الفصل السادس عشر
"لا تشربوا الخمر لتسكروا، فإنها تدعو إلى الفجور" (رسالة بولس إلى أهل أفسس 5 : 18)
تواجه العلاقات الإنسانية العديد من التحديات عندما يعيش كل الأطراف حياتهم بتعقل واستقامة، ولكن تعاطي المخدرات والكحوليات قد تحول أي فرد إلى أحد المطالبين للمساعدة المســـتمرة بحق!.
تزَوَجَت امرأة من مُتعاطِي للكحوليات والذي كان عادة ما يشرب بشكل مُحرِج في الحفلات والأماكن العامة، وأخيراً أعلنت أنها لن تذهب معه إلى أي مكان يتم فيه تقديم الكحوليات، ونود أن نوضح أن ذلك كان بمثابة صيحة إيقاظ كان زوجها في حاجة لها، ولكنها لم تكن كذلك بالنسبة له، فقد استمر في تناول الشراب بشكل مُفرِط، ولم يكُن رفضها لسلوك زوجها وخصامها له ليغيره، وكذلك فإن تعاطيه للكحوليات كان يسبب لها الآلام.
وفي النهاية، قامت تلك المرأة بشيء مهم، فمع رفضها أن تضع نفسها في مواقف لابد حتما أن تؤثر عليها وتسبب لها الضيق والإهانة، فهي بذلك قد دافعت عن نفسها من بعض الآثار السلبية لسلوكه، فقد وجدت طريقة لتقول "لا" واعتمدت عليها.
نعتقد أن هذه القصة تظهر حدود قوة كل شخص بوضوح في حل مشكلة تعاطي المخدرات أو الكحوليات لشخص آخر، فإذا كان هذا الإدمان يزعجك ولا يزعجه، إذن فهي مشكلتك وليست مشكلته، ولهذا السبب فقول "لا" لمتعاطي المخدرات والكحوليات تتطلب التركيز في نواحي علاقاتك معه؛ بحيث يمكنك بطريقة ما السيطرة على سلوكه المنحرف.
تحديدا، يمكنك تكوين قواعد أساسية للطريقة التي تتعامل بها مع أحد المدمنين، حدد اتصالك بهذا الشخص في المواقف الخالية من الشراب، عليك أن تصر على سياسة "لا" للمخدرات عندما تكونان معا، ضع الحدود للسلوك الذي من الممكن أن تحتمله برغبتك، إن كانت تصرفاته المفرطة تجعل الحياة لا تطاق فإن قطع الصلات كلها قد يكون الشيء المفضل للحالة الراهنة. (إننا وبالتأكيد سمعنا أو قرأنا عن بعض الزيجات التي انتهت من أجل أسباب تتعلق بإدمان أحد الزوجين الكحوليات أو نوعا ما من المخدرات، والصداقة كغيرها من العلاقات الإنسانية التي يُستحسن أن تُنهَى إذا اتضح إدمان الصديق لأحد أنواع المخدرات؛ فالصديق يصبح عندئذ خطراً وغير مأمون الجانب).
عندما تهتم بشخص ما، يتعاط الكحول أو المخدرات -فمن الأمور غير المشجعة تماما- أن تعلم أنه لا تأثير لك على إقلاعه عن سلوك التعاطي سواء إن كنت تستجديه أو توبخه أو تهدده أو تحاول مقايضته ليتوقف، فأنت بكل بساطة لا تمتلك القوة للتغيير من شخص لا يريد أن يتغير، والسلوك الوحيد الذي يمكن أن تغيره هو سلوكك، هذا لا يعني أن التعبير عن مشاعرك مضيعة للوقت!، لماذا لا يجب على صديقك السكير أن يعرف أنك قد شعرت بالفزع عندما قاد السيارة إلى المنزل وهو في تلك الحالة؟!.
"لا" لمشكلة تعاطي المخدرات أو الكحوليات الخاصة بشخص آخر
لوضع حدود واضحة -و ذلك عندما لا يجعلك شخص آخر متعاطيا للمخدرات أو الكحوليات تشعر بالراحة- ركز على كيفية تأثير هذا السلوك عليك، استخدم لغة "أنا"، إن التسكع خارج المنزل على الحانات والغرز لا يُعَد أمراً ممتعاً، وأنا كما تعرف أكره ذلك السلوك؛ لذا فلن أنضم إليك، فأنا مؤمن بالحكمة القائلة: "لا يستطيع أن يدمر الإنسان مثل نفسه، ولا يستطيع أن ينجيه مثل نفسه".
إنك لا تعلم كيف تبدو مُختَلِفا عندما تشرب!، إنني أشعر أنني مع شخص لا أعرفه!!، وهذا يُشعِرُني فعلاً بعدم الراحة، وحيث أنه يصعب عليك عدم الشراب في المساء، فأنا أُفضِّل أن أقضي معك بقية اليوم فقط.
آسف، لن أذهب معك إلى هذا المكان لأنني لا أحب الطريقة التي تسير بها الأمور عندما تتناول الشراب، فعندما تشرع في العلاج من مشكلة الشراب يمكنك عندئذ أن تدعوني ولكن حتى ذلك الوقت لا تعتمد علي!.
إنه شأنك!، إن كنت تود أن تدخن الحشيش أو "لا"!، ولكن عندما تفعل فمن المستحيل التحدث معك، بصراحة إنها تجعلك تبدو كالأحمق!؛ لذا إن كنت ستستمر في هذا الأمر فلا أود أن أكون قريبا منك عندما تدخنه.
إن منزلي منطقة ممنوع فيها المخدرات؛ فالمخدرات محرمات، ولا أريد أي مخدرات فيه، لذا أطلب منك أن تغادره.
قيل لأعرابي: "ما لك لا تشرب الخمر؟!، قال لثلاث خلال فيه: لأنه متلف للمال، مذهب للعقل، مسقط للمروءة"، وقال أحد الحكماء: "العاقل من نفسه في تعب والناس منه في راحة، والأحمق من نفسه في راحة والناس منه في تعب".
يتبع >>>>>>>>>>> الإقلال من مساعدة من يطلب....