وبسببهما صار الدين وباءً وآلة لتحطيم الوجود ومحق الحياة, وبناء ميادين الاقتتال والتصارع الدامي ما بين أبناء الشعب الواحد والدين الواحد, حتى لترنو متعجبا ومندهشا وقد تعطلت العقول وتفجرت أقياح النفوس واندلعت آفات الشرور. ولو نظرنا إلى أية مشكلة أو مواجهة سينكشف لنا دور هذين العاملين في نشأتها وتطويرها وتعقيدها وعدم القدرة على حلها, فالعرب لم يتمكنوا من حل مشكلة واحدة بينهم على مدى القرن العشرين ولا يزالون, ولهذا تجدهم يهرعون نحو أعدائهم والمستثمرين بمشاكلهم يستجدون منهم حلولا, فيغتنمونها فرصة لأكلهم فرادا.
فهل وجدتم مشكلة واحدة حلها العرب بأنفسهم, أو حلها الآخرون لهم؟!! لكن ساسة العرب يمضون على ذات السكة ولا يتعلمون أو يتعظون, مما يؤكدون على حسن الغباء وجمال الجهل الذي به يتمتعون وعلى أنغامه يتراقصون.
قد يقول قائل أن هذا كلام جائر ومتعدي, لكن الأحداث والوقائع على مدى أكثر من قرن تشير إلى هذه الحقيقة المريرة وتؤكدها, وكأن الذي حصل لم يحصل, بسبب طاقة الإنكار والإسقاط والتبرير التي يتمتع بها ساسة العرب وبتفوق كبير على جميع أمم الدنيا.
فالمسؤول هو والسبب هو, أما الكرسي فإنه بريئ ومنزه ومظلوم ومقهور ويناضل ويكافح ويجاهد من أجل الإنسان العربي, وبسبب الآخر أصاب العربي ما أصابه, وهذا هو منطق الغباء ومنهج الجهل, وطبع العاجزين الذين باعوا عقولهم, واندحروا في الكراسي المحمية بالأسياد الأقوياء المستحوذين على مصير البلاد والعباد وبواسطة الكرسي الأمين لحين.
وقد بلغ الغباء والجهل ذروتهما عندما تم تسخير أقوى ما عند العرب لتدمير العرب, فالدين الذي أخرجهم من الظلمات إلى النور صار عاملا فعالا لإخراجهم من النور إلى الظلمات, وبقدراتهم واجتهادات جهلتهم الذين أصبحوا قادة وذوي سلطات وقدرات عسكرية لقمع المناوئين المنكرين للجهل والغباء, والدعوة للأخوة بالدين.
فهل من أدلة تدحض ما تقدم, أم أن الغباء والجهل هما الدين المبين ؟!!
واقرأ أيضاً:
التأريخ ما بين عالمين!! / التفنكرية!! / المنشغلون بسعادتهم وتعاستهم!! / وداعا للرصاص!! / القوي لا يأكل القوي!! / يريدون ولا نريد؟!! / الشر والخير مصلحة؟!!