الوباء العارم الذي عطل الحياة في الأرض ولا يزال يتمادى في طغيانه وصولاته الفتاكة العاتية، وهو يتطاول على البشرية ويتحداها لعدم توفر اللقاح ضده ولا العلاج اللازم لقتله، فالفايروس يضعنا أمام امتحان غير مسبوق، فعلينا أن نبتكر وسائل التفاعل معه وتفويت الفرصة عليه للنيل الشديد منا. ولا تمتلك البشرية من عدة المواجهة سوى الوقاية الصارمة من الوباء المُستبد المنتشر بسرعة خاطفة، وربما سيصيب ثلثي سكان الأرض وسيقتل عشرات الآلاف منهم بسبب مباغتته وعدم توفر أجهزة التنفس الكافية اللازمة لإدامة الحياة.
الوباء غير مسبوق بسلوكه وطبيعة انتشاره وقدرته على الصمود والتحدي والمطاولة لغياب ما يردعه ويقمعه من تدمير البشر وإعاقته، فعلينا أن نكون بمستوى التحدي ونؤمن بالعلم ونتبع ما يقرره المختصون العارفون بسلوك الفايروس وكيف نتوقى من مخاطره. وقد اتبعت الصين منهج الحماية الذاتية والمجتمعية التي تعني أن الشخص عليه أن يتصور بأنه مصاب ومن واجبه أن يحمي المجتمع من نفسه، وفي ذات الوقت عليه أن يتصور بأن المجتمع مصاب بالوباء وعليه أن يحمي نفسه من المجتمع، وبهذا السلوك يُقلّل انتشار الوباء ويحاصره ويقضي عليه.
وعلى البشرية جمعاء أن تواجه الوباء بهذه الآلية التي ستمنعه من التمدد والانتشار كما يريد ويطمح، فبرغم صعوبتها وعدم قدرة الكثيرين على ترجمتها بسهولة لأنهم تعودوا على التواصل النشيط مع الحياة بمفردات أيامها ومعطياتها. وأمام تسونامي الوباء علينا أن نفكر بواقعية ونتنازل عن التصورات الغير مجدية التي تتحدث عن الديموقراطية وحقوق البشر وعدم فرض ما لا يرغبون به، فهذا نوع من الهذيان الذي يعني القتل والدمار الشديد. فالمطلوب التعامل مع هذا الوباء بروح الحرب والأوامر الحازمة كما فعلت الصين وانتصرت عليه، فالواقع البشري اليوم عبارة عن حرب حامية مع عدو غير منظور يداهم الحياة ويهدف للقضاء على البشر ومحقهم من فوق التراب.
إنها الحرب، ولا بد من حكومات طوارئ قصوى تصدر أوامر فورية التنفيذ وذات عواقب وخيمة على الذين لا يمتثلون لها، فالموضوع يتعلق بالحياة أو الموت، ولا بد من الحزم والشدة الفائقة لحماية البشر والحفاظ على أرواحهم لأن معظم الناس في مرحلة النكران واتباع ما يعزز ذلك ويزيدهم شعوراً بالأمان بعيداً عن إجراءات تقييد نشاطاتهم وتعطيل أعمالهم.
فهل سنكون بمستوى الحرب الوبائية العاصفة في الأرض؟!!
واقرأ أيضاً:
الوقاية خيرٌ من العلاج يا كورونا / الوباء والبلاء / وجهة نظر في زمن الكورونا / شدّة كورونا ستزول