سؤال أغرب من الغريب، غير أنه يتطلب إجابة دقيقة واضحة، تبين معالم الطريق، وتحدد إشاراته الضوئية.
المهندس يدرس في كلية الهندسة ويحصل على شهادته الجامعية، التي تؤهله لممارسة مهنة الهندسة، وكذلك الطبيب والأكاديمي، وكافة الاختصاصات الأخرى.
وعندما نأتي إلى مسميات، كالروائي والقاص والشاعر والأديب والكاتب، لا توجد مقاييس تحددها، فكل مَن نشر مقالا سمي كاتبا، ومَن نشر قصة قاصا، ومَن كتب ما كتب سمي شاعرا، وقس على ذلك العديد من المسميات والألقاب السخية.
فهل كل مَن كتب على البحور الشعرية سمِّيَ شاعرا؟
وهل مَن نثر وتحرر صار شاعرا؟
مَن هو الشاعر؟
ليس كل مَن يكتب شعرا بشاعر!!
وليست كل مجموعة أبيات مهما كثرت بقصيدة!!
معظم أعلام الأمة عبر مسيرتها الحضارية كتبوا شعرا، ولم يطلق عليهم وصف شعراء، بل يُقال: "لهم شعر حَسن أو ضعيف"، مما يعني أن ليس كل مَن كتب الشعر بشاعر.
فهل أن الخليل بن أحمد الفراهيدي شاعر؟
والعديدون كتبوا، وما قيل أنهم كتّاب!!
يبدو أن من معوقات وجودنا وعواثر صيرورتنا عدم الدقة في التسميات وجهل المصطلحات، مما تسبب بميوعة وتشوش الإدراك والتفاعل الصالح لبناء الحياة.
وربما يعود هذا التيهان والإضطراب التوصيفي إلى ضعف النقد، وانتفاء التحرير، والمراجعات الرصينة للمنشور من الكلام بأنواعه.
وعندما يختلط الغث بالسمين، تصبح الكتابة هراءً!!
واقرأ أيضًا:
إذا جاعت البطون تعطلت العقول!! / نبيذ الكلمات!!