مطر.. تمنح السماء حبا فتمطر.. وتمطر..
الكل يهرول.. تلتصق الأجساد.. تفسح أمكنة لأجساد أخرى.. لا مكان لسائر على مهل.. الفراغ لمن يسرع.. يجري.. يفوز بفسحة تحت الظل.. و.. وأتمهل..!
المطر..
المطر لا يزعجني.. أنظر.. أتأمل.. الناس في شبه إلتصاق.. إلتصقوا.. يأتي.. يسرع.. يندس وسط الجميع فيفرق "كومة أجساد" فيزيحني خارج دائرة الظل لتمنحني السماء ببركاتها..
أبتلّ.. أمطر.. لا أبالي..
إلتصاق الناس يحمل الدفء إلى قلبي.. لا أعبأ بالثوب الملتصق بجسدي.. أتراجع.. فأكاد ألتصق بها..!!
أعتذر لها..!
أنظر في عينيها.. تقبل اعتذاري.. تبتسم..!
تدعوني تحت مظلتها.. قد تكون أشفقت على.. عمل إنساني عادي..!
في عيني دعوة محروم لحنان.. يأخذني الحلم إلى كوخ صغير على شط بحيرة بعيداً.. بعيداً عن ضوضاء المدينة الكبيرة.. وهرباً من أقنعة نسائها.. ونفاق موظفيها..
أصلب في بصرها شعاعاً..
تتأملني.. أحس بدفء الكوخ.. وطفل صغير ينادي "بابا"..
"ما أجمل ماما اليوم.."
شفتاي تتحركان في الواقع:
"بل ما أسحرها.. يا ولدي"
وتميل المظلة.. تبتسم لي.. وأبصر في عينيها الجوى "المطر.. المطر.."
تنسحب يدي تجاه الشمسية فتستقر فوق يديها.. حرارة شديدة.. تغزو القلب.. عرق.. مطر.. حر.. برد.. تقترب.. عيني في عينيها.. أنسى الدنيا.. و..
والمطر.. والبرد..
وأدنو..
أنجذب.. أهوي إليها..
يدي فو ق يديها.. أصابع كفي تنفرج.. تمتص ظهر كفيها.. الماء يتحول للزوجة عسل.. لا أرغب في فراق اليد.. تحاول أن تسحبها, أكاد أبكي بعيني.. أتوسل في أشعتهما.. الماء يغطي وجهي.. دمع.. عرق.. لا أدري.. لا أدري..
وصوت يعلوا.. "قم..
انهض..
استيقظ..!"
أنتفض والتحافي.. ألتفت حولي.. لا أجد مظلة ولا جمع.. ولا مطر.. عرق يبللني.. أمل يدور في كل أنحاء الحجرة.. أنسى الوجه الذي يوقظني.. و..
وأسحب غطاء الفراش فوقي.. وأقرر..
أقرر..
أقرر أن أنام...!
واقرأ أيضاً:
نـا حينَ لا تَدُلُ !!/ عسى..يا عَسى!/ تعالي..تعالي!/ الفرق !/ تقوى!/ كوفاد/ محجبة ولكنْ!/ إلى محـجبة!/ الجنون بالكتابة/ جَـوازٌ لا يَـجُـوزُ!/ كيف أنسى؟