إرادة الأرض أقوى من إرادة خلقها، وهي في أصعب حالاتها منذ انطلاق المخلوقات على ظهرها، فلا تطيق الأعداد الهائلة من البشر والغير مسبوقة.
وللأرض قوانينها الصارمة، وعليها أن تقلل الأعداد، وتعيد التوازن لتحافظ على دورانها المستقر وبيئتها اللازمة لديمومة الحياة. ولتقليل أعداد البشر هناك خياران، فأما تطلق الأرض الأوبئة التي اعتادت عليها عبر العصور، أو تدفع بالبشر المأفون لإستعمال ما إبتكره عقله من أدوات الفناء المطلق.
ويبدو أن خيار الأوبئة أرحم من الحرب الإفنائية بأسلحة نووية وما بعدها.
فهل ستتواصل موجات الأوبئة؟ وهل سيتخذ بعضهم من الجنون بوصلة لفناء الأرض وما عليها؟
احتمال انطلاق موجات من الأوبئة المتعاقبة أقرب إلى السلوك القاضي بعدم تدمير الأرض ومحق الحياة فيها.
ولهذا فإن الحروب المتوقعة على أنها عالمية ونووية، ستكون بعيدة الحصول، لأنها تصرفات خسرانية لا يوجد فيها مجال للربح أو الانتصار، بل جميع الأطراف ستخسر وتنمحق علاماتها الفارقة.
فلماذا يتواصل الكلام عن الحرب العالمية الثالثة؟
هل أن بعض الإمبراطوريات الآيلة للسقوط تنادي بذلك، ولن تغادر هيمنتها إلا بحرب عنوانها "عليه وعلى أعدائي"؟!!
الإمبراطوريات عبر العصور تنتهي بالحروب التي تتسبب بهزيمتها لكن الحرب المعاصرة لا يخرج منها طرف منتصر، بل كل طرف يمضي إلى نهايته بموجبها.
وأن أهون الشرين الوباء!!
وللأرض قوانينها ومآربها الخفية، ولن تفرط بمصيرها من أجل عيون خلقها المهووس بالدمار الشامل الشديد!!
واقرأ أيضًا:
إشكالات سلوكية / الكلمة والسلوك!!