الكاتب: محمود حشيشالبلد: مصرنوع العمل: قصيدة نثريةتاريخ الاضافة 07/01/2015 19:39:18 تاريخ التحديث 26/07/2019 16:05:59 المشاهدات 3751 معدل الترشيح
-بهدوءِ عازفةٍ ورقةِ آلةٍ وتريةٍ وضعتْ حقيبتَها، فكّت حجاباً كان يُخفي الليلَ عن عيني ومشت لتصنعَ قهوتي بيدينِ من تبغٍ وكافيين، ما بين خطوتِها وتأثيرِ الإضاءةِ ثمَّ شيءٌ لستُ أفهمُهُ فآثرتُ التأملَ حتى رأيتُ الشمسَ تتبعُ كعبَها العالي، يا من تقودينَ الطبيعةَ نحو غرفتيَ البسيطةِ لضرورةٍ شعريةٍ أحببتُكِ.. لأزيحَ ألفاظَ البداوةِ نحو ما بعد الحداثةِ.. لأرقِّصَ الفصحى على أنغامِ موتزارتِ السريعةِ لأصير شفافاً بما يكفي اتحادي بالموادِ
هنا في كلِّ شيءٍ ساكنٍ ما لا نهائيٌّ من الحركاتِ، أحقنُ عالمي بكِ كي أحسَّ توتّرَ الأشياءِ حين تحاولين الهمسَ في أذنيّ..
في غرفتي كَوني تشكِّلُهُ يدايَ لأجلِكِ أختارُ وردتَكِ وموسيقاي أو أدعو عصافيراً مشردةً لتأكلَ من أصابعِكِ الرشيقةِ كالسنابلِ ثم تشربَ من يدي، والبحرُ رهنُ إشارتي هل ما سيحدثُ لو قصصتُ البحرَ ثم لصقتُهُ في غرفتي أن سوف تزعجُكِ النوارسُ؟
في غرفتي ما ضلَّ حوتٌ عن غناءِ أليفِهِ، ما ثارَ ثورٌ، ما تغرّبَ طائرٌ، ما احتاجت الأزهارُ حملَ الشوكِ كي تبقى على قيدِ الحياة..