عقوق الأبناء: السيناريو الثاني عمل مقارنات
الفصل التاسع عشر (24)
أنت: هل تعتقد أنك ترتدي ملابس تحميك من البرد اليوم في هذا الطقس؟
الطفل: إنني على ما يرام دعني وشأني إنك تحب السيطرة بطريقة غريبة!.
أنت: أنا سعيد لأنني ليس الشخص الذي سوف يصاب بالبرد.
النتيجة النهائية: يرفض الأطفال العنيدون أن يتعلموا من خبراتك؛ ولذلك فمهما كان قدر الامتناع والتدمير فلن يغير من رأي الطفل وبدلا من محاولة الامتناع دعه يتعلم الدرس من العواقب أو النتائج الطبيعية وذلك بأن يشعر بالبرد عندما يخرج.
السيناريو السادس: يرفض الذهاب للنوم
يرفض الطفل أن يذهب إلى سريره للنوم في الوقت المحدد، ويحاول أن يطيل وقته بالجدال مثل؛ إنه كان حسن السلوك طوال الوقت، أو إنه لم يتناول الوجبة الخفيفة بعد تناول العشاء حتى الآن ولم يلعب المباراة التي وعدته بها... إلخ
الطفل: (محاولا أن يجعلك تشعر بالذنب) لو سمحت ألا يمكنني أن أظل مستيقظا لمدة عشر دقائق زيادة فقط؟ إننا لم نلعب مثلما وعدتني.
أنت: أعرف ياحبيبي ولكن الوقت تأخر إنني متفهم شعورك بخيبة الأمل.
الطفل: (محاولا المقارنة بينه وبين أخته الكبرى) إن "سمر" تظل مستيقظة كما تشاء، هذا ليس عدلا!! .
أنت: لقد قلت ذلك كثيرا، وأعتقد أنه يبدو كذلك من وجهة نظرك أنت، هل تريدني أن أقرأ لك قصة أم أن تقرأ أنت لي هذه الليلة؟!.
النتيجة النهائية: هي رفضك للجدل وبقاؤك هادئا وتقديمك خيارات تقوده إلى هدفك ثم تقلل من الخيارات إذا استمر في التذمر.
السيناريو السابع: انفجار الغضب عندما لا يحصل الطفل على ما يريد
يميل الطفل إلى الانفجار أثناء نوبات الغضب إذا كانت إجابتك "لا" لأحد مطالبه وخاصة إذا طلب منك شراء شيئا عندما تكون قد بدأت نوبة الغضب.
الطفل: أنا أريد لعبة "الجام بوي" هذه!
أنت: إن الذهاب للتسوق معك ليس متعة عندما تتصرف بهذه الطريقة!!.
الطفل: (يحاول أن يدخلك في مناقشة سخيفة داخل المحل) ولكنك لا تشتري لي أي شيء!!، إنك بخيل!!.
أنت: (تذهب بعيدا دون إجابة، ثم بعد ذلك عندما تكونان هادئين)، هل تعرف ماذا أوحى لي سلوكك في المحل؟، لقد أوحى لي سلوكك بأنك تحتاج إلى تدريب على قبول كلمة "لا"، ولذلك بدلا من الذهاب لشراء كرة قدم جديدة سوف تبقى هنا كي تتدرب على سماع أن أقول "لا"، أريد منك أن تطلب مني لعبا مختلفة لمدة خمس دقائق وأنا سوف أقول "لا" لكل طلب، فلا بد أن تتدرب على قبول هذا الرفض بطريقة ملائمة، لا تقلق بشأن هذا التدريب سوف أكون سعيدا لأتدرب معك حتى تصبح بالفعل ممتازا في التعامل مع كلمة "لا" فأنا أحبك كثيرا.
كيف تتعامل مع غضب الأطفال
نوبات الغضب تتواجد في كثير من الأطفال بين عمر سنتين إلى 4 سنوات، في بعض الأحيان تكون لها خلفية مرضية، نرى أن الطفل إذا لم تلبي رغبته يصرخ بقوة و يبكي ويرمي نفسه على الأرض، بل وأحيانا يدق رأسه غضبا!!.
ماذا نفعل في هذه الحالة؟
بالذات لو حصلت هذه المشكلة أمام الناس، أو في مكان عام، فالطفل يطلب حلوى أو آيس كريم في مجمع سوبر ماركت أو لعبة في سوق عام، وعند رفض الأهل يبدأ بالصراخ، ومنعا للإحراج نرى أن الأهل يلبوا طلبه فقط لإسكاته وإبعاد نظرات الناس عنهم.
كيف نتحكم في هذه النوبات
الأبحاث و الدراسات السلوكية على الأطفال تفيد بان تلبية رغبة الطفل عند الصراخ وإعطائه ما يريد هي السبب الرئيسي لجعل هذا التصرف يستمر، مرة واحدة يفعلها الطفل، ثم تصبح عنده عادة بعد ذلك، فيتعلم أن أسهل طريقة لتحقيق ما يريد هو الصراخ والغضب!!.
ماذا نفعل؟
- كن هادئا، ولا تغضب، وإذا كنت في مكان عام لا تخجل، وتذكر أن كل الناس عندهم أطفال وقد تحدث لهم مثل هذه الأمور.
- ركز على الرسالة التي تحاول أن توصلها إلى طفلك، وهي أن صراخك لا يثير أي اهتمام أو غضب بالنسبة لي، ولن تحصل على طلبك هذا أبدا بواسطة الصراخ.
- تذكر، ألا تغضب ولا تدخل في حوار مع طفلك حول موضوع صراخه مهما كان حتى لو بادرك بالأسئلة.
- تجاهل الصراخ بصورة تامة، وحاول أن تريه أنك متشاغل عنه في شيء آخر، وأنك لا تسمعه، لو قمت بالصراخ في وجهه أنت بذلك أعطيته اهتمام لتصرفه ذلك!!، ولو أعطيته ما يريد تعلم أن كل ما عليه فعله هو إعادة التصرف البشع السابق!!.
- إذا توقف الطفل عن الصراخ وهدأ، اغتنم الفرصة وأعطه اهتمامك واظهر له أنك سعيد جدا لأنه لم يعد يصرخ، واشرح له كيف يجب أن يتصرف ليحصل على ما يريد، مثلا أن يأكل غذاءه أولا، ثم الحلوى أو أن السبب الذي منعك من عدم تنفيذ طلبه هو أن ما يطلبه خطير لا يصح للأطفال.
- إذا كنت ضعيفا أثناء نوبة الغضب أمام الناس فتجنب اصطحابه إلى السوبر ماركت أو السوق أو المطعم حتى تنتهي فترة التدريب ويصبح أكثر هدوءا.
- ومن المفيد عندما تشعر أن الطفل سيصاب بنوبة الغضب قبل أن يدخل في البكاء حاول لفت انتباهه إلى شيء مثير في الطريق، إعلان مثير مثلا أو صورة مضحكة أو لعبة مفضلة، وأخيرا تذكر نقطة هامة دائما: مرة واحدة فقط تتجاهل فيها صراخ طفلك وغضبه كافية ليتعلم الطفل أنه إذا صرخ وبكي ولم يُعط ما يريد فلن يعاود ذلك التصرف مرة أخرى.
النتيجة النهائية:
إن ابتعادك في أول الأمر جعل الطفل يعرف أنه لا يستطيع أن يدخلك في جدال في أوقات غير منا سبة أو في أماكن غير مناسبة، وجعله يعرف أيضا أنك لن تناقش الموضوع حتى يهدأ ويطلب بطريقة مناسبة، وطلبك بعد ذلك بشأن تكرار كلمة "لا" من جانبه يبين له أنه سيكون له عواقب ونتائج وخيمة وبالذات عندما يقوم بنوبات الغضب، إن التدريب على الردود المناسبة مرارا وتكرارا يساعده تماما على أن يتعلم الطرق الصحيحة لردود الأفعال، وعندما لا يحصل على مراده فأنت بتلك الوسيلة تساعده على تطوير مهارات التغلب على المشاكل.
يتبع >>>>>>>>>>> عقوق الأبناء السيناريو الثامن: رفض عمل الواجب