حقيقة المس الشيطاني2
لسنا شبحاً في آلة:
وبالعودة إلى النظرية النفسية الإسلامية نذكر أن الروح ليست هي النفس، وليس الأمر كما يظن أتباع الديانات الهندية ومن ورائهم المتصوفة وكثير من الناس -حتى الفيلسوف الفرنسي الكبير ديكارت- أن الشيء العاقل المدرك لذاته، الذي يفكر ويشعر بالعواطف وله الإرادة والاختيار، هو كائن آخر غير المخ، بل هو كائن غير مادي، اعتقد ديكارت أنه يتصل بدماغ الإنسان من خلال الغدة الصنوبرية بالمخ. لا نقول ليس في الإنسان روح كما يقول الماديون، لكن نقول إن الدماغ هو الذي يشعر بذاته ووجوده ويقرر لنفسه ويحب ويكره، هي كلها أعمال للدماغ الذي تبين لنا في هذا العصر أنه بمثابة كومبيوتر عظيم الإمكانات وفائق الصنع لحد أنه أدرك ذاته وتمتع بحرية اختيار حقيقية. صحيح أننا نلتقي مع الماديين في هذا التصور لكننا قبل ذلك نلتقي مع آيات القرآن الكريم التي كما قال القرطبي رحمه الله: إنه ليس في القرآن آية يمكن الاستنتاج منها أن النفس هي الروح إلا قوله تعالى: "وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ قَالَ أُوحِيَ إِلَيَّ وَلَمْ يُوحَ إِلَيْهِ شَيْءٌ وَمَنْ قَالَ سَأُنْزِلُ مِثْلَ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ وَالْمَلَائِكَةُ بَاسِطُو أَيْدِيهِمْ أَخْرِجُوا أَنْفُسَكُمُ الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنْتُمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ وَكُنْتُمْ عَنْ آيَاتِهِ تَسْتَكْبِرُونَ" ﴿93 الأنعام 6﴾. والقرطبي في تفسيره لفت النظر إلى أن المقصود: هو عدم قدرة الكفار على إخراج أنفسهم من العذاب الذي بدأه الملائكة عند قبضهم أرواحهم وبسطوا به أيديهم، وليس المقصود أن يخرجوا أرواحهم من أجسادهم.
ليست الروح هي النفس:
النفس في القرآن ليست الروح، بل الروح من أمر ربي وما أوتي الإنسان القدرة على فهمها وفهم دورها، إنما هي تنفخ في الجنين بعد مئة وعشرين يوماً من الحياة الجنينية، وبنفخها يصبح هذا الجسد الحي نفساً قال الله عنها إنها "خَلْقٌ آخر". وقد مثلت لذلك بجزيء الماء الذي يتكون من اتحاد الهيدرجين بالأكسجين فيختفيان، ويظهر مكانهما خلق آخر هو الماء المختلف تماماً عن الأكسجين وعن الهيدرجين مع أنه منهما تكوَّن. تأملوا قوله تعالى: "وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ إِذَا أَنْتُمْ بَشَرٌ تَنْتَشِرُونَ" ﴿20 الروم 30﴾. إنه سبحانه وتعالى يلفت في هذه الآية أنظارنا إلا معجزة المعجزات في خلقنا، وهي أننا مصنوعون من تراب، أي من مادة الأرض، ثم إذا نحن بشر ننتشر، وبشريتنا هنا توكيد على شعورنا بأنفسنا وقيامنا بالخلافة عن الله في الأرض، لأن أجسادنا الحية مع أنها معجزة لكنها لا تميزنا، بل هي مشتركة ما بيننا وبين الحيوانات الأخرى، لكن الإعجاز الذي ما بعده إعجاز ،هو أن تتمكن آلة مصنوعة من مادة الأرض، أن تدرك ذاتها وتفكر وتشعر وتختار وتريد.
والجسد هو مكون أساسي من النفس البشرية إذْ خلق الله الناس من نفس واحدة هي نفس آدم عليه السلام، والذي خُلِق من آدم أجسامنا وليست أرواحنا، قال تعالى: " هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا فَلَمَّا تَغَشَّاهَا حَمَلَتْ حَمْلًا خَفِيفًا فَمَرَّتْ بِهِ فَلَمَّا أَثْقَلَتْ دَعَوَا اللَّهَ رَبَّهُمَا لَئِنْ آتَيْتَنَا صَالِحًا لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ" ﴿189 الأعراف 7﴾. كما إن الآيات الكريمة التي وردت فيها كلمة بشر كلها تقريباً تشير إلى الكائن العاقل فينا والمخلوق من التراب، وهذا يؤكد أن الآية التي تلفتنا إلى إعجازه وإبداعه في خلقنا من تراب فإذا نحن بشر عاقلون مدركون لأنفسنا كما نحن مدركون لما حولنا، بينما الحيوانات تدرك ما حولها وتتعامل معه لكنها ليست مثلنا تشعر بذاتها وتفكر بعقلها، هي لاشعور فائق الروعة في الصنع ليس فيها ذات يمكننا التواصل معها كما نتواصل مع بعضنا بعضاً. ولنتأمل كلمة بشر في الآيات التالية:
"قَالَتْ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي وَلَدٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ قَالَ كَذَلِكِ اللَّهُ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ إِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ" ﴿47 آل عمران 3﴾.
"مَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُؤْتِيَهُ اللَّهُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ ثُمَّ يَقُولَ لِلنَّاسِ كُونُوا عِبَادًا لِي مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلَكِنْ كُونُوا رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنْتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنْتُمْ تَدْرُسُونَ" ﴿79 آل عمران 3﴾.
"وَقَالَتِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى نَحْنُ أَبْنَاءُ اللَّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ قُلْ فَلِمَ يُعَذِّبُكُمْ بِذُنُوبِكُمْ بَلْ أَنْتُمْ بَشَرٌ مِمَّنْ خَلَقَ يَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ" ﴿18 المائدة 5﴾.
"وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ إِذْ قَالُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ عَلَى بَشَرٍ مِنْ شَيْءٍ قُلْ مَنْ أَنْزَلَ الْكِتَابَ الَّذِي جَاءَ بِهِ مُوسَى نُورًا وَهُدًى لِلنَّاسِ تَجْعَلُونَهُ قَرَاطِيسَ تُبْدُونَهَا وَتُخْفُونَ كَثِيرًا وَعُلِّمْتُمْ مَا لَمْ تَعْلَمُوا أَنْتُمْ وَلَا آبَاؤُكُمْ قُلِ اللَّهُ ثُمَّ ذَرْهُمْ فِي خَوْضِهِمْ يَلْعَبُونَ" ﴿91 الأنعام 6﴾.
"فَقَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَوْمِهِ مَا نَرَاكَ إِلَّا بَشَرًا مِثْلَنَا وَمَا نَرَاكَ اتَّبَعَكَ إِلَّا الَّذِينَ هُمْ أَرَاذِلُنَا بَادِيَ الرَّأْيِ وَمَا نَرَى لَكُمْ عَلَيْنَا مِنْ فَضْلٍ بَلْ نَظُنُّكُمْ كَاذِبِينَ" ﴿27 هود 11﴾.
"فَلَمَّا سَمِعَتْ بِمَكْرِهِنَّ أَرْسَلَتْ إِلَيْهِنَّ وَأَعْتَدَتْ لَهُنَّ مُتَّكَأً وَآتَتْ كُلَّ وَاحِدَةٍ مِنْهُنَّ سِكِّينًا وَقَالَتِ اخْرُجْ عَلَيْهِنَّ فَلَمَّا رَأَيْنَهُ أَكْبَرْنَهُ وَقَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ وَقُلْنَ حَاشَ لِلَّهِ مَا هَذَا بَشَرًا إِنْ هَذَا إِلَّا مَلَكٌ كَرِيمٌ" ﴿31 يوسف 12﴾.
"قَالَتْ رُسُلُهُمْ أَفِي اللَّهِ شَكٌّ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَدْعُوكُمْ لِيَغْفِرَ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ وَيُؤَخِّرَكُمْ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى قَالُوا إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُنَا تُرِيدُونَ أَنْ تَصُدُّونَا عَمَّا كَانَ يَعْبُدُ آبَاؤُنَا فَأْتُونَا بِسُلْطَانٍ مُبِينٍ" ﴿10 ابراهيم 14﴾.
"قَالَتْ لَهُمْ رُسُلُهُمْ إِنْ نَحْنُ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَمُنُّ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَمَا كَانَ لَنَا أَنْ نَأْتِيَكُمْ بِسُلْطَانٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ" ﴿11 ابراهيم 14﴾.
"وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِنْ صَلْصَالٍ مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ" ﴿28 الحجر 15﴾.
"قَالَ لَمْ أَكُنْ لِأَسْجُدَ لِبَشَرٍ خَلَقْتَهُ مِنْ صَلْصَالٍ مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ" ﴿33 الحجر 15﴾.
"وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ لِسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُبِينٌ" ﴿103 النحل 16﴾.
"أَوْ يَكُونَ لَكَ بَيْتٌ مِنْ زُخْرُفٍ أَوْ تَرْقَى فِي السَّمَاءِ وَلَنْ نُؤْمِنَ لِرُقِيِّكَ حَتَّى تُنَزِّلَ عَلَيْنَا كِتَابًا نَقْرَؤُهُ قُلْ سُبْحَانَ رَبِّي هَلْ كُنْتُ إِلَّا بَشَرًا رَسُولًا" ﴿93 الإسراء 17﴾.
"وَمَا مَنَعَ النَّاسَ أَنْ يُؤْمِنُوا إِذْ جَاءَهُمُ الْهُدَى إِلَّا أَنْ قَالُوا أَبَعَثَ اللَّهُ بَشَرًا رَسُولًا" ﴿94 الإسراء 17﴾.
"قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا" ﴿110 الكهف8﴾.
"فَاتَّخَذَتْ مِنْ دُونِهِمْ حِجَابًا فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَرًا سَوِيًّا" ﴿17 مريم 19﴾.
"قَالَتْ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ وَلَمْ أَكُ بَغِيًّا" ﴿20 مريم 19﴾.
"فَكُلِي وَاشْرَبِي وَقَرِّي عَيْنًا فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ الْبَشَرِ أَحَدًا فَقُولِي إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَنِ صَوْمًا فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنْسِيًّا" ﴿26 مريم 19﴾.
"لَاهِيَةً قُلُوبُهُمْ وَأَسَرُّوا النَّجْوَى الَّذِينَ ظَلَمُوا هَلْ هَذَا إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ أَفَتَأْتُونَ السِّحْرَ وَأَنْتُمْ تُبْصِرُونَ" ﴿3 الأنبياء 21﴾.
"وَمَا جَعَلْنَا لِبَشَرٍ مِنْ قَبْلِكَ الْخُلْدَ أَفَإِنْ مِتَّ فَهُمُ الْخَالِدُونَ" ﴿34 الأنبياء 21﴾.
"فَقَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَوْمِهِ مَا هَذَا إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُرِيدُ أَنْ يَتَفَضَّلَ عَلَيْكُمْ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَأَنْزَلَ مَلَائِكَةً مَا سَمِعْنَا بِهَذَا فِي آبَائِنَا الْأَوَّلِينَ" ﴿24 المؤمنون 23﴾.
"وَقَالَ الْمَلَأُ مِنْ قَوْمِهِ الَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِلِقَاءِ الْآخِرَةِ وَأَتْرَفْنَاهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا مَا هَذَا إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يَأْكُلُ مِمَّا تَأْكُلُونَ مِنْهُ وَيَشْرَبُ مِمَّا تَشْرَبُونَ" ﴿33 المؤمنون 23﴾.
"وَلَئِنْ أَطَعْتُمْ بَشَرًا مِثْلَكُمْ إِنَّكُمْ إِذًا لَخَاسِرُونَ" ﴿34 المؤمنون 23﴾.
"فَقَالُوا أَنُؤْمِنُ لِبَشَرَيْنِ مِثْلِنَا وَقَوْمُهُمَا لَنَا عَابِدُونَ" ﴿47 المؤمنون 23﴾.
"وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْمَاءِ بَشَرًا فَجَعَلَهُ نَسَبًا وَصِهْرًا وَكَانَ رَبُّكَ قَدِيرًا" ﴿54 الفرقان 25﴾.
"مَا أَنْتَ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُنَا فَأْتِ بِآيَةٍ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ" ﴿154 الشعراء 26﴾.
"وَمَا أَنْتَ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُنَا وَإِنْ نَظُنُّكَ لَمِنَ الْكَاذِبِينَ" ﴿186 الشعراء 26﴾.
"وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ إِذَا أَنْتُمْ بَشَرٌ تَنْتَشِرُونَ" ﴿20 الروم 30﴾.
"قَالُوا مَا أَنْتُمْ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُنَا وَمَا أَنْزَلَ الرَّحْمَنُ مِنْ شَيْءٍ إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا تَكْذِبُونَ" ﴿15 يس 36﴾.
"إِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِنْ طِينٍ" ﴿71 ص 38﴾.
"قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَاسْتَقِيمُوا إِلَيْهِ وَاسْتَغْفِرُوهُ وَوَيْلٌ لِلْمُشْرِكِينَ" ﴿6 فصلت 41﴾.
"وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْيًا أَوْ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولًا فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاءُ إِنَّهُ عَلِيٌّ حَكِيمٌ" ﴿51 الشورى 42﴾.
"فَقَالُوا أَبَشَرًا مِنَّا وَاحِدًا نَتَّبِعُهُ إِنَّا إِذًا لَفِي ضَلَالٍ وَسُعُرٍ" ﴿24 القمر 54﴾.
"ذَلِكَ بِأَنَّهُ كَانَتْ تَأْتِيهِمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَقَالُوا أَبَشَرٌ يَهْدُونَنَا فَكَفَرُوا وَتَوَلَّوْا وَاسْتَغْنَى اللَّهُ وَاللَّهُ غَنِيٌّ حَمِيدٌ" ﴿6 التغابن 64﴾.
"إِنْ هَذَا إِلَّا قَوْلُ الْبَشَرِ" ﴿25 المدثر 74﴾.
"لَوَّاحَةٌ لِلْبَشَرِ" ﴿29 المدثر 74﴾.
"وَمَا جَعَلْنَا أَصْحَابَ النَّارِ إِلَّا مَلَائِكَةً وَمَا جَعَلْنَا عِدَّتَهُمْ إِلَّا فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا لِيَسْتَيْقِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَيَزْدَادَ الَّذِينَ آمَنُوا إِيمَانًا وَلَا يَرْتَابَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَالْمُؤْمِنُونَ وَلِيَقُولَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْكَافِرُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلًا كَذَلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ وَمَا هِيَ إِلَّا ذِكْرَى لِلْبَشَرِ "﴿31 المدثر 74﴾.
"نَذِيرًا لِلْبَشَرِ" ﴿36 المدثر 74﴾
المنظور من النفس البشرية هو البدن والدماغ والسلوك، أما الروح فلا أمل لنا أن نفهم عنها شيء اللهم إلا أن اتحادها بالجسد الحي يحوله إلى خلق آخر أي إلى نفس بشرية خالدة، بحيث عندما نُخْلَق من جديد يوم القيامة، نكون نحن أنفسَنا لا نسخاً عنا فيما لو كنا أجساداً حية تدرك ذاتها فحسب، نحن خلق آخر خالدون بأنفسنا وذواتنا، فيثيب الله الطائعين يوم القيامة ولا يثيب نسخاً عنهم، ويعذب العاصين أنفسهم لا مجرد نسخ عنهم، إننا خلق آخر متكون من نفخ الروح في الجسد الحي، لكن الروح ليست هي النفس، بل هي مُكوِّن فيه نحن عاجزون عن إدراك كنهه ودوره، إنما نؤمن به كما نؤمن بكل الغيبيات التي أخبرنا عنها ربنا جل في علاه.
وهذا يعني استحالة دخول الجني في الإنسي وتكلمه على لسانه، واستحالة تحضير أرواح الأموات والتحاور معها على لسان الوسيط، واستحالة تناسخ الأرواح، لأن الأنفس ليست هي الأرواح كمال يظنون. الأنفس "خلق آخر" من تراب متحد مع عنصر غير مادي هو الروح التي لا نعلم عنها إلا أنها موجودة وتنفخ فينا ونحن في بطون أمهاتنا وتنزع من أجسادنا عند موتنا وليس عند نومنا، لأن نزع الروح أمر شاق يهوِّنه الله على الصالحين، وليس بسهولة الإغفاءة اللذيذة عند النعاس أو الإرهاق كما قد يفهم من قوله تعالى: "اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الْأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ"﴿42 الزمر 39﴾.
ويتبع >>>>>: حقيقة المس الشيطاني4
واقرأ أيضًا:
أسس النظرية النفسية الإسلامية الأولى (1-4) / الاستشفاء بالقرآن في الطب النفسي المعاصر