يعيش وحيدا منذ أكثر من عشرين سنة حيث يعمل في أحد البلاد العربية ويأتي لزيارة أسرته في مصر كل عام لمدة شهر وأحيانا تكون هذه الزيارة كل عامين حسب ظروف العمل, وقد كيّف نفسه على هذا الوضع وكذلك زوجته وأبناؤه.
ولكن منذ عدة شهور بدأت لهجته تتغير مع زوجته يسألها في تفاصيل كثيرة بشيء من الشك.. أين ذهبت ومتى رجعت.. ومع من تكلمت.. وكيف تقضي هذه الأيام وهو بعيد عنها كل هذه السنين. كانت الزوجة في حالة استغراب لكنها فسرت ذلك بأنه قد تجاوز الخمسين من عمره وربما يشعر بالوحدة ويشعر بالقلق تجاهها خاصة وأنه في الإجازة الأخيرة كان يعاني من مضاعفات مرض السكر على حالته الجنسية ولم ينجح في إتمام العلاقة أغلب المرات وكان هذا يشعره بالفشل والعجز والدونية والألم ولكنها كانت تخفف عنه.
وفي أحد الاتصالات فاجأها بأنه عرف عنها كل شيء وشاهدها بالصوت والصورة على الإنترنت وهي تمارس الجنس مع أحد الأشخاص, وأنه ليس وحده الذي يشاهدها بل يشاهدها آلاف بل ربما ملايين كل يوم من كل أنحاء العالم. في البداية أصيبت الزوجة بصدمة ولم تعرف كيف ترد وبماذا ترد عليه, فهي إنسانة محترمة من أسرة محافظة ومتدينة, وهي تعيش مع أولادها في شقة في بيت عائلة زوجها ولا تترك شقتها إلا حين تذهب لزيارة أمها المريضة, ثم أنهم يعيشون في قرية يعرف أهلها بعضهم بعضا ومن المستحيل أن يكون لديها أي فرصة لفعل ما يقوله زوجها, وهنا صرخت في وجهه وأخرجت غضب السنين المخزون بداخلها, إذ تركها بعد زواجه منها بشهرين وعاش بعيدا كل هذه السنين وحرمها أبسط حقوقها الزوجية والإنسانية وترك لها مسؤولية تربية الأولاد وترتيب أمور الأسرة وهو بعيد كل هذه السنين, وبدلا من أن يشكرها ويعترف لها بالجميل ويقدر تضحيتها يأتي الآن ليتهمها بالخيانة.. ليس فقط بالخيانة بل بوجودها على صفحات الإنترنت تمارس الرذيلة صوت وصورة. تجاوز هو كل ماقالته وراح يعدد لها العلامات التي رآها في الفيلم الجنسي على الإنترنت والتي تثبت بما لا يدع مجالا للشك أنها هي, فهو كما يقول يعرف معالم جسد زوجته أكثر من أي شخص آخر ولا يمكن أن يخطئ في التعرف عليها من بين آلاف النساء, على الرغم من أنها في الفيلم كانت تخفي وجهها.
أسقط في يدها ولم تجد كلمات ترد بها عليه غير: "حسبي الله ونعم الوكيل". وبعد عدة أيام عاد الزوج من غربته لينتقم منها ويعتدي عليها بالسب والضرب والإهانة ويطردها من البيت وينزعها من بين أبنائها التي أعطتهم كل عمرها لتربيهم في غياب أبيهم, وهم ينظرون في دهشة وغضب إلى هذا الأب الشرس الذي يكاد يسحق أمهم أمام أعينهم. بعد ذلك أعلن تصميمه على طلاقها, وحين سأله أقاربه صرح لهم بأنه رأى صورتها على الإنترنت على المواقع الجنسية تمارس الرذيلة مع شاب في سن ابنها, وأنه يحتفظ بهذا الفيلم على الموبايل. وحين طلبوا منه رؤية ماشاهده على الموبايل تردد في البداية ثم سمح لهم على مضض, وهنا كانت المفاجأة إذ لا توجد أي علاقة بين من رآها في الفيلم وبين زوجته من قريب أو بعيد!!!... ولكن لماذا يعتقد هو هذا الاعتقاد الجازم أنها زوجته ولا أحد غيرها؟؟.... هنا بدأت تظهر فكرة أن الزوج ربما يكون مصابا بمرض نفسي, ومن هنا بدأت رحلة العلاج والتي قاومها الزوج كثيرا ولكنه استسلم تحت ضغط المحيطين به وبمساعدة إقناع الطبيب النفسي.
كانت هذه صورة من صور ضلالات الخيانة المرضية التي تصيب بعض الأزواج وتجعلهم يرون في الأفلام الجنسية شخصيات يعتقدون أنها تشبه تماما زوجاتهم, وتتضخم الفكرة بداخلهم ويستجيبون لها, وربما يحاولون الانتقام لشرفهم من هذه الزوجة الخائنة التي سمحت لنفسها ليس فقط بأن تخون ولكن بأن يتم تصويرها بواسطة محترفين وهي تقوم بهذا الفعل الشنيع ليشاهدها ملايين البشر.
والتفسير المباشر والقريب للحالة أن هذا الزوج لديه حرمان جنسي امتد لسنوات طويلة, وكان يحاول تعويضه من خلال مشاهدة المواقع الجنسية والتي كان يقضي ساعات طويلة يتنقل بينها من مشهد لمشهد وفي بعض الليالي لم يكن ينام بل يظل ساهرا حتى الصباح من شدة تعلقه بالمشاهد الساخنة والمتنوعة, ولم يكن يكتفي بمشاهدة العلاقات الجنسية المعتادة (بين رجل وامرأة) بل انتقل إلى العلاقات الجنسية المثلية وكانت الأخيرة تستثيره, وكان مندهشا من ذلك حتى خشي أن يكون قد أصيب بالشذوذ الجنسي. وهناك تفسير دينامي قائم على رؤية مدرسة التحليل النفسي يقول بأن هذا الشخص تحركت لديه ميول جنسية مثلية كانت كامنة, ومن هنا تصبح خيانة الزوجة مع رجل آخر نوع من الممارسة الجنسية بالنيابة فكأنها تقوم بهذه العلاقة بالنيابة عنه. كما أن هذا الزوج أصبح لديه عجز جنسي بسبب مضاعفات مرض السكر وهو يخشى أن تبحث زوجته عن طريق لإشباع احتياجاتها الجنسية والعاطفية حيث حرمت منها سنوات طويلة باستثناء الإجازات السنوية, والآن حرمت منها تماما بسبب عجزه الجنسي. ومما يزيد من خطورة هذه الحالات تعاطي الحشيش أو البانجو أو الكحوليات أو المنشطات, حيث تنشط مع هذه المواد ضلالات مختلفة ومنها ضلالات الخيانة.
واقر أ أيضاً:
لماذا يخون الرجال؟! / متى يخون الرجل؟ / برنامج التعافي من الخيانة الزوجية / هل تشجع الدراما العربية على الخيانة الزوجية؟