ربما تكون صفة الأنانية هي من أكثر الصفات التي تلتصق بالرجال عموما وبالأزواج على وجه الخصوص، وخاصة في المجتمعات الشرقية التي تجعل الرجل مخلوقا من الدرجة الأولى له كل الحقوق، والمرأة مخلوقا من الدرجة الثانية عليها أغلب الواجبات. والحياة الزوجية السوية تقوم على المشاركة والمواجدة والعدل والسكن والمودة والرحمة، والأنانية كصفة وكسلوك تلغي كل هذه القواعد السوية للحياة الزوجية ولذلك تهدد استمرارتلك الحياة.
السمات العامة للزوج الأناني :
من المهم أن تعرف الزوجة كيف تكتشف أنانية زوجها لكي تتعامل معها بشكل مناسب، أو تتجنب الزواج منه إذا اكتشفتها في مرحلة الخطبة، ونذكر منها :
1 – متمحور حول ذاته: فهو يعتقد أنه مركز الكون، وأنه محور الاهتمام، وأن رغباته واحتياجاته ومصالحه مقدمة على كل شيء، وعلى الجميع الانصياع له وتحقيق رغباته.
2 – لا يعترف بالخطأ ولا يعتذر : فآراؤه كلها صواب، وعلى الجميع أن يحترموها ويأخذوا بها.
3 – لا يقبل الرأي الآخر.
4 – يهمل زوجته.
5 – يهمل أولاده.
6 – كثير اللوم والانتقاد للآخرين والتقليل من شأنهم والسخرية منهم.
7 – يغضب وينفعل بسرعة وبشدة إذا لم تحقق الزوجة احتياجاته ورغباته.
8 – لا يشعر بوجود زوجته أو أولاده.
9 – تظهر أنانيته واضحة في المشاعر فهو يتطلب الحب والحنان والاهتمام من زوجته وفي المقابل لا يعطيها شيء أو يعطيها أقل القليل.
10 – لا يهتم في العلاقة الحميمة إلا باحتياجاته هو من حيث توقيتها وتكرارها وأوضاعها بصرف النظر عن استعداد الزوجة واحتياجاتها.
أنماط الزوج الأناني :
على الرغم من السمات العامة السابق ذكرها، إلا أن ثمة أنماط مختلفة للزوج الأناني يتوجب معرفتها لأنها تحدد استراتيجية التعامل مع كل نمط، وهي كالتالي :
1 – الأناني النرجسي (الطاووس المعجباني): وهو الشخص الذي يشعر بالتفرد والتميز ويتمحور حول ذاته، ولا يحب إلا نفسه، ولا يرى أحدًا حوله يستحق الاهتمام والتقدير، ويستغل كل من حوله لتحقيق تفرده وتميزه، ويبدو شديد الاهتمام بمظهره وصورته.
2 – الأناني الناجح الطموح: والذي يشغله نجاحه وطموحه وإنجازاته عن أي شيء حوله فلا يرى إلا ما يحقق له التميز والتفوق، خاصة إذا كان موهوبا أو عبقريا، فهو يشعر بالثناء والتقدير العالي لتفرده وتميزه في شيء ما، ولهذا يتعلق بكل كيانه بمواصلة نجاحه وتحقيق أحلامه، وينسى أن له زوجة لها حقوق وتحتاج منه الاهتمام، ويريد أن يدور كل من حوله في فلكه، وأن يساهموا في جعله يصل إلى أعلى المراتب ويكتفوا بالفخر بالانتساب إليه والتصفيق له كلما حقق نجاحا.
3 – الأناني المدلل : وهو قد يكون الولد الوحيد أو الولد الأخير، وتعود أن تكون أمه وأخواته البنات في خدمته، وأن كل احتياجاته مقدمة على احتياجات الجميع.
4 – الأناني المجتمعي : وهو الشخص الذي نشأ في مجتمع ذكوري يعلي من قيمة الرجل ويرفعه لمنازل القداسة، ويجعل المرأة مجرد خادم له ووسيلة لإشباع رغباته.
5 – الأناني المستبد : الذي لا يسمح لأحد بالتعبير عن نفسه أو عن احتياجاته، فالرأي رأيه، وعلى الجميع السمع والطاعة وتنفيذ التعليمات والأوامر.
6 – الأناني البخيل : الذي يضن عل من حوله بأي عطاء مادي أو معنوي لأنه يكره العطاء ولا يعرف إلا الأخذ والاستحوذ.
7 – الأناني السادي: وهو يستمتع بآلام ضحاياه (الزوجة والأولاد) وهو يستعلي عليهم ويتحكم فيهم ويسخرهم لتحقيق ما يريده هو.
8 – الأناني السيكوباتي : الذي يبحث دائما عن تحقيق رغباته وملذاته واحتياجاته على حساب أي شخص، وينتهك حقوق الآخرين ويستنزفهم لصالح كل ذلك، ولديه بلادة وجدانية تجعله لا يشعر باحتياجات الأخرين أو معاناتهم.
9 – الأناني الجاهل : الذي لم يتعلم في نشأته معنى المشاركة والعطاء.
كيف تتعامل المخطوبة أو الزوجة مع الرجل الأناني:
1 – إذا اكتشفت أنانيته في فترة التعارف أو الخطبة فمن الأفضل الابتعاد عنه حيث أن الحياة معه ستكون صعبة ومزعجة خاصة إذا كان من النوع النرجسي أو السادي أو البخيل أو السيكوباتي.
2 – معرفة سبب ونمط أنانيته، فهذا يجعل الزوجة تتفهم لماذا هو أناني وربما يكون لها دور في مساعدته على التخلص من بعض أنانيته إذا تعرفت على جذورها في نشأته.
3 – معرفة أن الأنانية لا تعني بالضرورة انتفاء الحب، وإن كان الأناني مشغولا بحب نفسه أكثر من الآخرين، ولكنه قد يحب زوجته كمصدر لتحقيق احتياجاته، ويحب أولاده كمصدر لسعادته وشعوره بالدفء العائلي والعزوة والتفاخر.
4 – عدم تضخيم ذاته بالمدح والثناء المبالغ فيه، بل الأفضل تبصيره ببعض أخطائه وبانشغاله المبالغ فيه بنفسه، ولكن بطريقة ودودة تجعله يتقبل ذلك.
5 – مصارحته بأن سلوكه الأناني يسبب لها مشكلة ولأبنائهما ايضا، مع إبداء تفهمها لظروفه واحتياجاته ومساعدته للحصول عليها دون المبالغة في السلوك الأناني.
6 – إشعاره بالأمان، فالشخص يزداد أنانية كلما نقص احتياجه بالأمان أو هدده شيء.
7 – أن تكون الزوجة في سلوكها معه وسلوكها مع أبنائها نموذجا جيدا للعطاء والإيثار والمشاركة.
8 – أن تتجنب الزوجة فعل كل شيء بالنيابة عنه وتحمل كل مسؤوليات الأسرة والمبالغة في تلبية كل احتياجاته، لأن ذلك قد يرسخ لديه الشعور بأن النموذج الطبيعي للأسرة هو أنه شخص مدلل له كل الحقوق وأن الزوجة كائن مخلوق لتحقيق رغباته. وهذا السلوك الأناني قد يكون من صنع الزوجة نفسها، ومع ذلك تشكو منه بعد فوات الأوان.
9 – أطلبي منه المساعدة في تحقيق بعض مطالبك ومطالب أبنائك، وأثني عليه وأشعريه بالأهمية كلما كان إيجابيا في ذلك.
10 – شاركيه هواياته واهتماماته قدر الإمكان حتى يكون بينكما شيء مشترك تمارسانه معا.
11 – تجاهلي بعض أنانيته خاصة إذا كانت مرتبطة بنمط تربيته أو بمعايير مجتمعه، وحاولي – دون انتقاد – مساعدته على رؤية احتياجات ورغبات الآخرين، وقدمي له القدوة في ذلك من نفسك دون تفاخر أو تعالي.
12 – إذا فشلت في كل ما سبق وأصبحت حياتك صعبة أو مستحيلة مع هذا الزوج الأناني، اقترحي عليه الذهاب لأحد المتخصصين في العلاج أو الإرشاد الزواجي، وإذا رفض أو فشلت عملية علاجه، عندئذ راجعي حساباتك فيما يخص الاستمرار في هذه العلاقة الزوجية أم لا بناءا على ظروفك وظروف أبنائك.
13 – وفي كل الأحوال لا تسمحي للزوج الأناني باستنزافك لحساب أنانيته، بل اهتمي بنفسك واعتني بها واستمتعي بما وهبك الله إياه، ونمي ملكاتك وقدراتك، واعتني بنجاحك ونجاح أبنائك، واحرصي على علاقة متميزة بالله، وأن تكون لديك روحانيات تحميك من الانهيار، وأن تكون لك دوائر سعيدة في حياتك من الأقارب والصديقات والهوايات والاهتمامات.
واقرأ أيضًا:
الخوف وتأثيره في سلوك الناس / القلب والمخ (حقائق وأسرار جديدة) / الحج وإعادة برمجة النفس