أبناء أمة العرب يكتبون ضد لغتهم، فالمقالات السائدة تقترب بسلبية واضحة من لغة الضاد، وتتسبب بإيهام الأجيال بأنها لغة لا تصلح للعصر، وهي السبب في التأخر وعدم المعاصرة.
ولا توجد أمة فوق التراب تتكلم عن لغتها بالأساليب التي تحصل في مجتمعاتنا.
فهل وجدتم صينيا أو يابانيا أو إيرانيا أو تركيا أو روسيا أو أي أمة تنال من لغتها مثلما نفعل؟
في اليابان انزعج صديقي لأنني شكوت له عن صعوبة وجود مَن يتكلم الإنكليزية، وحسبها إهانة وقال لي: لا نحتاج تعلم لغة أخرى، فلغتنا تغنينا عن جميع اللغات!!
ومن عجائبنا أننا نتعلم لغات الوافدين إلينا، ولا نجبرهم على تعلم لغتنا لكي يعملوا ويعيشوا في دولنا، والدليل واضح في دول الخليج.
فتعلم اللغة العربية ليست من شروط العمل بالدول العربية!!
وسائل الاتصال تعج بالمنشورات المضادة للعربية، وأكثرها مغرضة وتحاول أن تقنع العرب بأن لغتهم بائدة، وأنهم لا يعرفون كيف يكتبون بها، ولا يستطيعون التعبير عن أفكارهم بواسطتها.
اللغة العربية ذات قواعد صعبة، والحقيقة أنها بلغت ذروة الإبداع اللغوي منذ أكثر من عشرة قرون، وهي دقيقة وشاملة وتوضح المعنى أكثر من أية لغة، ومفرداتها الأغنى والأجزل، وتستوعب أصوات اللغات البشرية الأخرى.
إنها لغة حية والعيب في أهلها وليس فيها، فعز اللغات من عز أقوامها، فإن ذلوا وهانوا تكون لغتهم كذلك والعكس صحيح.
العربية لغة كل شيء، ومن لا يرى ذلك لا يعرف شيئا، ومن ضحايا العدوان عليها.
لا توجد لغة لا تصلح لكل شيء مهما كان نوعها، اللغة تعبير رمزي عما يريد البوح به البشر، وعندما تتوفر له الرموز اللازمة للتواصل فأنه يطلقها وفيا لآليات البناء اللغوي الراسخة في الأدمغة، فجهاز التواصل اللغوي واحد في أدمغة البشر، وما يختلفون به هو مفردات رموزهم أو ما نسميه أبجديات التعبير وتأليف الكلمات والعبارات، وأبجديات العربية واضحة ودقيقة ومتوافقة مع جهاز النطق الفسيولوجي السليم.
فعلينا أن نعرف لغتنا ونعزها لنكون بها وتتباهى بنا!!
اقرأ أيضاً:
أمة بلا نوابغ!! / أمنا الشمس!!