عندما تنهال القنابل والصواريخ على رؤوس البشر ويدفنون في مساكنهم، لا ينفعهم أي إسناد نفسي أو معنوي، الذي ينفع هو الردع الناري، والرد بالمثل على ما يحصل من عدوان، ووفقا لشريعة العين بالعين والسن بالسن، أما غير ذلك فنوع من الهذيان.
تنتشر الكثير من الكتابات وهي أشبه بالتمنيات والطروحات المنقطعة عن الواقع، وأصحابها لا يعرفون معنى الحروب وما خاضوها يوما، ولا يمكنهم تصور الانفجارات وهمجية العدوان.
الأبرياء يدفنون في مساكنهم، والبعض يتحدث عن الإسناد النفسي والمعنوي، وكأنهم يريدون القول أن نؤهلهم لنيل المزيد من الوجيع والموت الأكيد.
الإسناد النفسي بحاجة لظروف مواتية، ولا يتحقق في قلب النيران المستعرة.
أيتها الأقلام المتوهمة بالإسناد النفسي، ما تحتاجه الحالة القائمة هو التفاعل بالمثل، فالقوة يجب أن تجابه بالقوة، وما يحصل يجب أن ينال مثيله مهما كان نوعه.
فلا أخلاقيات ولا توصيفات دونية للمساكين الذين يقتلون بالمفرد والجملة، تحت ذرائع تنادي بأن الإجرام الفظيع سلوك أخلاقي سامي قويم، لأنه يحارب حالة متردية مذمومة عنوانها الإرهاب، حتى صار إرهاب القوي عدلا ودفاع الضعيف ظلما، ولا بد للإرهاب العادل أن يمحق الدفاع الجائر.
وهذا ما يجري في واقع أمة تأكل نفسها بنفسها، وأعداؤها يتربصون بها ويتصيدون بالماء العكر، وأعلامها تطرح نظريات ومشاريع كلامية باهتة، وما تنجزه القول الفارغ، والتضرع والدعاء، والأسود تفترس، والليل يطول، والقوي يصول.
و"السيف أصدق أنباءً من الكتب..."!!
واقرأ أيضاً:
التواصل المفقود في أمة تذود!! / الديمقراطية الشمطاء!!