات كيف يدخل المطار بدون جواز سفر وكيف تعلق بالطائرة وكيف دخل بأسطوانة الأكسوجين وكيف؟ وكيف؟؟ وكيف؟؟؟؟ وأظن هذا التعتيم لعدم وجود أي إجابة لأي كيف؟ منهم.
حاولت أن أبحث في النت لعلي أجد أي معلومات أرفقها في المقال ولكني وجدت مقالا آخر عن فرنسا وحكايتها مع المراهقين العرب، ولكن هذه المرة كانت القصة من داخل فرنسا نفسها.... بالتحديد من مرسيليا حيث كانت قصة المراهقة غفران.
بدأت في فرنسا محاكمة مجموعة مراهقين فرنسيين أثاروا نقمة واسعة في أوسط الجالية العربية بعد أن رجموا فتاة تونسية حتى الموت لأنها رفضت الاستسلام لرغباتهم.
وتعود قصة الشابة التونسية غفران هداوي وهي تحمل الجنسية الفرنسية، إلى خريف عام 2004 عندما كانت تستعد للاقتران بخطيبها إبراهيم، حيث رفضت مرافقة مراهق فرنسي إلى بيته والاستسلام لرغباته ما دفع الأخير إلى تدبير مكيدة لها أودت بحياتها، بحسب التقرير الذي نشرته صحيفة "الشرق الأوسط" اللندنية الأربعاء 11-4-2007.
وكانت غفران تلقت اتصالا هاتفيا دفع بها إلى الخروج من شقة أسرتها في مرسيليا، في العاشرة مساء، لمقابلة فتاتين استدرجتاها إلى مكان مجهول. ولم تعد بعد ذلك إلى حين العثور على جثتها، بعد يومين، مهشمة الرأس والجسد بضربات حجارة كبيرة، وذلك في أرض مهجورة على مشارف مجمع تجاري.
وأسفرت التحقيقات التي كان لعائلة غفران دور أساسي فيها عن اعتقال مشتبه فيه يدعى تيري (17 عاما) واثنين من شركائه.
واعترف تيري بأنه رجم غفران لأنها رفضت مرافقته إلى بيته والاستسلام لرغباته. وأثارت الاعترافات نقمة وغضبا في أوساط الجالية العربية الكبيرة العدد في مرسيليا. ولدى إيداع تيري السجن تعرض للانتقام والضرب المبرح من سجناء من أصول عربية.وقالت منية هداوي، والدة الضحية، للتلفزيون الفرنسي أمس، إن اسم ابنتها يعني المغفرة والصفح. لكنها غير قادرة على أن تغفر لقاتل ابنتها فعلته "ولا بد للعدالة من أن تأخذ مجراها".
فرنسا مات أحمد كي يصل إليكِ ويعيش داخلك وماتت غفران لأنها لم تستطع العيش بداخلك ومواكبة الحياة هناك.............. فإذن فليمُت حلمي بالسفر لكِ بدلاً من أن أموت كي أصل أو أموت كي أتعايش.
واقرأ أيضًا على مجانين:
كيت وكيت عن الحب والارتباط تسألنا! مشاركة1/ الحب والعقل أيهما نختار؟/ سيكولوجية الحب: مشاركة3/ مجرد الحب ما هو؟/ وتسألون عن الحب/ بيان عن الحب/ من أرشيف مجانين: العقل/المشاعر/ الحب مشاركة