"تلك الموازين والرحمان أنزلها... ربّ البرية بين الناس مقياسا" هل وجدتم قوةً تدوم وضعيف لا يقوم؟ التأريخ يحدثنا بصراحة ووضوح ويختصره بهذا القول: "ما طار طير وارتفع... إلا كما طار وقع" أين قِوى الدنيا التي تجبرت وعتت؟ أين الإمبراطوريات والممالك والدول العاليات؟ لكل ظاهرة فوق التراب عمر يرهنها، ومدى يعتقلها، اقرأ المزيد
تأريخ الأمة لا يختلف كثيرا عن تأريخ الأمم الأخرى، بل ربما هو أفضل منها، فالتأريخ تعبير عن سلوك بشري ترابي الطباع يلبس تاج الباء، وهو القناع الذي تتخفى خلفه شروره. فالشر طبع بشري راسخ!! لا يوجد تأريخ مثالي، وملائكة بهيأة بشر، ولم تُنزع صفة البشرية عن الأنبياء وغيرهم من المصلحين والحكماء، فلماذا هذه التصورات الفائقة الخيال؟ اقرأ المزيد
لم أتردد يوما في صياغة فكرة تخطر على بالي، رُغم أنني لستُ من هؤلاء الذين يقعون في غرام أول أفكارهم، بل أبحث بمنهجية احترافية عما يثبت أفكاري، وإن وجدتُها لا أصل لها أو تبينتُ أنها غير سليمة تماما، تتولى محرقتي إنهاء الهُراء فوراً. مع ذلك لا تأخذوا كلامي هذا على محمل علمي، بل هو تجارب حياتية مررتُ بها مع مُدراء عمل مصابين باضطراب تشتت انتباه وفرط الحركة. بحكم عملي الحر، يأتيني أحدهم بمشروع تخصيب يورانيوم يريد إنجازه في ثلاثة أيام كحد أقصى أو أن حياته بالكامل سوف تنتهي اقرأ المزيد
شريعة الغاب الدولي تقضي بأن الذي يطالب بحقه عدواني الطباع والسلوك، ومَن يتنازل عنه مسالم ومتحضر وودود. تلك آلية سارية في التفاعلات الدولية، ولا يوجد ما يُسمى بالمصالحة، بل أنها مناطحة والمتردي فيها طيب المذاق على موائد الافتراس الحضاري السعيد. القوي لا يفاوض الضعيف بل يأمره، وعليه أن يذعن ويستسلم، وإلا انفتحت عليه أبواب الوعيد، فكيف يصح في الأفهام التفاعل المنصف بين القوي والضعيف؟ ما يجري في عالمنا المعاصر، اقرأ المزيد
السرّاطون مشتقة من سرط يسرط أي بلع يبلع. وفي حقيقة معناها أن تبلع الشيء من غير مضغه. وتستخدم في لغتنا العامية في بعض المدن، فيقولون "سرط الطعام" أو "أنه يسرط" وهو تعبير عن النهم وعدم التورع والهدوء في تناول الطعام، وفي كثير من الأحيان تعبر عن الجشع والمغالبة في الأكل، خصوصا في الولائم الكبيرة. وغالبا ما يصاب السراطون بعسر الهضم والتخمة، وبعضهم يختنق ويموت، وبعضهم يهرع إلى الماء لتسهيل انزلاق ما سرطه من الطعام وحشا به مريئه. اقرأ المزيد
ربما عقلنا الجمعي محكوم بأواصر كان، وآليات تفكيرنا تقضي بأن ما كان عليه أن يكون، مما أدى إلى تداعيات متواصلة في مسيرة حياتنا، لأن الزمان لا يُدرَك كحالة متحركة والمكان كمتغيرة. وفي ذلك تأكيد على نمطية الثبات والرسوخ والجمود، وإنكار دوران الأرض واختلاف الليل والنهار، فعندما نقرأ خارطة سلوكنا، يتضح حجم الأسر وثقل القيد المرهون بكان. اقرأ المزيد
العيب ليس في تأريخنا، وإنما في جهلنا له، فنحن أجيال أمة مقطوعة عن جوهر تأريخها وينابيع أنوارها، ونتوهم بأننا جذوع نخيل خاوية إجتثت من عروقها. وعلينا أن نعتذر من تأريخنا الذي أهملناها، وتراثنا الذي أهناه، فهل لنا أن نستفيق من غينا وأميتنا الحضارية الفاعلة فينا؟ اقرأ المزيد
أمتنا تعود لتسنم دورها الحضاري والإنساني، وهي في مسيرتها الساعية لبلوغ ذلك المرام، فما فيها يؤكد قدراتها وحاجة الدنيا للتعبير عن جزهر كينونتها وما عندها من أنوار روحية وقيمة وأخلاقية تحافظ على توازن الوجود الحي فوق التراب. وما تمر به الأمة مخاض عسير لولادات أصيلة ذات قيمة تعبيرية متميزة عن المكنونات الفياضة الفاعلة فيها والتي اقرأ المزيد
لاقتصاد العمود الفقري للحياة في كافة العصور، ومبعث الصراعات والتفاعلات بأنواعها بين الدول والشعوب. الاقتصاد قائد، وما دونه بائد، فالعقائد والتحزبات والدعوات الوهمية بأنواعها آليات إلهائية وتدميرية، ومحاولات لمنع البشر من التفكير الاقتصادي ودفعه إلى ميادين التلاحي والاصطراع، لكي تستثمر في ويلاته رموز النفوس الأمارة بالسوء والبغضاء. اقرأ المزيد
لإتفاقية كانت نعمة، لكننا حولناها إلى نقمة، ولو تفاعلنا معها كنعمة، لكنا في مقدمة الدول المعاصرة، وما أكثر الفرص التي صيرناها غصص، وما أكثر النعم التي غدت نقما في ديارنا. إنها الحقيقة المرة التي ربما سنستوعبها بعد أجيال وأجيال. فمعاهدة سايكس بيكو (1916) بين إنكلترا وفرنسا ومصادقة روسيا وإيطاليا، قسّمت وطن الأمة إلى دول وفقا للمصالح والتطلعات المستقبلية المتصورة، للحفاظ على اقرأ المزيد