وباء الكورونا كشف وهنَ أسواق النفط وأن مصيره إلى الكساد والإهمال لتوفر موارد للطاقة أكفأ منه وأكثر سلامة للبيئة لأن الأرض لا يمكنها أن تتواصل كحاضنة للحياة إذا استمر النفط يحترق فوقها. فحالما أُعلن الحجر الصحي في معظم دول الدنيا وقلّت حركة السيارات إلى أكثر من سبعين بالمئة مما كانت عليه، حتى انهارت أسعار النفط بسرعة فائقة وما عادت ذات ربحية نافعة، فما يربحه برميل النفط ربما أقل من كلفة إنتاجه.
أي لو افترضنا أن كلفة إنتاج البرميل الواحد سبعة دولارات وسعر بيعه اثنا عشر دولار فهذا يعني أن الربح خمسة دولارات، وبهذا يكون النفط قد أزرى بأهله الذين ما اغتنموا عصره الذهبي بل بددوا عائداته بالحروب وبتشكيل الفرق والجماعات المسلحة الداعية لتدمير البلاد والعباد في أي مكان.
وهذه الحالة إنذار صريح ودامغ على أن النفط في طريقه إلى الخروج من كونه أهم مصدر للطاقة، فنسبة عدد السيارات التي تعمل على الكهرباء والطاقة الشمسية في ازدياد مضطرد مما يعني أن النسبة العظمى منها ستكون كذلك بعد عقد أو عقدين وعندها سيعلن عن موت النفط ودفنه في دياره التي استهترت بمواردها.
نعم إن النفط سيموت حتماً، وفي موته نعمة لأهله لأن الحروب ستتوقف وكذلك الصراعات وستفقد المنطقة قيمتها كأسواق للسلاح والعتاد، وسيفكر الناس بالإنتاج بدلاً من الاستهلاك، وستتنامى الصناعات والمنتوجات الوطنية، وستتطور الزراعة، وستُعمر البلاد بجهود أبنائها الذين يتطلعون إلى حياة آمنة مستقرة متحررة من قبضة النفط.
كما أن العديد من الكيانات والقوى ستنهار لأنها بنيت على النفط، وبفقدان النفط لقيمته تذهب المصلحة في إدامة تلك الكيانات وتأهيلها للعدوان.
فشكراً لوباء كورونا الذي أجهز بالضربة القاضية على النفط وما يتصل به من أهداف ومشاريع تدميرية ذات عدوانية سافرة.
فقل مات النفط وعاشت الشعوب التي قهرها وأجار عليها جوراً عظيماً!!
واقرأ أيضاً:
العقل الفاعل والعاطل!! / قتلُ الأعلام من الإظلام!! / الكورونا دولار!!