"ومَن هابَ أسبابَ المنايا ينلنهُ
وإنْ يرقَ أسبابَ السماءِ بسلّم"
البشر ينزوي في البيوت أو داخل مغارات الحياة ظناً منه أن الموت لن يأتيه، ولكن إذا حانت منيته مَن سيقيه؟
كورونا يتجول في أروقة الدنيا ومَن له موعد معه لا بد له من الوفاء بوعده وقطف روحه، فهو عزرائيل الذي يطوف وقد حلّ موسم الحصاد، وأينعت الرؤوس وحان قطافها.
كورونا لن يأخذ مَن لم يحن أوانه!! فالموت له أسبابه والحياة لها أسبابها ولكل منهما دواعي حضور الأسباب، وابتداء المسير نحو الغياب. فلماذا الخوف من كورونا السريع الانتشار والقاتل الفتاك؟
قد يقول البعض أنه الاحتراز الذي يعني تأجيل الموت إلى موعد آخر أو ما نسميه بإطالة العمر، وقد "تعددت الأسباب والموت واحد".
فالحقيقة ساطعة، أن لا نجاة من الموت إلا بالموت!! وجوهر موضوع الحياة أن الموت يدُب في الأحياء حال ابتداء رحلتها فوق التراب.
فما أن يولد المخلوق فأن الموت معه مولود، وكل خطوة في الحياة تُقرّب إلى الموت. فالحياة عبارة عن عدّ تنازلي للوصول إلى هاوية الموت.
و"دقات قلب المرء قائلة له .... أن الحياة دقائقٌ وثواني".
فالعمر يفنى، والحياة رحلة مهما توهمنا طولها فهي قصيرة، كومضة لا غير.
فهل أن الكورونا أعادنا إلى وعي ما لم نعيه قبله؟
وهل أن الموت واعظ مقيم أم زائر لئيم؟!!
واقرأ أيضاً:
السلوك الأصولي / كورونا ورأيتُ المنايا!! / الحرب العالمية المزمنة!!