الكورونا المنسوب إلى 2019 وباء فايروسي عالمي كالأوبئة التي عهدتها البشرية منذ الأزل، ويتميز عنها باكتسابه شهرة إعلامية عبر شبكات التواصل الاجتماعي، وتم الاستثمار فيه لأغراض متنوعة من قبل القِوى المتعددة الطامعة بالسيادة والهيمنة.
ويبدو أن الفايروس الجديد المنتسب لعائلة كورونا كان يسعى في الأرض مُتبختراً حتى أدركته الصين وقبضت عليه واجتهدت في خنق أنفاسه وتعويقه، وحالما أعلنت عن وجوده تنبهت له باقي الأمم والشعوب وتبين أنه كان يسعى فيها أيضاً.
واتُّهِمت الصين على أنها السبب في انطلاقه، لكن الأدلة تشير إلى أنه متواجد في القارة الأوروبية وفعل فعله فيها وكذلك في إيران وباقي المجتمعات التي باغتها وداهمها بلا سابق إنذار ووجدت نفسها غير مستعدة للمنازلة والمواجهة العلمية والبحثية اللازمة للوصول إلى علاجات ولقاحات لمنع أخطاره وما سيتسبب به من إصابات.
والتاريخ يحدثنا عبر العصور أن البشرية تنتصر على الأوبئة وتنجو منها رغم الخسائر التي تتكبدها، وفي تلك الأزمان لم تكن المعارف متوفرة ولا متطلبات الوقاية والعلاج من الأمراض والأوبئة، فهذه تأكدت في القرن العشرين وخصوصاً النصف الثاني منه وتطورت إلى يومنا هذا.
فالبشرية لديها من وسائل الوقاية والحماية والعلاج ما لم تمتلكه الأجيال السابقة مما يعني أن قدرات انتصارها على الأوبئة أكبر بكثير من السابق.
ولهذا فإن قضاءها على وباء الكورونا سيكون أكيداً وبخسائر قليلة نسبياً وستتوصل إلى لقاح مضاد له وعلاجات ناجحة وإن استغرق ذلك بعض الوقت.
فالمراكز العلمية في نشاط وتسابق حامي للوصول إلى اكتشاف ما يساهم بردع الفايروس وإخماد نشاطاته.
ومثلما تمكنت المراكز العلمية من ابتكار ما ينفع الناس ويحميها من مخاطر الفايروسات والمايكروبات، فإنها اليوم في ذروة استعدادها وقدرتها للوصول إلى أمضى سلاح ضد فايروس الكورونا 19.
وعليه فإن الحياة ستعود إلى طبيعتها في الأشهر القليلة القادمة، وستعلن البشرية نصرها الأكيد وقدرتها على التوقي والحذر من صولات فايروسية أخرى قادمة قد تهدد الحياة.
وستتعلم الدنيا مهارات المبادرة العلمية والجهوزية الفائقة لمواجهة الأخطار الغير مرئية التي ستباغتها وتضعها على شفا الوعيد الشديد.
ولسوف ينتصر العقل على مضادات الحياة بأنواعها.
واقرأ أيضاً:
الهواء يقتُلنا / أرصدة الكلمات / الوقاية خيرٌ من العلاج يا كورونا / الوباء والبلاء