احترت كتبت عن الجزائر عددا من المقالات لكنني توقفت عن نشرها، عندما برز الفريق أحمد قايد صالح على مسرح الأحداث والتطورات في الجزائر، إذ بدى واثقا مطمئنا حازما ومصرا على الأخذ بزمام الأمور وفقا لما يراه صالحا للبلاد والعباد.
فتحرك بعزيمة تأريخية وطنية وثابة وأقنع الرئيس بالاستقالة، وتعاطى مع الحالة بحنكة قيادية بارعة، أنجزت مشروعها الوطني بسلام وأمان وحافظ على الشعب والوطن.
وقدم مثالا عسكريا أخلاقيا عن الروح الوطنية للجيش، وكيف يحافظ على حياة المتظاهرين وتأمين سلامتهم، فما أريقت قطرة دم في الأشهر التي تواصل فيها الحراك الجزائري السلمي الحضاري المنير.
وهذا الرجل عرفته من مواقفه، وكنت قلقا على الجزائر والخوف يتملكني من أنها ستنحدر إلى ما لا تحمد عقباه.
لكنه بدد مخاوفي بحنكته العسكرية وثباته وصبره وإرادته الوطنية القوية الراسخة، البادية في ملامح وجهه وهيأته وحركاته، وكيف كان يدير الأمور بهدوء الحكماء الألباء الحلماء، وما تنازل أو تهاون أو استكان.
بل عمل بجد وإخلاص واجتهادٍ وثقة فائقة على أن البلاد لن تخرج من محنتها إلا بسلوك السبيل الذي قرره وسانده وعمل بجهاد المناضلين لإنجازه.
وتحققت في الجزائر ممارسة ديمقراطية راقية، رغم ما يُقال عنها، لكنها المَخرج الأبهى والأحكم لمحنة البلاد.
ومَن تابع الأحداث والتطورات في الجزائر، بشعر بالفخر والأمل والقوة، فمجلس الشعب الجزائري قدم أروع صورة جماهيرية سيادية بهية بوقار وكرامة وعزة وافتخار.
وتسليم مقاليد السلطة لرئيس جديد تحققت بأسلوب حضاري رائع وكبير، وكان المرحوم الفريق أحمد قايد صالح يجلس بهدوء واطمئنان ورزانة وشعور بأنه أدى المهمة على أكمل وأروع صورة.
ويبدو أن بهجة الإنجاز الوطني التاريخي أبت إلا أن تتوّج بفيضان الروح، وتلك هي الحقيقة الكبرى التي تلدها الأوطان المجاهدة الأبية، الحاضنة لرجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه.
فتحية للقائد الصالح في مثواه الباهي الزاهي بعطاء وطني إنساني أصيل.
وعاشت الجزائر ملهمة ثورية مناضلة في أروقة الحياة العزيزة الكريمة والوطن الحر السعيد.
وبمثله تفتخر الأمة وتباهي أمم الدنيا برجالها القادة الأفذاذ!!
واقرأ أيضاً:
الكرسي حزبنا!! / ستنتهي الدنيا بعد قراءتكم المقال !! / العربية تُعرب عن عروبتها!!