لو افترضنا أن وباء الكورونا معجزة كونية أو إرادة أرضية أو سميها ما شئت كما ترى وتؤمن، لكن فحواها أن هناك قِوى خفية غير مرئية قادرة على إبادة الخلق مهما تكاثر وتكبّر وتغطرس وتنال منه بسرعة خاطفة وبالجملة والمفرد.
وباء باغت الدنيا في ذروة تألقها ونشاطها الدائب الفوّار فأبركها وأقعد الناس في بيوتهم وأجبرهم على التباعد واتخاذ أصعب الإجراءات الوقائية لحماية أنفسهم من شره المستطير.
ومضى يصيب الملايين ويحصد أرواح مئات الآلاف، ومراكز البحوث والعلوم في سباق للتوصل إلى علاج أو لقاح مأمول.
ومع شدة الواقعة وتأججها واكتساحها للأرض، السلوك البشري يمضي على سكة النفوس الأمّارة بالسوء، ويستغل الحالة لتمرير الشرور والمخططات العدوانية الحُبلى بالثبور.
فترى بعض المسلمين يؤوّلون ويفتون بقتل المسلمين وشن العدوان على بعضهم في شهر رمضان الكريم، والأطماع في المناصب والامتيازات على أشدها وكأن الوباء فرصة للاستحواذ على أكبر الغنائم.
وفي مجتمعات تدّعي الأحزاب فيها أنها تمثل الإسلام يتحقق أفظع مصاردة لحقوق الإنسان وتعزيز مناهج الفساد والإفساد والعمل بموجب التكفير والتدمير والانقضاض على الحياة وفقا لإرادات ألف شيطان رجيم تعمَّمَ وتلحى وصار يبدو كأنه من المسلمين.
وخلاصة التفاعلات الجارية: إن لم يكن الوباء واعظاً ومؤثراً في تهذيب السلوك وتغيير الرؤى والتصورات فإن النواميس بقوانينها وآلياتها البقائية ستتخذ إجراءات لحماية الكيان الكوني، وسترسلها صيحة ما بعدها يقظة!!
ترى أليست الكورونا هي النذير المبين؟!!
وبعد الكورونا عن أي دين سوف تتحدثون؟
"...واتقوا الله إن الله شديد العقاب"
واقرأ أيضاً:
الكورونا دولار!! / كورونا والنفط!! / تخافت التهافت!!