هل فعلا العشق مرتبة عُليا من الحبّ! بمعنى أنّ العشق من طينة الحب لكن بدرجة أعلى... لا أعتقد فقد نعشق دون أن نُحبّ في نظري
كأنّ العشق فَورَان وتعلّقٌ بتفاصيل نعشَقُها دون أن نُحب سياقاتها (سواء كان صاحبها إنسانا أو حَدَثا)
في حين الحُب خيار وإرادة قد تتصادَمُ أحيانا مع ما نعشَق منفصلا، أما عندما نُحبّ فإننا نحب بالمُجمل، يستدعي منّا ذلك الحبّ معانَقة السياقات والتقلبات والمفاجآت مما نُحبّه أو نكرَهه!
العشقُ يفرّ بصاحبه نحو الشغف passion وتجنّب الإحباط والكبح ويقدّم مشاعر لا تستدعي معها أي التزام وجُهد، فهو يمتدّ من نزوات طفولية ليُولّد مثلَها لاحقا بعدَ أي صِدام أو إحباط...
في حين أنّ الحُبّ شعور ممُتدّ في الزمن، هو أقرَب للطمأنينة sérénité منه إلى الشغف. ينضُج بتهذيبه وتقليم ما يضرّ به من أنانية واندفاع... فهو مجهود مُتعب قد يُنسينا الطابع العاطفي لعلاقتنا، بل يكادُ يشكّكنا في مدى حبّنا... لكنّه في الأخير يرمّمها ويجعلها أمتَن.
رسمُه المبياني منخفض إلى صعود عكس العشق الذي يبدأ شديدا فما يلبَثُ أن ينحدر.
لذا لا أرى العشق كحبّ بلَغ درجات شديدة، فهما مختلفان في الدرجة والطبيعة معا.
واقرأ أيضاً:
ردود الأفعال حول أحداث فرنسا / حجة الأسباب النفسية للإلحاد !