الاقتراب السلبي من اللغة العربية يساهم بتعزيزه الكثيرون من أعدائها السّاعين لإجهاض قيمتها ودورها وما تكنزه من قدرات حضارية وإبداعية أصيلة. ومن الموضوعية أن يَشك الناطقون بلغة الضاد بما يدور من أخطاء مقصودة وتعبيرات خطلاء في وسائل التواصل الاجتماعي للنيل من العربية.
ويمكن القول بثقة أن الذين يكتبون هم ليسوا من العرب، فالعبارات المكتوبة تنُمُّ عن كاتبها وتفضحه ولا يمكنها أن تتوافق وأبسط بديهيات ومعايير العربية التي يتعلمها العربي من والديه. وذات مرة وصلتي رسالة من صديق قد تسنم منصباً رفيعاً، وتعجّبت من صياغتها فاحترت في الأمر وسألته عمّن كتبها لأنني أعرفه حق المعرفة، فتردد في الجواب وعلمت بأن الذي كتبها ليس من أهل البلاد.
ولهذا لابد من الحيطة والحذر مما يُنسب إلى العرب بلغتهم، فالعديد من المُناوئين للغة الضاد يتقصدون بالكتابة باضطراب وخطل ليوهموا العرب بأن لغتهم العربية قد انحطت وتدهورت وأنها لا تصلح للعصر. وما يجب عمله هو التصدي لهؤلاء وتصويب الأخطاء حتى تكون فرصة للتثقيف والتعليم بدلا من الاستهداف والتدمير، وعليه فالمطلوب من الغيارى على لغة الضاد الوقوف بالمرصاد للمحاولات الساعية للحط منها ونشر ما يتنافى مع قواعدها ونحوها وأصولها التعبيرية الجميلة.
والأمة فيها جند أُباة يكدحون ويكدُّون في الذود عن حياض أم اللغات العربية الساطعة، وبجهادهم الحضاري العقلي المعرفي ينتصرون على أعداء العربية المعطاء. وهكذا فإن العربية بصحة وعافية وقوة وقدرة على المنازلة والمطاولة والتعبير عمّا تجيد به العقول البشرية في أي مكان وزمان، وأنها متجددة بأبنائها الأشاوس، وساطعة بإبداعاتهم وابتكاراتهم المتوافدة إلى نهر الحياة الدفاق.
تحية للغة الضاد العليا، وتثميناً لجهود أبنائها الطالعين بها إلى مجد العصور وآفاق النماء والرقاء..
26\2\2020
واقرأ أيضاً:
الكورونا والوسوسة المأمونة / ادخلوا مساكنكم / العلم والعمل / عندما تقتلني يداي!!