نسمع كثيراً عن البترودولار، أي أن قيمة الدولار مرتبطة بحصر بيع النفط بالدولار، وبهذا يستمد قوته وقيمته وهيمنته على العملات النقدية، فالدولار عملة غير معادلة بذهب كما كانت في السابق، وإنما بشراء النفظ به، ولهذا فإن أي دولة نفطية قبل كورونا إذا باعت النفط بعملة أخرى فإنها ستلقى مصيراً خطيراً.
وبعد هبوط أسعار النفط إلى ما هي عليه الآن، هل ستنحصر قيمة الدولار بمبيعات النفط؟ أمْ لابد من سلوك آخر للحفاظ على قيمته؟
فالعالم في صراع عنيف وخفي بسبب العملات النقدية للبلدان الصناعية التي تريد لعملاتها أن تكتسب القيمة المطلقة وتكون السائدة في التبادلات التجارية العالمية.
فقيمة أية عملة تعني قوة دولتها الاقتصادية وقدرتها على التفاعل المقتدر مع الدول الأخرى، ويبدو أن العالم على مفترق طرق ربما ستنحسر فيه قيمة الدولار وتبزغ قيمة جديدة لعملات أخرى، وهذا تفاعل خطير قد يتسبب بتداعيات كبيرة وربما سينجم عنه صدامات قاسية ما بين القوى التي تسعى لسيادة عملاتها.
فوباء كورونا وضع الدنيا على شفا انهيارات لا تخطر على بال، وسيأتي في مقدمتها تهاوي عملات مهيمنة وصعود عملات غيرها لتحتل مكانها وتهزمها وتفقدها دورها الذي كانت تتميز به.
وفي هذا المعترك الخفي المتصاخب نبقى نترقب ونتحسب ولا ندري إلى أين ستمضي الأحداث وعلى أية سكة ستسير، لكن إرادة الدوران هي الحَكم الذي يقرر وفقاً لمصلحة البقاء والديمومة الأرضية الكفيلة بالحفاظ على كيانها في مجموعتها الشمسية التي أخذت تخشى من الاضطراب والاضطرام.
فالمتضرر الأكبر من هجمة كورونا ربما هو الدولار الذي سَيُصاب بإخفاقات تمنعه من تنفس هواء الحياة التي كان معتاداً عليها، وقد تأكله العملات الأخرى كما تأكل المضادات الحيوية البكتيريا في أوعية الاختبار في المختبرات.
فهل ستجنح البشرية للتوازن أم أنها ستتهاوى في حفر التصارعات الحامية؟!
وهلْ أنّ الدولار مَكين؟!!
واقرأ أيضاً:
العقل بين التحريك والتبريك!! / العقل الفاعل والعاطل!! / قتلُ الأعلام من الإظلام!!