اضطراب استخدام المواد الأفيونية Opiate use Disorder
تحدث اضطرابات استخدام المواد على طيف يمتد من الاستخدام إلى سوء الاستخدام وصولًا إلى الإدمان الكامل، المعروف أيضًا باسم اضطراب استخدام المواد Substance Use Disorder. واضطرابات استخدام المواد أو استخدام المواد بحد ذاته قد تشكل أخطاراً على عدة مستويات1. وليس كل من يستخدم مادة ما يعاني من اضطراب استخدام المواد أو الإدمان. قد يشرب شخص ما حتى يصل إلى حالة السكر مرة واحدة في حفلة، أو يفعل ذلك كل نهاية أسبوع، أو يطور اضطراب استخدام المواد من خلال الاستخدام المفرط المنتظم الذي يؤثر على حياته. مجرد استخدام المادة لا يعني بالضرورة أن الشخص يعاني من الإدمان. عندما يبدأ تأثير الاستخدام بالتأثير السلبي على حياة الفرد، يُعتبر ذلك اضطرابًا في استخدام المواد. بالطبع، خصائص المادة يمكن أن تجعل احتمالية تطور الإدمان أكثر شيوعًا.
لتشخيص2 اضطراب استخدام المواد الأفيونية، يجب التأكد من استيفاء المعايير التي تشير إلى أن حياة الشخص تتأثر باستخدامه. فيما يتعلق بتلك التأثيرات، يجب ملاحظة اثنين على الأقل من المعايير التالية خلال فترة 12 شهرًا. تشمل هذه المعايير: تناول الأفيونيات بكميات أكبر أو لفترات أطول من المتوقع؛ وجود رغبة في تقليل الاستخدام مع الفشل في تحقيق ذلك؛ قضاء وقت كبير في الحصول على الأفيونيات، أو استخدامها، أو التعافي من تأثيراتها؛ وجود رغبة شديدة أو دافع قوي لاستخدامها.
قد يعاني شخص ما من استخدام متكرر يؤدي إلى الفشل في الوفاء بالالتزامات الرئيسية، مثل العمل أو المنزل أو الدراسة. كما قد يستمر في استخدام الأفيونيات على الرغم من المشكلات الاجتماعية أو الشخصية التي تسببها أو تزيدها سوءًا. وقد يتم التخلي عن الأنشطة الاجتماعية أو العملية أو الترفيهية بسبب استخدام الأفيونيات أو بسبب تخصيص وقت للحصول عليها. كما يمكن أن يتم استخدامها في ظروف خطرة جسديًا.
علاوة على ذلك، يستمر بعض الأفراد في الاستخدام على الرغم من معرفتهم أو إدراكهم لوجود مشكلة جسدية أو نفسية مستمرة أو متكررة تسببها المادة أو تفاقمها. على سبيل المثال، إذا كان الشخص يعاني من أعراض اكتئاب تتفاقم نتيجة استخدام الأفيونيات، أو تأثيرات صحية أخرى، فإنه قد يستمر في استخدامها رغم تفاقم حالته. كما يمكن أن يُظهر البعض تحملًا أو أعراض انسحاب.
لا يُعتبر التحمل أو الانسحاب جزءًا من تشخيص DSM-5 (المجلد التشخيصي الاحصائي الخامس لجمعية أطباء النفس الامريكية) إذا كان الشخص يتناول الأفيونيات بوصفة طبية وتحت إشراف طبي. على سبيل المثال، إذا تم وصف الأفيونيات من قبل طبيب الرعاية الأولية أو طبيب الألم، فقد لا يتم استيفاء هذه المعايير. تطور التحمل أو الانسحاب أمر طبيعي عند تناول الأفيونيات بوصفة طبية، لكن القلق ينشأ عندما يتم استخدامها بطرق غير موصوفة.
المعايير الأساسية لاضطرابات استخدام المواد:
لتشخيص اضطراب استخدام المواد وفقًا لـICD-11 (التنصيف العالمي الحادي عشر)، يجب أن يؤدي نمط استخدام المادة إلى تدهور كبير في وظائف الفرد أو يسبب ضيقًا نفسيًا. يعتمد التشخيص عادةً على وجود الميزات التالية خلال فترة 12 شهرًا:
1- ضعف السيطرة على استخدام المادة:
• صعوبة في التحكم في بداية أو كمية أو إنهاء استخدام المادة.
• استخدام كميات أكبر أو لفترة أطول مما كان مقصودًا.
• رغبة مستمرة أو محاولات غير ناجحة لتقليل أو التحكم في الاستخدام.
2- الانشغال باستخدام المادة:
• وجود رغبة قوية أو حاجة ملحة لاستخدام المادة.
• قضاء وقت كبير في الحصول على المادة أو استخدامها أو التعافي من آثارها.
3- استمرار الاستخدام رغم العواقب الضارة:
• الاستمرار في الاستخدام على الرغم من معرفة أن ذلك يسبب أضرارًا جسدية أو نفسية أو اجتماعية.
• الفشل في الوفاء بالالتزامات الرئيسية في العمل أو المدرسة أو المنزل بسبب استخدام المادة.
4- فقدان الأنشطة الأخرى:
• التخلي عن أو تقليل الأنشطة الاجتماعية أو المهنية أو الترفيهية المهمة بسبب استخدام المادة.
5-السمات الفسيولوجية (ليست ضرورية ولكنها شائعة):
• التحمل Tolerance: الحاجة إلى كميات أكبر من المادة لتحقيق نفس التأثير أو انخفاض التأثير عند استخدام نفس الكمية.
• الانسحاب Withdrawal : أعراض تظهر عند التوقف عن استخدام المادة أو تقليلها.
يتيح التصنيف الدولي للأمراض (ICD-11) تصنيف اضطرابات استخدام المواد حسب الشدة:
• خفيف: ظهور أعراض قليلة مع تأثير أقل على الوظائف أو الضيق.
• متوسط: ظهور المزيد من الأعراض مع تأثير ملحوظ على الحياة اليومية أو الضيق.
• شديد: وجود عدد كبير من الأعراض مع تأثير كبير على جميع مجالات الحياة.
معايير المواد المحددة
كذلك يوفر التصنيف الدولي ICD-11 معايير تشخيصية تفصيلية لأنواع مختلفة من المواد، بما في ذلك:
• الكحول.
• القنب.
• المنشطات (مثل الكوكايين والأمفيتامينات).
• المهلوسات.
• الأفيونيات.
• التبغ.
• المهدئات أو المنومات.
• مواد أخرى (مثل المذيبات الطيارة).
الاعتلالات المشتركة والمحددات
يشمل التشخيص أيضًا محددات مثل:
• مع التسمم أو الانسحاب.
• ما إذا كان الاضطراب متقطعًا أو مستمرًا.
• وجود مضاعفات نفسية أو جسدية أخرى مرتبطة.
الاختلافات الرئيسية بين ICD-11 وDSM-5
• ICD-11 لا يتطلب عددًا ثابتًا من المعايير (مثل 2 من 11 في DSM-5) بدلاً من ذلك، يركز على درجة التدهور الوظيفي أو الضيق الناجم عن استخدام المادة.
• يستخدم ICD-11 إطارًا أبسط وأكثر عالمية لوصف اضطرابات استخدام المواد، مما يجعله أكثر ملاءمة للاستخدام الدولي.
أزمة الجرعات الزائدة واستخدام الأفيونيات
بالإضافة إلى اضطرابات استخدام الأفيونيات، نواجه أيضًا أزمة جرعات زائدة مرتبطة بها. بين عامي 1999 و2021، توفي ما يقرب من 645,000 شخص في الولايات المتحدة3,4,5 نتيجة جرعات زائدة مرتبطة باستخدام الأفيونيات، بما في ذلك الأفيونيات الموصوفة والمصنعة بشكل غير قانوني.
يمكن
تقسيم الزيادة في الوفيات الناتجة عن الجرعات الزائدة إلى ثلاث موجات مميزة:
1. الموجة الأولى: بدأت في التسعينيات مع زيادة وصف الأفيونيات لعلاج الألم. شملت هذه الموجة الأفيونيات الطبيعية وشبه الاصطناعية والميثادون.
2. الموجة الثانية: بدأت في عام 2010 مع زيادة سريعة في الوفيات المرتبطة بالهيروين، وهو أفيون ذو تأثير قصير يُستخدم بشكل غير قانوني.
3. الموجة الثالثة: بدأت في عام 2013 مع زيادة كبيرة في الوفيات الناتجة عن الأفيونيات الاصطناعية المصنعة بشكل غير قانوني، مثل الفنتانيل.
يتغير سوق الفنتانيل المصنع بشكل غير قانوني باستمرار، وغالبًا ما يُخلط مع الهيروين أو الحبوب المزيفة أو الكوكايين، مما يزيد من خطر الجرعات الزائدة دون علم المستخدمين.
الوفيات بسبب الجرعات الزائدة6,7
في عام 2021، كان عدد الوفيات الناتجة عن الجرعات الزائدة أكبر بست مرات مقارنة بعام 1999. وشملت 75% من حالات الجرعات الزائدة تقريبًا الأفيونيات. بين عامي 2020 و2021، ارتفعت وفيات الجرعات الزائدة المرتبطة بالأفيونيات بنسبة 15%، بينما انخفضت وفيات الجرعات الزائدة المرتبطة بالهيروين بنسبة 32%. في الوقت نفسه، زادت وفيات الجرعات الزائدة المرتبطة بالأفيونيات الاصطناعية مثل الفنتانيل بأكثر من 22%.
نقاط أساسية
• تحدث اضطرابات استخدام المواد على طيف يمتد من الاستخدام إلى سوء الاستخدام وصولًا إلى الإدمان.
• لتشخيص اضطراب استخدام المواد، يجب استيفاء اثنين من 11 معيارًا خلال العام الماضي، حيث تُبرز المعايير تأثير الاستخدام على حياة الفرد.
• إساءة استخدام الأدوية الموصوفة تساهم بشكل كبير في تطور اضطرابات استخدام الأفيونيات.
• الأفيونيات متورطة في غالبية وفيات الجرعات الزائدة، التي بلغت أعلى معدلاتها في السنوات الأخيرة.
• تستمر الأزمة في التطور، مما يتطلب اهتمامًا مستمرًا ومبادرات علاجية فعالة.
مصادر
1- NIDA. 2023, February19. The science of drug use and addiction: The basics. Retrieved from https://archives.nida.nih.gov/publications/media-guide/science-drug-use-addiction-basics on 2024,May17
2- American Psychiatric Association. (2022). Diagnostic and statistical manual of mental disorders (5th ed., text revision). Arlington, VA: American Psychiatric Publishing
3- CDC WONDER. Multiple Cause of Death 1999-2021. Centers for Disease Control and Prevention, National Center on Health Statistics. Released January 2023.
4- SAMHSA. (2016). Key Substance Use and Mental Health Indicators in the United States: Results from the 2016 National Survey on Drug Use and Health. SAMHSA - Substance Abuse and Mental Health Services Administration. https://www.samhsa.gov/data/sites/default/files/NSDUH-FFR1-2016/NSDUH-FFR1-2016.pdf
5- SAMHSA. (2021). Key Substance Use and Mental Health Indicators in the United States: Results from the 2021 National Survey on Drug Use and Health. SAMHSA - Substance Abuse and Mental Health Services Administration.
6- Centers for Disease Control and Prevention. Prescription Opioids Overview. https://www.cdc.gov/drugoverdose/data/prescribing/overview.html Published March 17, 2021.
7- Williams, A.R., Nunes, E.V., Bisaga, A., Levin, F.R, & Olfson, M. Development of a Cascade of care for responding to the opioid epidemic. The American Journal of Drug & Alcohol Abuse 2019; 45(1): 1-10.
ويتبع>>>>: معالجة اضطراب استخدام المواد الأفيونية1