تَداعتْ في مَيادينِ الضَياعِ
مُباركةً بحاديَةِ الجِياعِ
طوابيرٌ منَ الإملاقِ ضاقتْ
مُضرّجةً بأوْجاع الْتياعِ
عَمائمُها تُخاطِبُها بشَرٍّ
وما عَرفتْ بها خَيْرَ المَتاعِ
أعاجيبٌ مِنَ الويلاتِ جاءَتْ
تُرافِدُها مَتاهاتُ ارْتياعِ
كأنّ الدينَ عنوانٌ لضَيْمٍ
وأنّ دُعاتَهُ وَطَنُ الخِداعِ
عَلائمُ جَوْرها مِنْ جَهْلِ دينٍ
وقاضيَةٍ ببهْتان اشْتراعِ
تَعَطّلَ عَقلُها والنفسُ طاشَتْ
فصارَ الناسُ أصْنافَ الرُعاعِ
أ ليْسَ الدينُ تنْويرا لعَقلٍ
وتهذيبا لسيّئةِ الطباعِ؟
أ ليسَ الدينُ عنوانَ ارْتحامٍ
يُعاضدُ أمّةً برؤى اتْباعِ؟
تحيّر جَهْبذٌ وكبى نُهاهُ
وأضْحى في سَقيماتِ المُعاعِ
أ ويْلٌ بَعدَ ويلٍ ما توانى
يُداهِمُها بقاسيةِ الصِراعِ
وما اتْعَظتْ ولا خَبُرَتْ دروسا
تُعيدُ مَسيرةً دونَ انْقطاعِ
وتبْكي حينَ تَشفى مِنْ وَجيعٍ
فتَسْعى نحْوَ راعيةِ الدواعي
أراها دونَ إبْصارٍ مُنيرٍ
مُعلقةً بمُلهمَةِ اخْتناعِ
يُعاقرها التَجمّدُ مُسْتبيحا
نواهيَها بعاديةِ الطَواعِ
ومَنْ رَهبَ الصعودَ إلى ذراها
تدحْرج خائرا فهوى لقاعِ
عزائمُ كلّها وُهِبَتْ لبعضٍ
يؤمِّلُها بقائِدَةِ الدفاعِ
لتَنهلَ من مَعينٍ مُستدامٍ
يزوّدُها بسلاّفِ ارْتفاعِ
فقلْ تحيا بداعيةٍ لخَيرٍ
لإنّ الشرَّ مَجهوضُ المَساعي
رأيتُ أنامَها رُهِنَتْ بباءٍ
وأنّ الطبعَ منْ طبع الضِباعِ!!
فلا تَعْجبْ إذا سَفكتْ دماءً
وأشْرَتْ في مُنافسةِ السِباعِ
كذا الأيامُ تُخْبرُنا بأنّا
فترْمينا على سُفُحِ الضَياعِ
فحَطّمْ كلَّ مَعقورٍ بقيْدٍ
وساهمْ في مُداهَمة القِلاعِ!!
لأنَّ الكونَ يَسكننا ويَسْعى
إلى أمدٍ دؤوبٍ باتْساعِ!!
تماهى كلُّ مَوجودٍ بذاتٍ
تغيَّبَ كُنْهُهُا بذرى الْتماعِ!!
فقلْ هبطتْ على خلقٍ بَهيمٍ
وحارتْ في مَواقيتِ الوَداعِ
وطافتْ بينَ إخْفاقٍ وفَوزٍ
مُدسّسَةً بآبارٍ عِماقِ
فهلْ وفدتْ أبابيلٌ إلينا
لترْجمُنا بأحْجار النِزاعِ؟!!
وهلْ كنّا كما رَغِبَتْ وفينا
مُؤمّرةٌ بسيئةِ الوَلاع؟!!
ألا تَعِبَتْ من التهذيب دَوْما
شرائعُ كونِها وذوَتْ بصاعِ!!
د-صادق السامرائي
8\1\2020
واقرأ أيضاً:
أبا الإشراق!! / أبا حَسَنٍ سلاما أنتَ فيها!! / أنا الشعب...أنا الشعب/ شبابُ بلادي!!