تتعرى البشرية وتكشف عن عوراتها في زمن الأوبئة والحروب, ولا يمكنها أن تتستر على ما عندها من الطِباع التي كانت تُقنّعها بما يُحْجِبُ رؤيتها.
ماذا يحصل؟!
فايروس لا يُرى بالعين المجردة يزعزع أركان الثوابت السلوكية التي سادت بين البشر وأدّت إلى تنامي عدد أصحاب البلايين بسرعة قياسية, وتزايد عدد الفقراء والمعدمين بوتيرة أسرع.
عشرات الملايين تقاسي من الجوع والحرمان والقهر والامتهان, وقلة في ذروة التمتع بالحياة وطيب الطعام, حتى انتفخت الأبدان وفاقت في حجمها قدرات السعي فوق التراب.
بشر متخوم وبشر محروم!!
العالم يتعرى, وتتأكد أقواله المنافقة المضللة المخادعة التي تريد أن تعمي أبصار الآخرين لكي تستحوذ على وجودهم, وتصادر مصيرهم.
تعرّت أقوال ذوي السلطان ورافعي رايات الأديان الذين يتاجرون بالقيم والمعايير الإنسانية, ويحسبونها شعارات ولافتات يعلّقونها أمام أنظار الآخرين, ويريدون منهم العمل بها وهم من أشد الناكرين لها.
افعلوا ما نقوله لكم ولا تفعلوا ما نفعل!!
العالم العاري كشف عن موت الضمير, وفقدان الحياء, وكراهية البشر للبشر الذي كشّر عن عنصريته وعرقيته وطائفيته ودعواته المقيتة للدمار والخراب وسفك الدماء.
العالم يتعرى, والمخلوقات تحدق بحَيْرة واندهاش، وتتساءل عن العامل الذي جعل العالم يخلع ملابسه, ويتحرر من ثيابه المبهرجة المرصعة بالويلات والتداعيات والآثام والخطايا الصادعات.
عالم بلا حياء!!
عالم بلا ضمير!!
وصاخة كورونا زعزعت أركان الوجود البشري, ووضعته أمام مصيره الترابي, وأعلمته بأن الجميع سواء!!
فهل سنرعوي؟ أم سيتولى النسيان حكاية الإنسان مع الإنسان؟!!
واقرأ أيضاً:
التقديس والتدليس!! / الوعائية!! / الانعقارية!!