الأحزاب العربية أهدافها الخراب والاحتراب، ولا يوجد حزب لم يساهم بهذا السلوك التدميري للقدرات والطاقات.
وكأنها تم تأسيسها لخدمة المصالح الأجنبية، ولم تكن أبدا لتأمين المصالح العربية، فمنذ النصف الثاني من القرن التاسع عشر تم تأسيس جمعيات وأحزاب قومية هدفها التحارب مع الدولة العثمانية واستنزافها وإضعافها والقضاء عليها، وعندما قامت الثورة الشيوعية في روسيا وكشفت معاهدة (سايكس بيكو)، انطلق الغرب المعادي للشيوعية بإنشاء الأحزاب الدينية، لكي تقف سدا منيعا أمام انتشار الحزب الشيوعي في المنطقة العربية لأهميتها الاقتصادية وثرواتها الهائلة.
والقوى الطامعة بالعرب تعرف جيدا أن لا بد من قوى موازية لتحقيق التوازن وإدامة الإشغال والإضعاف العربي، فأنشأت الأحزاب القومية مرة أخرى لتحارب الدينية ولكي تمنع الحزب الشيوعي من الانتشار، فدخلت هذه الأحزاب في صراعات دامية ومضت منشغلة ببعضها وبإضعاف بلدانها، وتأهيلها للافتراس من قبل الطامعين بها.
وحتى يومنا الحاضر لا يوجد حزب عربي أصيل، وإنما أحزاب ممولة من جهات طامعة بالوجود العربي والأرض العربية. وللدين دور مهم في إنهاك العرب وتدميرهم وإقصائهم وتناحرهم، ونسيانهم لواجباتهم الوطنية والحضارية، بل وبعزلهم عن حاضرهم ومستقبلهم وإلهائهم بالغابرات والخائبات، ولهذا تم استخدام التأريخ وتأجيج العواطف السلبية المتصلة ببعض حوادثه، وطمر العرب ببعضهم ودفعهم لتبديد طاقاتهم الفكرية والمعرفية بنبش القبور وإعادة ما لا يمكن رجوعه إلى أيامهم، وبهذا يعيش العرب في عوالم الغاديات ويندرسون في الأجداث والخاويات.
واليوم لو تأملنا الواقع العربي فسيبدو وكأنه رقعة شطرنج يتنافس فيها لاعبون أقوياء أشداء، والأحزاب بأنواعها هي أحجارهم التي يحركونها على هذه الرقعة المرسومة بالدماء.
فهل عندكم حزب عربي لم يساهم بالخراب والدمار وقهر الأمة ودفعها عقودا إلى الوراء؟
أو هل لديكم دليل على إنجازات ذات قيمة حضارية معاصرة لحزب عربي؟!!
إنها لعبة أحزاب على رقعة مأساة، واللاعبون هم الفائزون، والخاسرون دوما هم الملعوب بهم وفقا لآليات الأحزاب الطرهات!!
فالعنوا جميع الأحزاب يرحمكم رب العباد!!
واقرأ أيضاً:
أمية الأجيال / تصير لهم ﭽارة لو ما تصير؟!! / القائد بحاجة إلى نقدٍ ومعارضة!! / متى سنعيد عقولنا للخدمة العامة؟!! / أحزاب وخراب!!