الراسخ في الوعي الجمعي أن العربية ليست بخير، وعلينا أن ندافع عنها، وتنتشر العديد من المقالات التي تشيعها، مثلما فعل (حافظ إبراهيم) بقصيدته (اللغة العربية تنعى حظها بين أهلها 1903)، فشيعته العربية وما شيعها.
فالتوجه العربي تجاه اللغة رثائي وأكثرهم يجيد الكتابة بمداد الدموع، وكأنه يسطر بكائيات، وهذا الاقتراب يتماشى مع المنطلقات اللازمة للانقضاض على أمة العرب.
وتلعب وسائل التواصل الاجتماعي دورها في ترسيخ المفاهيم السلبية تجاه اللغة، ومنها أن تنشر صور لكلمات عربية مغلوطة وتتخذها ذريعة أو دليل على أن العربية ليست بخير.
ومن الواضح أن الكراسي لها دورها في نشر الأخطال والأخطاء، لعدم التزامها بالنطق السليم والتعبير المنسجم مع الفكرة المراد طرحها.
والواقع يشير إلى أن العربية تواجه تحديات كغيرها من اللغات الأخرى المنتشرة في العالم، ويتطلب من أبنائها الجد والاجتهاد للانتصار عليها، والأخذ بها في مسيرة المعاصرة والمواكبة المتوثبة نحو مستقبل زاهر منيف.
فالذين يكتبون بالعربية اليوم أكثر من ذي قبل، وتحفزت مهارات الكتابة عند أبناء الأمة، فرسائلهم التواصلية تُكتب بها، كما أن أجهزة الحاسوب فيها برامج متنوعة بالعربية، وهذه المقالة مكتوبة وفقا لبرامج مايكروسوفت.
كما برع العديد من أبناء الأمة بتطويع البرامج الحاسوبية للعربية، فعلينا أن نرى الجانب الناصع الساطع، ونتجنت الكتابات السلبية عنها، فمحاسن لغة الضاد متنامية ومتطورة، وفيها من الطاقات والقدرات التعبيرية ما يتفوق على العديد من اللغات.
فلا تقل أن اللغة الصينية قادرة على التفاعل المعاصر والعربية قاصرة.
فالعيب في أبناء اللغة ولا عيب في أي لغة، مهما تضاءلت مفرداتها، وتخدجت قدراتها.
"لغة حباها الله حرفا خالدا...فتضوعت عبقا على الأكوان، وتلألأت بالضاد تشمخ عزة...وتسيل شهدا في فم الأزمان"
و"إن الذي ملأ اللغات محاسنا...جعل الجمال وسره في الضاد"
و"لغة الأجداد هذي...رفع الله لواها، فأعيدوا يا بنيها...نهضة تحي رجاها، لغة النور وحسبي...أن في العرب ضياها"
واقرأ أيضاً:
الديمقراطية العوجاء!! / الغاطسون في الماضي ميتون!!