الجنسية المثلية هي الميل لنفس الجنس والذي قد يصاحبه (أو لا يصاحبه) ممارسة على المستوى العاطفي أو الجنسي أو كليهما . وتوضح الدراسات الإحصائية أن 4.4% من النساء و 6.2% من الرجال لديهم انجذاب لنفس الجنس (Lauman et al 1994) ، وأن 3% من النساء و.4% من الرجال لديهم ميل حصري لنفس الجنس.
وقد نقع في خطأ حين نتعامل مع المثليين على أنهم شيئا واحدا. وفي التراث العلمي التقليدي كنا نعرف أن الجنسية المثلية نوعان :
1 – المثلي المتوافق مع ذاته Ego Syntonic Homosexual : وهو الذي يتقبل ميوله المثلية، بل وربما يسعد بها وبالتالي يمارسها حسب ما تتيحه ظروفه، ولا يرغب أبدا في تغيير أي شيء يخص مثليته، وربما يندمج في مجموعات المثليين، ويشارك في نشاطاتهم المختلفة وينادي بتحرر المثليين من قيود المجتمع. وهذا الشخص لا يأتي للعيادة النفسية لأنه لا يقبل فكرة أن مالديه مرض أو اضطراب، ولكن قد يأتي به ذويه حين يكتشفون سلوكه المثلي، وهذا الشخص لا يستفيد شيئا من التدخلات النفسية.
2 – المثلي غير المتوافق مع ذاته Ego Dystonic Homosexual ، وهو الذي استشعر الميل نحو نفس الجنس ولكن هذا الميل يتعارض مع قيمه الدينية أو الأخلاقية بل ويتعارض أيضا مع هويته وصورته عن نفسه، وبهذا يستشعر معاناة شديدة ويريد التخلص من هذا الصراع الذي يؤلمه لدرجة أن بعضهم يصاب بالقلق أو الاكتئاب وربما يفكر في الانتحار. وهؤلاء هم الذين يأتون إلى العيادة النفسية يسألون المساعدة.
ويقسم جوزيف نيكولسي صاحب كتاب Reparative Therapy of Male Homosexuality ، الجنسية المثلية إلى نوعين :
1 –Gay Homosexual ، وهي بمعنى المثلي السعيد بهويته المثلية، والذي يعيش حالة من الانطلاق والمرح بين مجموعات المثليين ويفخر بانتمائه لهم، ولا يعبأ بنظرة الناس له، ويمارس مثليته حسبما يريد دون التقيد بأي اعتبارات اجتماعية أو أخلاقية أو دينية.
2 –Non Gay Homosexual وهي تعني أن هذا الشخص لا تتحقق سعادته من خلال الهوية المثلية، بل هو يرفضها رغم وجود الميول المثلية لديه، ويقاوم رغبته في الممارسة، ولا يعيش نمط الحياة الذي يعيشه المثليون المرحون (Gayes)، بل إنه ينفر منهم ويشمئز من سلوكهم ولا يحب الاقتراب منهم، ولا يطيق الانتماء لهم.
ويلاحظ أن ثمة تقارب بين نوعي نيكولسي والنوعين السابقين.
ومن خلال التعامل مع أعداد كبيرة من المثليين في العيادة النفسية لسنوات طويلة نستطيع أن نرصد الأنماط التالية :
1 – النمط الوسواسي : وهو عبارة عن أفكار أو تخيلات أو حفزات جنسية مثلية تجتاح وعي الشخص وتلح عليه إلحاحا شديدا على الرغم من رفضه وكراهيته لها. وهذا النوع نادرا ما يقوم بتفعيل هذه الأشياء، أي أنه غالبا لا يقع في الممارسة، وهو يأتي للعيادة النفسية بحثا عن خلاص من الصراع بين ميوله من ناحية وبين قيمه وهويته وأخلاقه من ناحية أخرى. وهذا النوع كثيرا ما يصيب أشخاصا ذوي التزام ديني وأخلاقي واضح. وهؤلاء الأشخاص يستفيدون من وسائل العلاج الدوائي والعلاج النفسي التي تستخدم في علاج الوسواس.
2 – النمط الإدماني : وفيه يكون الشخص قد تعرض لخبرات جنسية مبكرة (تحرش جنسي مثلي، أو مشاهدة أفلام جنسية مثلية) فأصبح متعلقا تعلقا إدمانيا بهذا النمط من الإثارة الجنسية، ويتثبت هذا النمط الإدماني مع تكرار الممارسة المثلية، أو ممارسة العادة السرية أثناء أو بعد المشاهدة أو المداعبة مما يخلق ارتباطا شرطيا بهذه الأشياء. وهذا النمط يستفيد من العلاجات الدوائية والسلوكية التي تستخدم في برامج التعافي من الإدمان.
3 – النمط التعويضي : وهو يحدث حين تغيب فرص الإشباع الجنسي مع الجنس الآخر، ولهذا يشيع وجوده في السجون، وفي دور الرعاية، وفي المجتمعات التي تفرض فصلا شديدا بين الجنسين. وإذا استمرت النشاطات المثلية التعويضية أو تكررت فإن الشخص قد يتحول إلى النمط الإدماني، ولكنه مع ذلك لا يفقد قدرته على التفاعل عاطفيا وجنسيا مع الجنس الآخر حين إتاحته. وهذا يشير إل خطورة الحرمان الجنسي، وإلى خطورة الحرمان من وجود الجنس الآخر لفترات طويلة، ويشير إلى ضرورة مراعاة ذلك في السجون ودور الرعاية والمجتمعات.
4 – النمط الإلكتروني : حيث فتح الإنترنت والقنوات الفضائية آفاقا واسعة ليس فقط للمشاهدة بل وللتفاعل مع شركاء جنسيين مثليين في العالم الافتراضي، وكثيرون يكتفون بهذه العلاقات الإلكترونية خاصة إذا كانت لديهم محاذير دينية أو أخلاقية أو اجتماعية، والبعض قد يطور هذا النمط الإلكتروني إلى ممارسات حية في مرحلة من المراحل. وهذا النمط قد أدى إلى توسيع دائرة الميول والأنشطة الجنسية المثلية كثيرا في هذا العصر خاصة مع ما يعطيه لصاحبه من مجهولية وتستر وسهولة إتاحة وتنوع هائل.
5 – النمط الترويحي التنويعي : وهذا الشخص ليس مثليا في الأساس، ولكنه توجه إلى الممارسات المثلية كنوع من التسلية أو التنويع أو التغيير أو حب الاستطلاع أو دفع الملل الجنسي. ومع تكرار الممارسة الترويحية التنويعية قد يقع الشخص في النمط الإدماني من خلال الارتباطات الشرطية المعززة.
6 – النمط البغائي : وهو يهدف إلى كسب المال من خلال الممارسات المثلية فيقوم بها كمهنة ولا يستشعر منها لذة جنسية، ولكنه يستشعر لذة الحصول على المال ولذة المقبولية والمطلوبية لدى زبائنه الذين يكونون أحيانا من ذوي الحيثية المالية أو الاجتماعية العالية.
7 – النمط المشاعي : وهو ينتشر بين الأشخاص المتحررين من الضوابط الدينية والأخلاقية والاجتماعية ويرون أن الإنسان حر في أن يمارس الجنس بأي شكل وبأي طريقة، وأن الجنس نشاط بيولوجي مثل الطعام والشراب لا يخضع (أو لا يجب أن يخضع) لأي تدخلات خارجية، وإنما يترك لتفضيلات الشخص ذاته ولا يوصف بالصح أو الخطأ أو الحلال أو الحرام.
8 – النمط السادي – الماسوشي : فإذا كان ساديا فإنه يستمتع باعتلاء شخص من نفس الجنس كتعبير عن القوة والسيطرة والتحكم والانتهاك، وإن كان ماسوشيا فهو يستمتع بالخضوع والاستسلام وتلبية احتياجات شخص آخر من نفس الجنس يراه الأقوى أو الأجمل أو الأقدر ويمنحه ذاته يفعل بها ما يريد.
9 – النمط اللاجنسي : وهو عبارة عن ميل فقط لنفس الجنس وينطبق عليه وصف (Same Sex Attraction (SSA والشخص لا يقوم بأي نوع من الممارسات، والميل غالبا مايكون عاطفيا رومانسيا كتعبير عن الاحتياج للحب والاحتواء المفقود، وهذا الشخص قد يشعر بحاجة شديدة لأن يحتضنه شخص من نفس الجنس أو يربت على كتفه أو يلمسه بحنان، ولكنه يرفض تماما فكرة الجنس المثلي الكامل بل ويشمئز من هذه الفكرة. ويكثر هذا النمط في الأشخاص الذين افتقدوا الحنان الأبوي والرعاية الأبوية في حياتهم وخاصة في فترة الطفولة، فهم في الأساس يحتاجون للحب، ولكن هذا الاحتياج قد يتلوث ببعض التخيلات الجنسية. والمثليون من هذا النوع يتعلقون بالأشخاص الأكبر سنا والذين يتمتعون بفيض من الحنان والنضج الأبوي.
10 – النمط الفكري : وهو عبارة عن قناعة لدى بعض الأشخاص بأن حرية المثليين يجب أن تصان، وأن المثلية وممارساتها حق من حقوق الإنسان، وهذا الشخص يتعاطف جدا مع المثليين وربما يشاركهم فعالياتهم وأفكارهم، وقد يقوم بالممارسة كنوع من التماهي معهم أو نصرة فكرتهم.
11 – النمط الاعتمادي السلبي : ويحدث لدى شخص يستشعر حالة من الدونية وضعف الثقة بالنفس وبالتالي الحاجة للاعتماد على شخص آخر من نفس الجنس يراه الأقدر والأقوى والأجمل فيسلم له نفسه ويحقق له كل رغباته الشبقية في مقابل تلقي الحماية والرعاية والتقدير منه. وهو يشعر أنه ناقص لذلك يحتاج أن يكتمل بهذا الشخص الآخر.
12 – النمط النرجسي : نجده في شخص يعشق ذاته ويعشق نفس الجنس الذي ينتمي إليه كجنس متميز، ثم يعشق من هذا الجنس من يراه قويا أو وسيما أو مثيرا، وفي نفس الوقت لا يرى في الجنس الآخر أي معالم قوة أو جمال أو إثارة، بل ربما يحتقر هذا الجنس الآخر أو ينفر أو يتقزز منه.
13 – النمط البصري : وقد لوحظ في نسبة من المثليين أنهم يتعلقون بالصورة وبالشكل، وأن نظراتهم تطول إلى من يتعلقون به، ولهذا يتجاذبون ويعرف بعضهم بعضا من خلال هذه النظرة الممتدة، فالمثلي يعرف المثلي الآخر ويتواصل معه بصريا من بين آلاف الناس، والكثيرين منهم يتم التعارف بينهم حتى وسط الزحام وكأن هناك إشارات ما يتم التقاطها بالعيون. والمثليون من هذا كثيرا ما يتعلقون بأشخاص ذوي وسامة مميزة أو ذوي صفات جسدية مثيرة.
14 – النمط الرهابي : وهذا الشخص يكون لديه مخاوف تصل إلى درجة الرعب أن يقع في الممارسة المثلية على الرغم من أنه لا يمارس في حياته، وهو يستشعر هلعا أن يعرف الناس عنه أنه مثلي وربما يفسر بعض الإشارات العابرة على أن الناس يعرفون عنه ذلك، ويتعامل بحساسية ناحية أي تلامس من شخص من نفس الجنس ويقلق إذا وقف أحد خلفه في الطابور أو إذا قام أحد زملاؤه باحتضانه على سبيل المداعبة خاصة لو احتضنه من الخلف كعادة بعض الشباب.
15 – النمط الضلالي : وهو عبارة عن ضلالات لدى الشخص بأن الناس يشيرون إليه في كل مكان على أنه "شاذ جنسيا" ويعلقون على حركاته وإيماءاته ويصفونه بكل الأوصاف التي تحط من قدره وتلوث سمعته. وهذا الشخص لديه اعتقاد راسخ ويقين في هذا الأمر ولا تجدي معه أي محاولات لإقناعه بغير ذلك. وتتشكل حياته بناءا على هذه الضلالات فقد يشتبك مع بعض الأشخاص بناءا على هذه المعتقدات. وهذا النوع يؤيد فكرة فرويد أن أصحاب الميول البارانويا لديهم جنسية مثلية كامنة. والعلاج في هذه الحالة يشبه علاج الاضطرابات البارانوية.
16 – النمط الفخور المتباهي Gay : نحن هنا أمام شخص فخور جدا وسعيد بمثليته ويتباهى بها في كل مكان ويعلنها ويحرص على توكيد مثليته، ويعيش حياة المثليين بكل أبعادها، ويرتاد منتدياتهم وباراتهم ومقاهيهم ليل نهار وربما يقوم بالزواج المثلي.
17 – النمط المزدوج الميول : وهذا الشخص لديه الميول الجنسية تجاه الجنسين ويستطيع أن يمارس مع هذا أو ذاك حسب الإتاحة.
18 – النمط التعددي: على الرغم من أن المثليين لديهم ميل لتعدد الشركاء الجنسيين (أكثر من الغيريين) ولكن لدى بعض المثليين شراهة واضحة في تعدد الشركاء الجنسيين في حياتهم وقد يكونون على اتصال بأكثر من شريك جنسي في ذات الوقت. وربما يفسر هذا تعلق المثليين بالشكل وبالصورة وهذه الأشكال والصور تتعدد، وأيضا فصل الجنس عن الحب لديهم. وهذه التعددية نراها أيضا لدى النمط البغائي والنمط المشاعي والنمط الإدماني .
19 – النمط الهوسي: ونراه في مرضى الاضطراب الوجداني أثناء نوبات الهوس أو ماتحت الهوس، حيث تزداد الطاقة الجنسية وتقل قدرة الشخص على ضبط نزعاته، وهنا قد يقع في ممارسات جنسية مثلية، ولكنها غالبا ما تهدأ أو تختفي بانتهاء النوبة، فهي لا تعدو كونها حالة من النشاط الزائد والمنفلت يزول بانتهاء النوبة، إلا إذا تحولت إلى النمط الإدماني مع تكرار الممارسة.
20 – النمط الاكتئابي: وهو يظهر لدى بعض المثليين المتعافين حيث تعاودهم الرغبات المثلية مع نوبات الاكتئاب، وربما هو نوع من الاحتياج للحنان والحب والاحتواء، أو نتيجة للشعور بالدونية وضعف الثقة بالنفس وبالتالي الاحتياج لشخص أقوى وأقدر يقوم بالمساندة، أو ربما ظنا بأن الممارسة المثلية قد تخفف من حالة الكآبة التي تسيطر على الشخص المكتئب أو أنها قد توقظ مشاعره واهتماماته وتحرك ركوده النفسي.
21 – النمط الافتتاني: ويعني أن يصبح الشخص مفتونا بشخصية من نفس الجنس يراها تتمتع بالعقل أو الحكمة أو الرزانة أو النضج أو الكاريزما، ويصبح مشغولا بهذا الشخص ويرغب بشدة في الاقتراب منه، وقد يصاحب ذلك بعض التخيلات الجنسية، وهو يضع هذا الشخص في مكانة عالية جدا. وهذا الشخص كثيرا ما يفتتن بالشخصيات العامة من السياسيين أو لاعبي الكرة أو الفنانين أو العلماء أو المفكرين.
22 – النمط التديني: وهذا النمط يحدث لدى المتدينين الذين يعيشون فصلا تاما ومطلقا بين الجنسين، مثل الإقامة في معابد منعزلة لفترات طويلة لا يرون فيها إلا نفس الجنس فلا ترى الطاقة الغريزية مخرجا (متخيلا أو حقيقيا) إلا تجاه نفس الجنس، وهذا يخلق صراعا شديدا بين القيم السائدة والرغبات الجامحة. وهذا يحدث أيضا في المجتمعات التي تتبنى موقفا دينيا يفصل تماما بين الجنسين في كل مكان فيصبح المتاح للتواصل أو التعبير الجنسي قاصرا على نفس الجنس. وقد يحدث لشخص يضرب على نفسه عزلة تامة عن الجنس الآخر بناءا على اعتبارات دينية أو أخلاقية لديه.
23 – النمط الاستعراضي: ويحدث في الشخصيات الهستيرية، حيث يميل الشخص لأن يكون محور الاهتمام، فإذا اكتشف في نفسه حالة من الإغواء أو الإغراء لنفس الجنس فإنه يسعد بذلك ويوظفه ويتمادى في ذلك، ولكنه يكتفي فقط بإيقاع الضحايا في شباك حبه ولكنه لا يمكنهم من الممارسة خاصة الممارسة الكاملة للجنس، ولكن قد يمنحهم بعض الأشياء كرشوة لاستمرار التعلق والاهتمام. وهذا النوع قد يتحول إلى النمط البغائي في بعض الحالات. وهناك نمط آخر من الاستعراضيين، وهم المحبون للشهرة وجذب الاهتمام، فهم يجاهرون بميولهم وربما بعض نشاطاتهم المثلية إذا وجدوا أن ذلك قد يسلط الأضواء عليهم أو يعرضهم لمشكلات في مجتمعاتهم المحافظة فيكتسبون تعاطفا دوليا من جماعات الدفاع عن حقوق المثليين.
24 – النمط الدونجواني: هناك بعض الرجال الذين يتمتعون بوسامة أنثوية كبياض البشرة ولون العينين ونعومة الشعر، وهؤلاء يكونون محل إعجاب من الجنس الآخر نظرا لوسامتهم ورقتهم فتتعدد علاقاتهم العاطفية، وفي نفس الوقت يكونون مطمعا لنفس الجنس لمافيهم من نعومة وجمال، وهم بسبب هذه الصفات يفتقدون للشعور بالجدارة الذكورية لذلك قد يشعرون بالرغبة في الاكتمال برجل أوضح رجولة وأكثر قدرة وخشونة.
25 – النمط الحاسد المتماهي: ونراه في بعض الذكور المثليين حين يحسدون النساء على سحرهن وعلى جاذبيتهن للرجال فيقمن بالتماهي بالنساء على أمل الحصول على نفس المزايا التي يحصل عليها النساء الجميلات، ويحدث أيضا في الإناث حين ترى الفتاة أن الذكور يتمتعون باستقلالية وحرية وقدرات أعلى لذلك تتماهى البنت مع جنس الذكور وتصبح مسترجلة وتجد نفسها أقرب لعلاقات الحب والجنس مع النساء.
26 – النمط الكامن: وهو شخص لا تبدو عليه علامات الجنسية المثلية الظاهرة ولكنه يمارسها بالوكالة فمثلا إذا كان متزوجا فإنه يبدو غيورا أكثر من اللازم ويشكك في سلوكيات زوجته وربما يراقبها ليضبطها متلبسة بالخيانة، ويطلب منها أن تصارحه بخياناتها ويعدها بأنه سوف يسامحها إذا هي صارحته، وقد يلح عليها في ذلك لدرجة أن تجاريه في ذلك لما تلمح لديه من شغف بمعرفة أحداث خيانة فتقص عليه بعض الأشياء الحقيقية أو المتخيلة فتجده يطلب المزيد من التفاصيل عن تلك الخيانات وكيف حدثت وكأنه يستمتع بمشاهدة فيلم جنسي، وتجده ينتشي جنسيا حين تقص عليه مواقف جنسية بتفاصيلها مع رجل آخر أو رجال آخرين، وربما يطلب منها حكايات خيانتها كل ليلة وخاصة قبل لقائه الجنسي بها. وبعضهم كان يطلب من زوجته أن تتحدث حديثا جنسيا مع صديقه وهو يستمع ويستمتع بهذا الحديث بينهما، وربما يشجعها على عمل علاقات جنسية مع بعض الرجال وربما يأتي هو بهم لفعل ذلك في بيته وفي وجوده. وهذا النوع إذا خانته زوجته بدون علمه فإنه يتسامح في الخيانة وكأنه كان يتمناها في عقله الباطن. هذا الرجل لديه رغبة قوية ولكنها كامنة في أن يمارس الجنس مع رجل، ولكنه لا يتقبل أن يفعل ذلك مباشرة فيقوم بتوكيل زوجته بفعل ذلك ولذلك يسمى هذا النوع "الجنسية المثلية بالوكالة". وهو قد يطلب من زوجته وقت الجماع أن تتخيل أنها مع رجال آخرين، أو يطلب منها أن تناديه باسم رجل آخر، وأن تستخدم أقوالا فاحشة تشير إلى وجود أشخاص آخرين معها، أو تصف أعضاءهم الجنسية، أو تتغنى بفحولتهم، ويكون هو في غاية النشوة بذلك. وبعضهم يطلب من زوجته مشاهدة أفلام جنسية معه لتشاهد الرجال وتعجب بهم في وجوده.
وأخيرا فقد عرضنا هذه الأنماط من واقع الخبرة الإكلينيكية الطبنفسية، لعل هذا يساعدنا على التعامل مع مثل هذه الحالات بشكل يمكننا من مساعدتهم حين يأتون للعيادة النفسية بناءا على تفهم دوافعهم واحتياجاتهم وظروفهم، وأن لا نقع في التعميم الذي وقع فيه واضعوا أدلة التشخيص حين حذفوا أصحاب الجنسية المثلية كلية وإجمالا من التشخيصات النفسية على الرغم من أن كثيرين ممن ذكرنا أنماطهم يحتاجون للمساعدة النفسية المتخصصة ويحضرون فعلا للعيادات طلبا للمساعدة، ولكنهم للأسف يشعرون بالرفض المباشر أو غير المباشر من الأطباء والمعالجين، ذلك الرفض الذي ربما يكون مدفوعا داخليا بما يسمى فوبيا المثلية لدى المعالج (خوفه الشخصي من المثلية ورفضه المبالغ فيه للمثليين ووصمه لهم أو تهربه منهم) ومبررا ظاهريا بحذف الجنسية المثلية من تقسيمات الأمراض على الرغم من أن هذا الحذف تبين أنه كان مدفوعا بضغوطات سياسية للوبي المثلي وعوامل أخرى لا تمت للعلم بصلة.
واقرأ أيضًا:
وسواس الخيانة الزوجية / وكأنها ثورة كوميدية / الشخصية السيكوباتية Psychopathic Personality / المخدرات الحديثة (فيروسات العصر)