أرسلت لولو الكعيان (مسلمة، 24 سنة) تقول:
لا أشعر إني بخير إلا وقتما أشعر بالرغبة ف الكتابة.. ومع الوقت اتضح لدي معنى الكتابة أن يكون لسان حالك في وصف أمر ما أو نقله.. أو ربما تكون فنانا في البوح للورق عن حالك أو... المهم، وأهلا ومرحبا بك. شكراً لك للرد.
الحقيقة أنا أيضا ترددت في الرد ولم أكن أريد أن أرد، وقفت صامتة من الفرح وأنا أرى كلماتي على صفحات مجانين، بماذا عساي أرد....!! لم أكن أريد أن أفقد لحظات سعادتي وأنا أقرأ وأبتسم وامتلأت يداي عرقا!! لا أعلم لمَ!! وكان قلبي يدق سريعا خصوصا أني اعترفت اعترافاتي الخطيرة... و... و... و..
وما حدث أنه حصل ما حصل خروج إحدى صديقاتي المصريات من محبسها وفرحت أهلها وفرحتي بعودتها ـ الحمدلله ـ والأمر الآخر ما ذكرته فوق، وأحد أهم أسبابي مما استدعى أن أكتب رد هو إني ذكرت كلاماَ عن والدي. والحقيقة ندمت إني ذكرته frown رمز تعبيري ولمت نفسي إني استذكرته لو بكلمة فهو كائن بالنسبة لي مات. لماذا، لماذا .
حشرته وسط كلماتي هنا وبينت وأوضحت أنه غير متوفر، لماذا ولأني أريد أن أنهي حالة الندم واللوم فأنا مسؤولة عن كتاباتي هنا ولا أريد أن أمسح أو أحذف فأنا لا أخاف من أحد أو انتقاد أحد فقط ـ أنا ـ ورغبتي أن يكون ميتا وليس بالضرورة وليس بالمهم أن يكون متوفرا أو موجودا... فهو هو.. وأنا أنا... والحياة حلوة ومجانين أحلى.
والآخر يا دكتور أحمد باشا. أنا أيضا هناك من لح عليّ كي أرد عليك!! والحقيقة هما مساعداي ولا أرفض لهما طلب "وهو ده اللي موديني في ستمائة داهية" وخصوصا ذاك الأحمر الرقيق... نعم smile رمز تعبيري... إنهما "عقلي وقلبي... وما حدث أنه حلمت أني أجلس وأكتب لكما الرد ويبدو أن عقلي الباطن كان يريد أن يلعب معي smile رمز تعبيري وقلبي يقفز من الفرح ويريد ويصر ويلح أن أكتب، وأسمعه يلعب بعقلي "أبوس إيديك اكتبلهم، مش هو ده العالم اللي إنت فلقتي أمي فيه، مش إنت بتحب تحكي مصري ومعيشاني معنى الغرق في حُب مصر... إنت بتعندي وأتلسع أنا في الآخر. اسمعي كلامي أنا قلبك اللي أبدا ماكدب عليك أكتبي ليهم بالمصري وانبسطي وابسطيني معاك، والنبي والنبي، يامفترية إرحمي أمي".
وبعدين بصراحة خفت على نفسي لا أفقد ما تبقى لي من عقل ونبض، فقلت سأكتب، وليكن ما يكون، بس "أرجوكم بلاش تلعبوا بالعنوان لو سمحتوا خلوا زي ما هو، ده رجاء شخصي. شكرا".
سألت نفسي هل سأدخل معك في نقاش ميت مثل كُل مرة أنت تُصر دائما على أفكارك والحقيقة أنا أيضا كذلك. والأهم أني قررت في هذه السنة لن أتحدث بالسياسة فلتذهب السياسة إلى الجحيم، وليذهب الحُكام كلهم إلى الجحيم، كُل الأحلام وكُل الثورات كانت مَزحة ظريفة خفيفة من شعب مع حُكامهم..!! صفحات الفيس ممتلئة بآسفون يا ريس..!! أي رئيس مصري سوري يمني...إلخ
إذن هي كانت مُزحة من الأول..!!
تخليت عن ذاك الشيء الرصين المتين المدعو "وطن" وهو أيضا تخلى فهو لا وطن ولا بلوط، هو وجع، هو سراب، هو حلم جميل وأفقنا، مختوم على بسبوراتنا والحمدلله على كُل حال شكراً لأنكما هنا "مؤسسا عالم مجانين" شكراً لأنكما كما أنتما مهما لفيت ولقيت ناس وعالم أحكي لهم عنكما وعن عالم مجانين شكراً لك يا دكتور وائل في أحد الأيام أصريت علي أن أكتب مع الهمزات!! فقلت في نفسي "كيف يكتب هكذا!! واتكسفت أسألك بتجيب منين الهمزات دي!! والشدة والسكون!! فين المكان بتاعهم!! وأنا أشتري والله!!
وبعدين قلت هسألك وسألتك فعلا وعلمتني أين أجدهم smile رمز تعبيري ودعبست ولعبت بالأزرار ولقيتهم وفرحت جدا، وجلست أكتب لك وأستعرض قواي الحرفية بس طبعا كان لعب مع البيك بوص!! أي شدة وأي همزة ستجعلك توافق أن أكتب بمجانين... يااااااه كُنت صغيرة جدا جدا وأفكاري وعواطفي كانت مثل عصفور صغير يحاول الطيران ويسقط، ويتألم ويحاول مرات ومرات، والآن الحمدلله ألف مرة" واكتشفت أن الكلمات تفقد رونقها لو خلت من الهمزة وحلوياتها smile رمز تعبيري، فشكراً لك.
بالمناسبة ممكن أرد لك جميلك كما علمتني كيف أكتب من كيبورد الحاسوب، سأخبرك كيف تكتب من لوحة الهاتف باعتبار أنك تملك "حديدة إليكترونية" smile رمز تعبيري طبعا هي فقط إن كان جوالك أيفون smile رمز تعبيري كما جوالي فالهمزات وبقية الحلويات تكون بعد ضغطك على هذه الرمز " ً " وبقية الرموز تضغط على الأرقام أو تضغط على نفس الأحرف يعني ال "أ" لا يظهر لك بعد الضعط لثواني متواصلة على هذا "ا" يظهر لك.. :))))))
وأيضا شكراً لدكتور وائل فلولا إلحاحه عليك يا دكتور أحمد لما رأيت حروفي وكلماتي التي أرسلتها على مجانين، وأنا عندي لك خطة مجنونة تُنجيك من إلحاح دكتور وائل وهي: عندما يُلح دكتور وائل عليك بالرد عليّ. لح عليه أنت يا كتور أحمد وقل له "بقول إيه ياوائل متدي لولو صفحة هنا على مجانين تكتب فيها smile رمز تعبيري أنا فعلا مش فاضي.. وأكيد وطبعا هي هتزعل لو لم أرد.. وافضل لح ..لح لح لح وززززززززززن ... هيوافق على طول" smile رمز تعبيري والله، ولو صعب... يبقى لح إنت يا دكتور وائل على دكتور أحمد وزززززززززن عليه يرد... وخلاص.
"إلعــــــــــبـــوا مع بعض بقى" smile رمز تعبيري
تحياتي ودعواتي لكما بالصحة والعافية .
11/3/2016
أهلا بك... ذكرني مطلع رسالتك بكتاب قرأت عنه مؤخرا يضم بين دفتيه فصولا من تصنيف مجموعة من المؤلفين يقولون فيها عن معنى الكتابة بالنسبة إليهم، والكتابة تعبير، وإبداع، وعلاج.. أحيانا!!!
نقرر أحيانا موت الأب معنويا لكي نشعر بالتحرر والنضج، وأحيانا الانتقام والقوة، وبخاصة إذا لم يكن الأب عند مستوى توقعاتنا!!
وربما بعد خطوات في مسيرة النضج يتبين لنا أن توقعاتنا كانت مسؤوليتنا نحن فقط، وأن للآخرين -الأب وغيره- حياتهم واختياراتهم، وبالتالي فنحن من يقرر موت الأحياء، أو إحياء الموتى بالنسبة لأماكنهم في وعينا، وقد يتبين لنا أن هذه اللعبة عبثية تماما، ومضيعة للوقت، وأن في الحياة ما هو أهم، وأجمل، وأن قبولنا للآخرين دون توقعات، أو معارك هدر هو الاختيار الأكثر حكمة، والأكثر تحررا منهم، ومن وجودهم أو غيابهم!!!
نفس الكلام ينطبق على الوطن: نحن نعتبره مزحة أو نعتبره جرحا.. نعتبره حضنا يحتوينا، أو يلفظنا، ونقرر أن نحبه أو نكرهه، أو ننتقم منه، أو نصفه بصفات شتى.
وفي ظروف أخرى، ومن زاوية مختلفة يمكن أن نكتشف أننا أهدرنا وقتا ثمينا من أعمارنا في اللعن أو العشق أو البهجة أو السخط من كيان معنوي لا وجود له إلا بالقدر والشكل الذي نقرره!!!
في نفس اللحظة التي يمكن أن يقرر مواطن مصري، أو عراقي، أو سوري، أو يمني أن"وطنه" قد صار عبئا ينبغي التخلص منه يمكن أن يقرر مواطن آخر أن "الوطن" هو فرصته ليتعلم الصبر، ويمارس الحكمة، ويتدرب على البحث المعمق، والتفكير المركب، ويتكون لديه عقل ناقد، واستمتاع بالغوص في التفاصيل!!!
الوطن مثل الأب، ومثل "مجانين" كلها موضوعات يمكن أن نرتبط بها، ونتعلم من خلالها بصبر، ودأب، وتفحص، وتأمل، وحب، ويمكن أن نعتبرها مجرد أشباح، أو ذكريات عابرة في حياتنا.
الحياة لعبة كما تصفينها، أو يمكن أن نتعامل معها مثل اللعبة، ونتعلم عبرها، ونستمتع، أو أن نتوقع، ونقارن، ونغرق في الألم .............. ودمت بخير.
واقرأ أيضًا:
عيد ميلاد مجانين الرابع م2 / على باب الله: عيد ميلاد جديد / عيد ميلاد مجانين / قصاقيص مجانين