المغرضون أعداء اللغة العربية والعروبة والتأريخ والدين، يطرحون أسئلة ومفاهيم عدوانية يلصقونها بالعرب، ومنها لماذا تأخر الناطقون بالعربية؟
وهذا سؤال لا قيمة له ولا رصيد دلالي وبرهاني، فأية لغة لا علاقة لها بالتقدم والتأخر، الذي يصنع التقدم هو التفكير العلمي بمناهجه ومهاراته، وما يؤدي إلى التأخر هو إنكار العلم وضرورته لبناء الحياة الحرة الكريمة.
فأمتنا علتها الجوهرية أنها تنكر العلم أو ترفضه، فلا علاقة للغتها وتأريخها ودينها بالتقدم والتأخر.
فأمتنا من أقل الأمم رعاية للعلم والبحث العلمي، فميزانيات دولها لهذا الغرض ضئيلة جدا.
ومعظم ميزانياتها للحروب والتدمير والخراب، ومن المروع حقا أن العديد من الجامعات تشجع الدراسات والبحوث العبثية، ولا تجد فيها رسائل وبحوث ذات قيمة علمية أو تأثير في بناء العقل العلمي.
إن ما يجري في واقع الأمة هجمة شرسة على كيانها، ومحاولة للإجهاز على وجودها بأبعاده الحضارية كافة. فتارة يتحدثون عن الدين وأخرى عن التراث ومن ثم عن اللغة، ويبتعدون عن السبب الحقيقي لأنهم لا يريدون للأمة خيرا.
بل يحاولون طمس وجودها ومحق علاماتها الفارقة وهويتها، وإيهام الأجيال بأنها أمة مقعدة انتهى دورها وصلاحيتها للحياة، وعلى الأجيال أن تتبرأ منها، وتذوب في أمم الدنيا التي تريد افتراسها، وأن تعادي لغتها وتمحق معالمها وعلاماتها الإنسانية الأصيلة، لتسعد أعداءها، وتقضي على نفسها بطاقات أبنائها المغرر بهم والمفعول بهم وبعقولهم!!
ورحم الله إبراهيم اليازجي الذي قبل عدة عقود قال: "تنبهوا واستفيقوا أيها العرب......فقد طمى الخطب حتى غاصت الركب"!!
فهل سيتنبهوا وسيستفيقوا من غيّ العدوان الرجيم؟!!
واقرأ أيضاً:
الجدار!! / الغلو طبعنا!!