أمهات الدم الدماغية أنورِسما الدماغ

أمهات الدم الدماغية أنورِسما الدماغ  Brain Aneurysm
مصطلح أم الدم أو أمهات الدم ثقيل بعض الشيء للاستعمال والكلمة اللاتينية مشتقة من الإغريقية وشاع استعمالها طبياً منذ القرن الخامس عشر. على ضوء ذلك من الأفضل استعمال مصطلح أنورسما. أنورسما  Aneurysm هي قنابل موقوتة في داخل الجمجمة والتي يمكن أن تنفجر وتقضي على الإنسان.

أنورسما أو أم الدم هي مجرد تمدد للشرايين ويمكن أن تحدث في أي شريان في الجسم ولكن ما يخصنا في هذا المجال هو أنورِسما الدماغ. هناك ضعف في الطبقة الوسطية (الإنسية Middle) لجدران الوعاء الدموي٫ وهذا الضعف بدوره يودي إلى دفع جدار الوعاء إلى الخارج والذي يظهر على شكل انتفاخ. هذا الانتفاخ يبدو وكأنه بالون تم الإفراط في انتفاخه ويمكن أن يتمزق٫ ومتى ما حدث ذلك انتشر الدم في أنسجة الدماغ المجاورة.

تختلف الآراء حول عدد الناس الذين يحملون أم الدم أو الأنورسما في الدماغ ولا يدركون ذلك وهناك من يضع الرقم بحدود ١ ٪ وهناك من يضعه ٩٪٫ ولكن الرقم الصحيح على الأكثر يقترب من ١ -٢ ٪

ولكن معظم الأنورسما (أمهات الدم) لا تتمزق ولا تنفجر٫ وان حدث وتم العثور على أنورسما من خلال فحص الرنين المغناطيسي٫ فإن ذلك لا يعني وجوب علاجها جراحياً إلا إذا كان حجمها يتجاوز عتبة معينة. هذه العتبة هي سبعة مليمترات٫ ولكن الجراحة تصبح ضرورية إذا:
١- هناك تاريخ سابق لتمزق أنورسما.
٢- وجود تاريخ عائلي للحالة.

ما هي الأرقام؟
احتمال انفجار أنورسما هو ١ ٪ سنويا.
احتمال أن يعيش الإنسان بعد انفجار أنورسما هو ٥٠٪
احتمال أن يعيش الإنسان بدون تدمير جزء من الدماغ هو ٢٥٪.

ما هي أعراض أنورسما الغير منفجرة؟
الغالبية العظمى من الناس لا تعرف بحملها لهذه القنابل الموقوتة٫ ولكن متى ما بدأت أنورسما بالتوسع (أو التورم) فإنها تضغط على أنسجة الدماغ المجاورة وتسبب ما يلي:
١- اضطرابات بصرية مثل فقدان الرؤية أو الرؤية المزدوجة Diplopia.
٢- ألمٌ فوق أو حول العين.
٣- ضعف أو خدر على جانب واحد من الوجه.
٤- صعوبة في الكلام.
٥- صداع.
٦- فقدان التوازن.
٧- صعوبات معرفية في التركيز والذاكرة.
قد يعثر الطبيب على علامات أخرى في العين أو الأطراف اعتماداً على ضغط الأنورسما على أحد الأعصاب.

ما هي أعراض انفجار الأنورسما؟
انفجار أنورسما هي حالة طارئة ولا تختلف تماما عن شعورك بصخرة كبيرة تضرب الرأس وبألم لا مثيل له. انفجار أنورسما يؤدي إلى نزيف حاد تحت غشاء العنكبوتية الذي يغطي الدماغ. من الأعراض الأخرى:
١- ألم وتصلب الرقبة.
٣- عدم وضوح الرؤية.
٣- ارتباك مفاجئ.
٤- حساسية الضوء.
٥- فقدان الوعي.
٦- نوبة صرعية.
٧- شلل في الأطراف.

ما هي أسباب أنورسما الدماغ؟
الدماغ أكثر أعضاء الجسم استهلاكاً للطاقة٫ والأوعية الدموية التي تجهزه بالدم والطاقة أشبه بأسطول يتكون من أربعة سفن (أوعية دموية) كبيرة تدخله عبر الرقبة. تبدأ هذه الأوعية الدموية بالانقسام إلى سفنٍ (أوعية) أصغر وأصغر تماما كما ينقسم جذع الشجرة إلى فروعٍ وأغصان صغيرة. مناطق انقسام الأوعية الدموية هي أضعف النقاط تماما كما هو الحال مع أغصان الشجر وهذا هو المكان الذي تولد فيه أم الدم (أنورسما).

العوامل التي تزيد من احتمال حصول أنورسما هي:
١- التدخين.
٢- ارتفاع ضغط الدم.
٣- تاريخ عائلي لأنورسما في أحد الأقارب من الدرجة الأولى (أب أو أم أو أخت).
٤- عمر فوق الأربعين عاماً.
٥- الاناث أكثر عرضةً للإصابة بعد توقف إفراز الأستروجين بعد سن "اليأس". هذا الهرمون معروف بوظيفته الوقائية للأوعية الدموية.
٦- وجود ضعف خلقي في الأوعية الدموية.
٧- جرح دماغي جسيم قد يودي إلى ولادة أنورسما.
٨- الإدمان على كوكاين Cocaine الذي يودي إلى التهاب الأوعية الدموية.
٩- داء الكلى المتعددة الكيسات ذات الصبغة الجسدية السائدة (٥٪ من المرضى).
١٠- اضطرابات أنسجة الجسم مثل متلازمة إهيلرز دانلوس Ehlers Danlos ومارفان Marfan.
١١- تضيق الأبهر Coarctation of the Aorta.

العلاج
يتم تقييم المخاطر بدقة مقابل مخاطر العملية نفسها. يبقى حجم الأنورسما في غاية الأهمية وموقعه كذلك في الأوعية الكبيرة. أنورسما دون ٣ ملميترات يتم مراقبتها سنويا. أنورسما أكبر من ٧ مليميترات لابد من علاجها جراحياً. ما بين ٣ – ٧ مليمترات يتم علاجها مع وجود عوامل خطورة أعلاه مثل التاريخ العائلي.
الجراحة من نوعين: يتم إغلاق أنورسما باستعمال مقطع معدني دائم أو تمرير لفائف بلاتين صغيرة في داخل الأنورسما.