يعتبر الأطفال هم الحلقة الأضعف في المجتمع أثناء الجوائح أو الكوارث، لذلك تتخذ إجراءات احترازية لحمايتهم وقت الكوارث خاصة وأنهم لا يملكون القدرة لحماية أنفسهم، ولا يقدرون أصلا وجود المخاطر. وإجراءات الرعاية تتدرج حسب الظروف التي يعيشها الطفل ولذلك سوف نأخذها بالتدريج تصاعديا :
• توعية الطفل حسب سنه بوجود مرض معدي، مع مراعاة أن الطفل إدراكه حسي بمعنى أنه لا يستوعب أن هناك خطرا من كائن صغير جدا لا يراه، ولهذا يجب تقريب الفكرة إلى عقله كأن نمثل الفيروس بأي حشرة صغيرة يستطيع رؤيتها أو يعرفها كالنملة مثلا ونقول له أن هذا الكائن إذا دخل الجسم عن طريق الأنف أو الفم يسبب لنا ألما في الحلق وعطس وكحة وسخونة وأننا لا نستطيع التنفس، ونعلمه كيف يتفادى القرب منا ومن الأشخاص الغرباء، ويتفادى اللمس ونمتنع عن احتضانهم أو تقبيلهم، ونجعل لهم أدوات منفصلة كالملاعق، والأطباق، والأكواب، والفوط، وغيرها، ونمنعهم من الخروج أو التعرض لأي مصادر محتملة للعدوى.
• العناية بالطفل في وقت العزل الاجتماعي، حيث أصبح لا يذهب للمدرسة أو النادي أو أماكن الترفيه التي اعتاد عليها ويشعر بالملل أو الضيق أو الوحشة، وربما تكثر مشاكله مع إخوته ووالديه في صورة عنف أو مكايدة أو تنمر أو عناد، وهذا يستدعي أن يكون للطفل برنامج يومي يقترب كثيرا من برنامجه قبل توقف الدراسة، بمعنى أن ينام في نفس المواعيد ويستيقظ أيضا في مواعيده المعتادة أيام الدراسة، وأن يكون له نشاط دراسي منزلي يتناوب مع أوقات للعب والترفيه، وأن تتفنن كل أسرة في ملء فراغات اليوم بأنشطة مشتركة يشعر معها الطفل أنه مشغول في أنشطة محببة إليه كالرسم والتلوين والموسيقى والرياضة والصلاة في جماعة مع بقية أفراد الأسرة، وإذا كان في البيت حديقة يخرج إليها ويتنزه فيها، وإن لم يكن يصعد مع الأسرة إلى سطح المنزل، وإن لم يكن السطح مناسبا أو متاحا، يجلس الطفل مع بعض أفراد الأسرة في البلكونة، وربما يتبادل الحديث مع أطفال الجيران، المهم أن نعرض الطفل كلما أمكن لمكان مفتوح ويا حبذا لو كان يستطيع اللعب فيه.
• نحرص على أن يعيش الأطفال في كنف أسري يتواجد فيه الأب والأم والأخوات، وأن يشعروا بالأمان في وجودهم معهم، وإن غاب أحدهم أو فقد فيمكن تعويض ذلك بالجد أو الجدة أو أحد الأقارب المقربين الذين يألفهم الطفل من قبل. وإذا كانت هناك مشكلات أو صراعات بين الوالدين فعليهما التعامل بحكمة في هذه الظروف، وإن لم يتمكنا من حل خلافاتهما فعلى الأقل يؤجلانها إلى ما بعد مرور الأزمة، ولا يتصارعان أمام أعين أطفالهما فيشعرونهم بالخوف أو القلق أو الغضب.
• يحتفظ الوالدان بالهدوء، ولا تبدو عليهما علامات الهلع، ويشرحان للأطفال أن هذا المرض نحاول تفاديه كما ذكرنا، لكن لو حدث أن أصيب أحدنا به، فإننا يمكن أن نشفى منه مع اتخاذ بعض الإجراءات كالعزل وتقوية جهاز المناعة، والبعد عن الأصحاء من الأسرة حتى لا نعديهم، وفي أحيان قليلة جدا نحتاج للذهاب للمستشفى لبعض الوقت.
• نحافظ على روتين يومي ثابت مع بعض المرونة في تطبيقه، وندعو الأطفال 10 سنوات أو أكثر للمشاركة في وضع البرنامج اليومي للأسرة بحيث تتنوع النشاطات (دراسية، ترفيهية، رياضية، دينية، ثقافية، فنية، اجتماعية، .... إلخ)، فالطفل في هذه الظروف يشعر بأن الحياة مازالت شبه عادية.
• نسمح للأطفال والمراهقين للتعبير عن مشاعرهم تجاه الظروف الحالية، ونطمئنهم بأن مشاعرهم مقبولة ومنطقية، ثم نساعدهم على تحمل هذه المشاعر واحتوائها، ونقدم لهم بعض المساعدات التي تمكنهم من ذلك.
• ناقش مع أطفالك بعض المعلومات المغلوطة أو المشوهة حول وباء ومرض كورونا، حيث توجد شائعات كثيرة على وسائل التواصل الاجتماعي وقد تثير الرعب في نفوسهم.
• إذا وجدت طفلك غارقا في المخاوف ومشغولا بأخبار الجائحة، فيمكنك تشتيت انتباهه بعيدا عن هذا الموضوع باجتذابه لنشاطات أسرية جماعية، كممارسة لعبة معينة، أو الاشتراك في إعداد وجبة إفطار أو عشاء، أو التكليف بعمل ما يشغل جزءًا من وقته.
• نلاحظ سلوكنا كأبوين أمام أطفالنا فنحن نشكل مفاتيح لأفكارهم ومشاعرهم وسلوكياتهم، فإذا احتفظنا بهدوئنا وتوازننا أمامهم فإن هذا يساعدهم على الاحتفاظ بتوازنهم.
• في حالة إصابة الطفل بالمرض فيستحسن أن لا يعزل وحده خاصة إذا كان صغير السن ولا يستطيع أن يعتني بنفسه، وهذا يستدعي وجود الأم أو من ينوب عنها معه على أن تؤخذ كل الإجراءات الوقائية لحمايتها من نقل العدوى.
• وأخيرا في حالة مرض الأم أو الأب أو كليهما، فيجب توفير رعاة للطفل
واقرأ أيضًا:
خوفك وهلعك يزيد من خطورة إصابتك بالكورونا / عزيزي الطبيب .. شكرا واعتذارا