العالم يتدحرج على سفوح الويلات والتداعيات التي أوجدها مخلوق لا يُرى بالعين المجردة، ويسعى إلى مزيد من الاغتيالات والإبادات البشرية مما دفع بالناس إلى الدخول في مساكنها والتحوط من بعضها لأن غول الإصابة بالفايروس ذو عواقب وخيمة وخسائر عظيمة.
البطالة تتزايد، وأسعار النفط تنحدر إلى قيعان ما بعد التصور والخيال، والخوف يتملك الدنيا ويعصف بأرجائها ويريد التوطن في قلوب مخلوقاتها. والأعاصير تتدافع نحو المدن والقرى وتقتلع ما شيّده البشر وأوجده من مظاهر مدنية، وفي أوربا الطيور تترنح من ضربات فيروسية مجهولة، وبعضهم أخذ يتحدث عن إصابات القطط بالفايروس اللعين، وبعد ذلك سيأتي من يحذرنا من الكلاب التي ربما ستصاب به، بل إن جميع المخلوقات الأخرى ستكون بؤراً لهذا المهاجم اللعين الفتاك.
عالم تحت سيطرة مخلوقات لا مرئية تتحكم بمصيره وتجبر خلقه على التفاعل وفقاً لما تريد، وهي فاعلة مهيمنة على الوجود الأرضي، وتعصف بأرجاء الحياة، ولا قدرة للبشر على المواجهة المقتدرة، وإنما هي احترازات ومحاولات لتحجيم الانتشار وكسب الوقت لتقليل عدد الوفيات.
فأين القِوى الكبرى؟
أين القدرات العسكرية؟
أين ادّعاءات القوة والطاغوت؟
إنها تضمحل وتغيب في الزمن الفايروسي العنيد المخيّم على المكان والزمان والساعي للبقاء والديمومة القصوى حتى يحقق أهدافه ويلعب بحرية في ميادين وجوده السوداء. فالفايروس يعبث بالحياة كما يشاء، وكأنه يعبّر عن إرادة الأرض ومنطلقات سعيها للحفاظ على سلامتها الدورانية وبيئتها الاحتضانية الكفيلة بصناعة الحياة.
وهكذا فعالم الفايروسات المستفحلة بلا قيود، والبشر صار محكوماً بالقيود!!
فهل سيتعلم البشر؟!!
واقرأ أيضاً:
مجلس الأمن وأمة المحن!! / الدول المتقدمة والموت!! / الحجاج وما أهاج!!