القوة مبعث كل شيء، هي الحرية والكرامة والعزة والعدل والديمقراطية، ومعظم المُثل والقيم الإنسانية، وجميعها تفقد فحواها إذا غابت عنها القوة.
الدول الديمقراطية المعاصرة قوية، الدول الفاعلة في الدنيا قوية، وتهتم بحقوق الإنسان وتحافظ على أمنه وسلامته بالقوة، لا بالكلام الفارغ والادعاءات الهرائية.
ما نفع الحديث عن المبادئ والمُثل السامية في بلد ضعيف، ينخره الفساد وفقدان الأمان وتتسيد عليه المجاميع المسلحة.
ما قيمتها في مجتمع لا يستطيع إطعام نفسه، وصناعة ما يحتاجه؟
ما تأثيرها في مجتمع يحقق الخراب والدمار ولا يعرف الإعمار؟
القوة أساس كل ملك، وهيكل الحياة، وعندما لا تكون قويا عليك أن تخرس، وتكون عبدا أسيرا للأقوياء، وما أكثر المجتمعات المسلوبة الإرادة لأنها واهنة لا تجيد آليات امتلاك القوة وبناء الاقتدار.
إن الذي يتحدث عن الساميات عليه أن يمتلك القوة الكفيلة بالتعبير عنها، أما حديث المنابر والخطابات فجعجة بلا طحين، وأصوات براميل فارغة
فهل يستطيع المنادي أن يتدرع بالقوة ويتكلم بلسانها، لا بلسان الأوهام والخرافات والهذيانات الطالحة؟
إن القوة من الإيمان، ومَن لا قوة له لا إيمان له، مهما توهم وادّعى!!
"ومَن تكن الأسد الضواري جدوده...يكن ليله صبحا ومَطعمه غصبا"
واقرأ أيضاً:
رأس أمي!! / كيف ينتعش العلم في ديارنا!!