عالم مجانين: ذكريات لولو، وأخواتها
أرسلت لولو الكعيان تقول: السلام عليكم مرة أخرى:
في البداية كُل عام وأنتم بخير. عيد الأضحى على بُعْد أيام. وعرفات هي خير الأيام, أسأل الله لكم التوفيق موقعًا عربيًا وشعبًا مصريًا، وبلدًا أحبه، وأرجو له الخير كما أرجوه لبلدي وأبناء شعبي. وكُل الأوطان العربية دون استثناء، وبدون ذكر أسماء، وأهم دعوة أن يرزقنا الله أوطاناً نحيا بها بكرامة وحرية ونشعر أننا في وطن اللهم آمين.
حتى على الأقل عندما يفكر أحد الأعراب وهو يدخل عالم مجانين ويكتب بياناته ويأتي إلى أرخم سؤال "الدولة" أرجوكم احذوفها أو اعملوا تعديل "اللادولة" "اللاوطن" هكذا سأكتب وطني وأنا أشعر بالفخر لأنني أصفه بحق. أم أكتب اسم بلدي وهو أصلا لا بلد، سأشعر بالعار والخزي والذلة والكسرة والحسرة. فنحن أتعس جيل عشنا سنوات محدودة من العيش بوطن حقيقي ثم اختفى الوطن! واختفت حضارته وانهدمت معالمه وانجلى تاريخه ولم يعد له قيمة بين الناس مع الأسف.
ديباجتي كئيبة أعلم. وأعتذر أكره الحزن وأعلم أنه كئيب وممل ومستفز. وأعلم علاجه بالضحك، وكنت كلما أحزن أضحك. وأول مرة أكتشف أن هذه المرة لا يمكن أن أزيل حزني بالضحك. أو أقضي على علبة النوتيلا لوحدي وأمزمز كُل أنواع الشيبيس فهو ليس حزنًا فرديًا شخصيًا، هو حُزن على مستوى شعب كامل فقد هويته وكرامته. لكن سأجرب.
شكرًا على ردك يا دكتور "أحمد" يعني دكتور "وائل" ليس لديه بنات ولديه أولاد. عندما عرفت أنه ليس لديه بنات. علمت أنه لا شيء يكتمل في هذه الدنيا لازم شيء ناقص. أكيد كان واضحا فيما أرسلته أن أبي غير متوفر بالأسواق حاليًا متوفر بالمحلات الكبرى الحقيقة. والكوسة القرعة مش عندي بس طلع زعيم الموسوسين ليس لديه بنات وكما إحدى مجنونات مجانين وربما ثلاثة أرباع العالم العربي عندهم "عقدة بابا" دكتور وائل عنده "عقدة ابنتي" علشان كده كُل مٌستيشرات عالم مجانين من أعمارهن صغيرة يناديهن دكتور وائل بـ "ابنتي". والحمدلله.
طبعًا أمزح. بارك الله لك فيما عندك يا دكتور "وائل" ورزقك على عملك وإحسانك للناس ذكورًا وإناثًا أولادك أو أولاد مجانين. وكُل ماتفعله أو يفعله دكتور أحمد.
النت ليس شرًا: لا أتفق معك ربما خلق مجالاً للتجربة والتعلم وليس "شرًا" ولا ينجح في الشر غير الأشرار. من هدفهم الشر مسبقًا، أصحاب النفوس الضعيفة. الضعفاء من يشعرون بالخوف والخزي من فعلهم! وليس من يعترفون بصوت عالٍ وواضح لثقتهم من أنهم ربما أخطأوا لكن لم يأثموا! والله أعلى وأهم. النت قوة في يد من يرغب أن يتعلم ونار تحرق من يريد العبث والشر، وعمومًا فكرت ملياً وإن أحببت أرضي تلك الطفلة التي بداخلي سأجلبها ونأتي هنا وسأبلغكم مسبقًا "خيالات طفلة" وأسرد لكم كُل ما أحمله من جنون يخنق صاحبه إن لم يَجُلبه لمن حوله ومجانين خير مكان. ولا أدري لمَ تعمدت واستخدمت صفة الشر؟ في الوقت الذي حكيت عن إحدى تجاربي، والغاية تُبرر الوسيلة ما دامت في حدود التعلم.
والغريب أنك أسميت العنوان عالم مجانين: ذكريات لولو وأخواتها! ممكن أعرف مَنْ أخواتها دول؟ تقصد بأخواتها "أصبح، أضحى، ظل، أمسى، بات، ما برح، ما دام، صار وليس". يدخل على معرفش إيه فيعمله مقلبًا يكتشف أنه هو الذي اتعمل فيه المقلب. يا نهار أسود عرفتهم إزاي؟ والسؤال هل هناك أخوات ثانية تقصدها؟ لِمَ أتعرف وأتشرف بهم؟ مَنْ هؤلاء؟
والأغرب ذكرت كلمة الخيال، لماذا؟ يا نهار أسود أنا نسيت أنني في عالم مجانين مع أشخاص أجن مني بكذا مليون سنة.
أسعدني أن يكون مُجيبي دكتور "أحمد" وأرجو أن يكون هو أيضا هذه المرة ولكن من فضلك أجب المعلومات دي اسمك وسنك وبلدك وساكن فين حاليًا "حدد" وهوايتك وممكن رقم تليفونك وعنوان إلإيميل وعندك أولاد عندك بنات؟ وهل مجنينك؟ ولا عقلاء؟ عددهم وجنسهم. ورقمك القومي ورقم البنك. يلا جاوب. إشمعنى إحنا تملأون صفحة معلومات ولازم نجاوب عليها لأن الاستشارة متكونش واضحة وأنت على أساس المعلومات هترد. ومنكم نتعلم.
برجاء وضع المعلومات لأنه يصعب علينا تحليل الرد من غير المعلومات "مش دي كلماتك"!
وأنا أكتب لكم وصلني اتصال من جدتي من ضمن الكلام حكت لي عن أحد الأقرباء لديه ابنة متزوجة لكن زوجها رجل غير محترم "لكن عندها أب" تزوجها وأنجب منها ليثبت أنه رجل قادر على الإنجاب وهو بهذا رجل وكامل الرجولة. تركها معلقة لا هي زوجته وأم أولاده ولا هي طليقته! ولا يتحمل أدنى مسؤولية عن أولاده وعنها! أكره هذا الصنف من الرجال المسترجلين على امرأة. أتمنى لو بيدي قذائف هاوون فأسقطها عليهم! والحمد لله حكت لي عن حسراتها ووجعها شابة في الثلاثينيات من عمرها خرجت لتعود بطفل تعوله وتعول نفسها، فأخبرتني جدتي أنه وجد لها وظيفة كي تصرف على نفسها وطفلها. وتراها بشرى.
والبشرى لي الحمد لله بما عندي أحسن مليون مرة من أب حنون لكن حبيب ميت القلب!
شكرًا لكم.
بالمناسبة العيد جاي يعني عيدية ولحمة. كل سنة وأنتم مجانين في عالم مجانين.
20/9/2015
أهلا وسهلا، ومرحبا... ترسلين مرة أخرى، ويلح د.وائل أن أجيب، وأنا أشعر بوهن الحكي الإلكتروني بعد زهاء خمسة عشر عاما منه عبر صفحات "إسلام أونلاين"، و"مجانين"، وفيسبوك.
حيث كتبت ردودا مطولة على رسائل تطرقت إلى قصص وخبرات وتجارب متنوعة حول قضايا ومسائل كثيرة تتقاطع مع ما تطرقت إليه في رسالتك.
هنا والآن أعتقد أنني أشهد حصاد ما تمت زراعته طوال عقود ماضية، وليس عندي أي حافز للتصدي بدحض أكاذيب ملفقة – أحيانا بعناية، وأحيانا بدون – تشكل الذاكرة المسكينة لأجيال الشباب العربي عن أوطان تحصد ما زرعته السلطات والشعوب!!
كنت في لقاء مع صديق شاب عشريني تركته للتو، وضمن اهتماماته حاليا مسألة الذاكرة، وتلاعبات العقول برصد وتوثيق الماضي، وإذا انضم لذلك جهود ومسخ الأجهزة، وتلاعب السلطات بالحقائق سأجدني مشفقا على هؤلاء الذين يلوذون بتاريخ متخيل!!
تاريخ عزة وكرامة، تاريخ أوطان شامخة، أو عزيزة، أو موحدة مما يذكرني بانتشار الصور والتعليقات على "فيسبوك" عن مصر الملكية المحتلة مطلع القرن العشرين مما يحمل نفس الهروب إلى تواريخ متخيلة تصوغها ذاكرة انتقائية جدا تلوذ بمجد متخيل غابر هجرة من واقع ضاغط مزعج بدلا من مواجهة استحقاقاته، وربما عجزا عن استيعاب الألم، أو تقبل الأسئلة المتزايدة!!
مرحبا بك دائما، وأهلا بالخيال، والشباب، ومقاومة برودة الحياة في أوطان تعاني بدفء التواصل، ولو إليكترونيا!!
ويضيف د. وائل أبو هندي المتصفحة الفاضلة "لولو الكعيان" ليس لدي ما أضيف بعد تعليق أخي الحبيب المقل في د. أحمد إلا أن أشير إلى تأخر سيادته فوق كل ما اعتدناه منه في التعليق،..... لهذا كنت لحوحا يا ست "لولو الكعيان" خاصة وأنني لا أستطيع إخفاء إعجابي بخفة الدم التي كتبت بها هذه السطور.
واقرأ أيضًا:
نعم غزة: من الحاجة إلى سماح!/ نعم غزة في عجلة كان الرحيل/ قصاقيص مجانين